مسلمون حول العالم – خاص – هاني صلاح

للسنة السادسة على التوالي، نظّمت المشيخة العامة في بلغاريا برامج المدارس الصيفية داخل مباني المدارس الدينية في مدن شومن، روسه، ومومتشلغراد، في إطار التزامها المستمر بتوفير التعليم الديني وتعزيز القيم الأخلاقية والدعم الاجتماعي للأطفال.

وشارك في دورات صيف 2025 نحو 440 طالبًا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، حيث أُقيم برنامج الفتيات في الفترة من 5 إلى 13 يوليو، تلاه برنامج الفتيان من 15 حتى 23 من الشهر ذاته، وذلك بمساندة 20 متطوعًا من طلاب المدارس الدينية.

تعليم إسلامي وتطوير ذاتي

وجمعت الأنشطة بين التعليم الإسلامي، والتطوير الذاتي، والرياضة، والثقافة، إذ تلقّى الطلاب دروسًا في أساسيات الإسلام، وسيرة النبي محمد ﷺ، والأخلاق، والتنمية الشخصية، إلى جانب محاضرات وعروض أفلام، أعقبها نقاشات تفاعلية حول دور الدين في العالم المعاصر.

واختُتم البرنامج برحلة ترفيهية وثقافية استمرت ثلاثة أيام إلى مدينتي أدرنة وتْشَنَق قلعة التركيتين، حيث تعرّف المشاركون على معالم تاريخية وثقافية تُعزز صلتهم بالهوية الإسلامية والذاكرة الحضارية.

10 آلاف طفل

ويُشار إلى أن هذه الدورات الخاصة بالمدارس الشرعية تُنظَّم بالتوازي مع دورات صيفية أوسع نطاقًا تُقام سنويًا في كتاتيب مساجد بلغاريا، ويشارك فيها نحو 10 آلاف طفل، مما يعكس حجم الاهتمام المجتمعي المتزايد بالتربية الإسلامية في مختلف أنحاء البلاد. وتُعد هذه الدورات من أهم المشروعات الدعوية والتعليمية التي تشرف عليها دار الإفتاء العامة في بلغاريا، لما لها من أثر عميق في ربط الأجيال الناشئة بهويتهم الدينية وقيمهم الأخلاقية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود المشيخة العامة المتواصلة لغرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الشابة وتعزيز انخراطهم الإيجابي في المجتمع.

المدن الثلاث

وتقع مدينة شومن في شمال شرق بلغاريا، وتُعد مركزًا إداريًا لمحافظة تحمل الاسم ذاته. تشتهر بتاريخها العريق وآثارها البارزة مثل قلعة شومن والنصب التذكاري لتأسيس الدولة البلغارية، وتحتضن مدرسة دينية تُعد من أبرز المؤسسات الإسلامية التعليمية في المنطقة.

أما مدينة روسه، فهي تقع شمال البلاد على ضفاف نهر الدانوب، وتُعرف بطرازها المعماري الفريد الذي يشبه مدينة فيينا، ما أكسبها لقب فيينا الصغيرة. وتُعتبر من أكبر مدن بلغاريا ومن مراكزها الثقافية والاقتصادية المهمة، وتضم مؤسسات تعليمية تخدم الجالية المسلمة.

وفي الجنوب تقع بلدة مومتشلغراد ضمن محافظة كاردزالي، وتُعرف بأغلبيتها المسلمة من أصول تركية. تتميز البلدة بطابعها المحافظ وبنشاطها في مجال التعليم الديني، حيث تُعد من أبرز المناطق التي تحافظ على الهوية الإسلامية في البلاد من خلال المساجد والمدارس والمبادرات المجتمعية.