
مسلمون حول العالم – خاص – هاني صلاح
عاشت مدينة بريزرن، جنوب شرقي كوسوفا، أجواءً مبهجةً تليق بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث احتضنت ساحة المدينة الرئيسية فعالية احتفالية خاصة بالأطفال، رسمت الفرح على الوجوه، وأضفت على المدينة نكهة العيد الأصيلة، وسط زينة وتكبيرات وسلوكيات جماعية تعكس روح التآزر والتراحم التي يُعرف بها المجتمع الكوسوفي.
مبادرة قسم المرأة
وقد جاءت هذه المبادرة بتنظيم وإشراف قسم المرأة في مجلس مشيخة محافظة بريزرن، حيث قامت المعلمات والناشطات في القسم بتوزيع نحو 800 هدية على الأطفال، في مشهد إنساني مؤثر مزج بين البساطة والبهجة، مستهدفًا إدخال السرور على قلوب الصغار، لا سيما في البيئات الاجتماعية محدودة الدخل.
هذا النشاط لم يكن مجرد توزيع للهدايا، بل كان تعبيرًا صادقًا عن حضور المرأة المسلمة في الفضاء العام، وإسهامها الفعّال في بث روح الفرح والطمأنينة في نفوس الأطفال والعائلات، بما يعكس نضجًا مؤسسيًا وإنسانيًا يميز عمل قسم المرأة في المشيخة الإسلامية.
سلسلة من الأنشطة الدينية والتوعوية والتنظيمية
وقد سبقت هذه المبادرة أيامٌ من التحضيرات شملت سلسلة من الأنشطة الدينية والثقافية والترفيهية، من محاضرات إرشادية وتنظيف المساجد، إلى مبادرات خيرية وتكثيف الاستعدادات لأداء شعائر الأضحية، وكلها جسدت روح العيد في بعدها الجماعي والديني.
وشهدت صباح يوم العيد ساحات ومساجد بريزرن إقبالًا كبيرًا من المصلين، حيث أُقيمت صلاة العيد في أجواء إيمانية مهيبة، أعقبها ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على المحتاجين، في مشهد يعبر عن عمق القيم الإسلامية في التضامن والعطاء، والتي تترسخ في نفوس الناس عبر هذه الطقوس الرمزية.
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة المسلمة في كوسوفا تؤدي دورًا محوريًا في إعادة بناء المجتمع بعد الحرب، وقد ساهمت بشكل ملموس في القطاعات التربوية والدينية والاجتماعية.
وكان تأسيس قسم المرأة بالمشيخة الإسلامية عام 2005 محطة فارقة في دعم تمكينها وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.
معلمات بريزرن.. التزام ديني واجتماعي بنشر الفرحة في عيد الأضحى
إن ما قامت به معلمات وناشطات قسم المرأة في بريزرن ليس مجرد مبادرة عابرة، بل هو تعبير حي عن التزام ديني واجتماعي، جعل من العيد مناسبةً لتجديد الأمل وبث الدفء في قلوب الصغار، ومرآةً صافية لوجه كوسوفا المسلم: مشرقًا، متراحمًا، وملهمًا.