مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

لقاء الحاج عمر ميتا والدكتور صالح السامرائي.. حكايات من تاريخ مسلمي اليابان

حول دور هذين الرمزين في تاريخ الإسلام في اليابان يحدثنا الدكتور سيد شرارة.

حكايات من تاريخ المسلمين في اليابان

ـ مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح

يواصل الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة تسليط الضوء على تاريخ وواقع مسلمي اليابان عبر منشوراته على “فيسبوك”، حيث يروي قصصًا ملهمة عن شخصيات أثرت في المجتمع الإسلامي هناك. وفي هذا الشهر المبارك، خصص منشوراته لسرد حكايات عن رموز إسلامية بارزة. ونظرًا لأهمية محتواه المعرفي، يعيد موقع “مسلمون حول العالم” نشر بعض مقالاته ضمن قسم “تغريدات”، ليصل هذا التاريخ الغني إلى شريحة أوسع من القرّاء.

والحكاية الثالثة تسلط الضوء على بدايات الدعوة الإسلامية في اليابان من خلال شخصيتين بارزتين: الحاج عمر ميتا والدكتور صالح السامرائي رحمهما الله. لم يكن اللقاء بينهما مجرد تعارف، بل كان نقطة تحول أسهمت في جهود نشر الإسلام هناك، خاصة مع دور ميتا في ترجمة معاني القرآن إلى اليابانية.

حول دور هذين الرمزين في تاريخ الإسلام في اليابان يحدثنا الدكتور سيد شرارة. 

ـ بقلم: الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة ـ اليابان

الحكاية ٣ من ٥: لقاء الحاج عمر ميتا والدكتور صالح السامرائي

– المكان: اليابان – الزمان: 1960م

وصل صالح مهدي السامرائي إلى ميناء يوكوهاما في اليابان وهو في الثامنة والعشرين من عمره، استجابةً لطلب وتحفيز المهندس عبد الرشيد أرشد، الذي سأله السامرائي: “من أين أحصل على المال حتى أذهب إلى اليابان؟” فأجابه أرشد بثقة: “من الله.” يقول السامرائي: “فأعطاني الله تعالى أكثر مما كنت آمله وأرجوه، والحمد لله.”

فقد تيسرت له منحة من الحكومة العراقية، وأخرى من الحكومة اليابانية، بالإضافة إلى راتب ثابت من عمله كمقدم لنشرة الأخبار المسائية في القسم العربي بهيئة الإذاعة اليابانية. ويقول السامرائي: “كان الدخل المالي يسد حاجتي ويزيد، فكنت ألبس أحسن الملابس، وأصرف على المختبرات، وأرسل الباقي لأهلي في العراق.” ثم يكمل: “لقد كنت أميرًا، لا طالبًا، في تلك المرحلة البراقة من حياتي الرائعة، والحمد لله على فضله.”

أعود إلى يوم وصول السامرائي إلى اليابان، حيث قصد جامع طوكيو ومعه أمتعته، وسأل عن الحاج عمر ميتا – راجع الحلقة الأولى من هذه السلسلة – لكنه لم يجده، فعاد في صباح اليوم التالي وقابله أخيرًا. كان الحاج عمر ميتا، الذي بلغ حينها الثامنة والستين من عمره، يحمل إقامةً في اليابان، فاستأجرا معًا غرفة قرب جامع طوكيو، يدفع كلٌّ منهما نصف الإيجار، ويتشاركان في إعداد الطعام.

كان الحاج عمر ميتا يحمل مفتاح جامع طوكيو، المبنى الذي افتُتح عام 1938م، وكان يحرص في ليالي البرد الشديدة على إحيائه بصلاة الفجر والصلوات. في ذلك الوقت، كان رواد المسجد قلة، وصلاة الجمعة يحضرها عدد محدود من الأفراد.

وسبحان الله! أكتب هذه الكلمات بعد عودتي من جامع طوكيو (حاليًا المبنى المفتتح عام 2000م)، حيث يعجُّ المكان بضيوف الرحمن على مائدة الإفطار، والمصلين في صلاة العشاء والتراويح، في ليلة شهدنا فيها هطولًا كثيفًا للثلوج، لم نرَ له مثيلًا هذا الشتاء. فاللهم لك الحمد، أذِنت لمسجد طوكيو أن يُقام، ويُذكر فيه اسمك، فلك الحمد ولك الشكر.

وقد لاحظ السامرائي أن الحاج عمر ميتا بدأ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية. فما الدافع؟ وماذا حدث؟ هذا ما سنرويه بإذن الله في الحكاية القادمة…

المرجع: حديث الذكريات للدكتور صالح السامرائي رحمه الله.

التخطي إلى شريط الأدوات