مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
“المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، وعلى رأسها فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، مفتي البلاد، تؤكد دعمها الكامل لكافة المبادرات التي تعزز من حضور المسلمين وتحفظ هويتهم الدينية والثقافية في المجتمعات الأوروبية”..
بهذه الكلمات المباشرة، أكد الشيخ أكرم سيمنيتسا، رئيس إدارة الجاليات في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، من النمسا، خلال أمسية خيرية خصصت لدعم مسجد جديد للجالية الألبانية في مدينة بيرغ، بأن المشيخة تقف بقوة خلف جالياتها المهاجرة لتعزيز حضورهم وحفظ هويتهم.
بيرغ النمساوية تحتفي بأمسية خيرية
فقد شهدت مدينة بيرغ النمساوية بأمسية خيرية مميزة خُصصت لدعم شراء مسجد جديد يخدم الجالية الألبانية المسلمة، وذلك بمشاركة رسمية من إدارة الجاليات بالمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، في فعالية أبرزت تماسك الجالية الألبانية المسلمة في أوروبا وحضورها الفاعل في العمل الديني والخيري. وفقًا لصفحة مشيخة كوسوفا على فيسبوك.
“بناء حصن للهوية والدين في الدنيا، وقصر للإنسان في الآخرة”
شارك في الفعالية الشيخ أكرم سيمنيتسا، رئيس إدارة الجاليات في المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، تلبية لدعوة رئيس المجلس الإداري لمسجد بيرغ، فاهدين بَهْلوللي. وقد نقل سمنيتسا للحضور تحيات وتهاني مؤسسات المشيخة الإسلامية في كوسوفا، وعلى رأسها فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة ومفتي البلاد، مؤكدًا دعمهم الكامل لمثل هذه المبادرات التي تعزز حضور المسلمين وتحفظ هويتهم الدينية والثقافية في المجتمعات الأوروبية.
وأشار في كلمته إلى القيمة الدينية والاجتماعية للمساجد في بلاد المهجر، معتبرًا أن الإسهام في تأسيسها هو في الواقع “بناء حصن للهوية والدين في الدنيا، وقصر للإنسان في الآخرة”.
وحدة الجالية الألبانية في أوروبا
عكست الفعالية حضورًا لافتًا لشخصيات دينية واجتماعية من كوسوفا والدول المجاورة ومن الجاليات المنتشرة في أوروبا، في مشهد أكد المستوى العالي من التضامن والالتزام بخدمة مؤسسات المسلمين في المهجر. وقدّم سمنيتسا تهانيه الحارة إلى إدارة مسجد بيرغ وجمهور المصلين على النجاح في شراء المسجد، متمنيًا أن يصبح مركزًا للوحدة والقوة الروحية لأبناء الجالية.
زيارات ميدانية لمراكز إسلامية أخرى في النمسا
وخلال وجود الوفد في النمسا، قام كل من مدير دائرة الجاليات في مشيخة كوسوفا ونظيره في المشيخة الإسلامية في مقدونيا الشمالية، مفّيز روستمي، بزيارة مركزَي “بشكيـمي” في لينتس و“هورزونتي” في ويلس، حيث التقوا بالأئمة ورؤساء المجالس الإدارية، وجرى تبادل الرؤى حول تعزيز العمل المؤسسي والتعاون بين المسلمين في المهجر.
أظهرت فعالية بيرغ مرة جديدة روح العطاء والمسؤولية لدى الجاليات الألبانية المسلمة في أوروبا، ورسّخت مكانة المساجد كمؤسسات جامعة تحفظ الهوية وتعزز الروابط الروحية والاجتماعية في دول المهجر.
لمحة معرفية عن مدينة بيرغ النمساوية
تمتاز مدينة بيرغ في ولاية النمسا العليا بكونها مركزًا إداريًا واقتصاديًا هادئًا يجمع بين الطابع الريفي والبنية الحديثة، ويبلغ عدد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة. يعود تاريخها إلى القرون الوسطى حين كانت جزءًا من دوقية بافاريا قبل انتقالها إلى السيادة النمساوية في القرن الثاني عشر، كما حصلت مبكرًا على امتيازات تجارية دعمت نموها الحضري. وتُعد بيرغ اليوم مدينة مستقرة تحتضن أنشطة اقتصادية صغيرة ومتوسطة، إضافة إلى حضور متنامٍ للجاليات الأجنبية، ومن بينها الجالية الألبانية المسلمة التي تسهم في الحياة الاجتماعية والدينية للمدينة.



