مسلمون حول العالم ـ متابعات
يعد الشعب الغجري أحد الشعوب القديمة التي هاجرت من الهند لأوروبا، ويقدر اليوم عددهم في أوروبا بنحول 11 مليون نسمة، ولقد حافظ الغجر على تقاليدهم وتراثهم ونسبة منهم في كل دولة قد دخلت في الإسلام..
فماذا تعرف عنهم وعن تراثهم وسماتهم ومهنهم وعاداتهم؟
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
الغجر أحد الشعوب القديمة في العالم قدموا من شمال وشمال غرب الهند إلى أوروبا بين القرنين 11 و 15 الميلادي.
أقسام ثلاث
للغجر أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التي يقطنونها، ويمكن تقسيمهم في شرق أوروبا عمومًا إلى غجر آسيا الوسطى، وغجر البلقان، وغجر شرق أوروبا.
أسماء الغجر
يطلق الغجر على أنفسهم “روم”، ومنهم من يطلق عليهم “الغجر الأتراك”، ويُطلق عليهم في الرومانية “كوتلاري” أو “كيلديراري”، ويسميهم الأوكران والروس “تسيغان”، والجورجيون “بوشيبي”، والأرمن “غنتشونير”، والألبان “يفجيت”، والأستونيين “موستلازد” ويُسمى غجر شبه جزيرة القرم “تشينغيني”.
اللغة الغجرية
يتحدث الغجر في شرق أوروبا اللغة الغجرية وهي إحدى فروع اللغات الهندية الأوروبية إضافة إلى لغات البلدان التي يعيشون فيها، كتب اللغة الغجرية هناك بالأحرف الكيريلية واللاتينية.
وقد تعرض الغجر للاضطهاد وللترحيل القسري من جانب الحكومات الأوروبية المختلفة.
سمات الغجر
يتميز الغجر بلون بشرتهم السمراء، ومطابقة لون شعرهم مع لون بشرتهم، كما يعرفون بعيونهم اللامعة، وقصر قامتهم نسبيًا، ويلفتون الأنظار بملابسهم وزينتهم المشابهة للقرويين والهنود في الألوان والتطريزات.
كذلك يرتبط أفراد الأسرة والأقارب الغجر ببعضهم البعض بشكل قوي.
الغجر والإسلام
بدأ انتشار الإسلام بين قبائل الغجر بعد سيطرة العثمانيين على البلقان، وهم على المذهب الحنفي، وثقافة الغجر المسلمين في شرق أوربا تستند بشكل كبير على الثقافة العثمانية.
معاني القرآن الكريم باللغة الغجرية
قام مترجم من أصل مقدوني غجري مسلم عام 2004م بترجمة لمعاني القرآن الكريم للغة الغجرية صدرت في البوسنة والهرسك. وقد حافظ الغجر المسلمون في شرق أوروبا على تراثهم والعديد من تقاليدهم وموسيقاهم ومهنهم.
مهن الغجر
وقد وصفت المصادر العثمانية الغجر المسلمون بأنهم أصحاب مهن وحرفيون يمكنهم القيام بأعمال جيدة على المعادن، بما في ذلك صناعة الأسلحة، كذلك يعملون جزارين، وفي صناعة الأحذية والخياطة، وبشكل عام كانت سياسة العثمانيين تجاه الغجر جيدة.
اضطهاد وتعذيب
بعد انحسار سيطرة الدولة العثمانية عن أراض في البلقان تعرّض الغجر المسلمون لتمييز مزدوج عرقي-إثني وديني، كذلك تعرّض الغجر في مولدافيا والمناطق المجاورة لها لإعدامات جماعية وللاستعباد والتعذيب ومورست بحقهم عقوبات قاسية، واضطهدهم النازيون أيضًا.
أعداد الغجر في أوروبا
يقدر إجمالي عدد الغجر في أوروبا 11 مليون نسمة، في رومانيا عددهم يقترب من 650 ألف نسمة، وفي بلغاريا حوالي 400 ألف نسمة، نصفهم من المسلمين، أما في المجر فيزيد عددهم عن 200 ألف نسمة، وفي اليونان يقرب من مئتي ألف، وفي روسيا حوالي مئتي ألف كذلك، وسلوفاكيا يقرب من 190 ألفا، وفي صربيا حوالي 15 ألف، وفي أوكرانيا حوالي 50 ألفا، جزء منهم مسلمون في القرم، وفي مقدونيا 50 ألفا، وفي البوسنة والهرسك حوالي 12500 شخص أغلبهم مسلمين، وكذلك الحال في ألبانيا وفي شرق تراقيا بتركيا (حيث يقترب عددهم من نصف مليون) وكوسوفا.
وقد حاكت الشعوب الأوروبية حول شعب الغجر العديد من الأساطير والخرافات والحكايات، وتعرضوا للعزل والاضطهاد والقهر، وأصبحت قصص الغجر مادة دسمة لكثير من الأدباء والكتّاب السلافيين خصوصا والأوربيين عمومًا.
يوم الغجر العالمي
كما خصصت الأمم المتحدة يوم 8 أبريل من كل عام يوما عالميًا للغجر للتذكير بمعاناتهم واضطهادهم والاحتفاء بثقافتهم.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10219931938801457&id=1611567851