مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في تجربة تُقاس بنتائجها لا بضجيجها، يواصل قسم النساء في رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ترسيخ نموذج عملي للعمل الدعوي والتربوي والمجتمعي، يستهدف الأطفال والنساء والأسرة، ويعكس فهمًا عميقًا لطبيعة المجتمع واحتياجاته الثقافية والتربوية.
وفي إطار المتابعة المؤسسية للعمل الدعوي والتربوي، نظّم قسم النساء في رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، اليوم، اللقاء الختامي السنوي مع المعلّمات، حيث جرى استعراض وتقييم حصيلة عام كامل من الأنشطة التعليمية والدعوية الموجهة للأطفال والنساء في المساجد بمختلف أنحاء البلاد.
عرض سنوي وتقدير للجهود التعليمية
وافتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقتها الأستاذة واجدة بنياكو، مسؤولة قسم النساء في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، عبّرت فيها عن شكرها العميق لجميع المعلّمات على ما قدمنه من جهد والتزام في إنجاح العملية التعليمية، مؤكدة أن دورهن أساسي في ترسيخ القيم الإسلامية وبناء الوعي الديني لدى فئات المجتمع المختلفة.
وقدّمت بنياكو تقريرًا مفصلًا عن أنشطة القسم خلال عام كامل، استعرضت فيه أبرز البرامج والفعاليات المنفذة، مشيدة بما تحقق من نجاحات ملموسة على صعيد التعليم القرآني والدروس الدينية المنتظمة.
إشادة مفتي البلاد بالدور الريادي لقسم النساء
وشهد اللقاء حضور فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا ومفتي البلاد، الذي ثمّن عاليًا جهود المعلّمات، مؤكدًا أن إلقاء الدروس الدينية وتعليم تلاوة القرآن الكريم يمثلان جانبًا مهمًا، لكنه جزء من رسالة أوسع وأعمق يؤديها قسم النساء في خدمة المجتمع المسلم.
وأشار مفتي البلاد إلى تأثره واعتزازه بما لمسه من جدية وإخلاص في أداء هذه الرسالة، معتبرًا أن هذا التفاني نموذج راقٍ للخدمة الدينية الصادقة ونقل القيم الإيمانية بالحكمة والموعظة الحسنة إلى مختلف شرائح المجتمع.
استلهام السيرة النبوية وتعزيز روح المسؤولية
وفي كلمته، دعا مفتي البلاد المعلّمات إلى استحضار عِظم الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهن، مستذكرًا ما واجهه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من صعوبات وأذى في تبليغ الرسالة، مؤكدًا أن الصبر والثبات والإخلاص كانت مفاتيح إتمام المهمة، وهي ذات القيم التي ينبغي التحلي بها في العمل الدعوي المعاصر.
دعم مؤسسي متواصل
واختتم فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا كلمته بتجديد تأكيده على دعم رئاسة المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا الكامل لجميع أنشطة وبرامج المعلّمات، مشددًا على أن المؤسسة تنظر إلى عمل قسم النساء باعتباره ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتعزيز الاستقرار القيمي والتربوي في المجتمع.
المعلّمات… عمود النجاح الصامت
اعتمد القسم على شبكة من المعلّمات المؤهلات، اللواتي قدّمن نموذجًا للداعية المربية، القريبة من واقع النساء والأطفال، والواعية بتحديات العصر. وقد أسهم التزامهن اليومي، وحضورهن داخل المساجد والمجتمع، في تحويل التعليم إلى علاقة ثقة وتأثير متبادل، لا إلى تلقين عابر.
تجربة قابلة للتطوير والنقل
تُقدّم تجربة قسم النساء في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا نموذجًا هادئًا وفعّالًا للعمل الدعوي النسوي المؤسسي، القائم على التخطيط، وبناء الإنسان، واحترام خصوصية المجتمع، بما يجعلها تجربة جديرة بالدعم والتوسّع وتبادل الخبرات مع مؤسسات إسلامية مماثلة في أوروبا والبلقان.



