انطلاق عام الاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد بُلغار الفولجا الإسلام
مسلمون حول العالم ـ متابعات
أعلن مفتي روسيا، الشيخ راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ورئيس مجلس شورى المفتي لروسيا، الجمعة 14 يناير، انطلاق عام الاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الاسلام رسميًا من قبل شعوب بُلغار الفولجا بوسط روسيا. وفقًا لموقع مجلس المفتين لروسيا.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بالمسجد الجامع في موسكو، والتي القاها مفتي روسيا وحضرها عدد كبير من سفراء الدول العربية والاسلامية،
ويأتي تنظيم هذه الاحتفالات، بعد دعم وتأييد الرئيس فلاديمير بوتين، لمبادرة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين للاحتفال بهذه المناسبة الهامة على مستوى الدولة، والتي طرحها سماحته خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس بوتين عبر شبكة الانترنت مع قادة المنظمات الدينية في روسيا بتاريخ 04 نوفمبر 2020.
وفي 28 أبريل 2021، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي بتشكيل “اللجنة التنظيمية الخاصة بالإعداد للاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا خلال عام 2022″، وتم تعيين السيد مارات خوسنوللين نائب رئيس الوزراء الروسي رئيساً للجنة المنظمة.
سلسلة فعاليات احتفالية
وقد بدأت اعتباراً من 13 يناير سلسلة الفعاليات الاحتفالية وتتضمن عقد المؤتمر السنوي الثامن لعموم روسيا “قراءات شهاب الدين مرجاني” خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير الحالي، تحت عنوان :”الاسلام في روسيا: فهم تجربة مسلمي روسيا الممتدة عدة قرون”، وكذلك تقديم وعرض سلسلة الكتب الجديدة التي تم نشرها حديثاً بعنوان: “الفكر الإسلامي في روسيا: الإحياء واعادة التفكير”، والذي يأتي في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 15 لتأسيس مؤسسة “المدينة” للنشر والتابعة للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية.
وكذلك سيتم افتتاح معرض “مصاحف العاصمة” في المتحف الاسلامي بالمسجد الجامع بموسكو، كما تم تنظيم حفل استقبال رسمي دعا إليه سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، والذي حضره عدد من كبار رجال الدولة والشخصيات السياسية، وعدد كبير من سفراء الدول العربية والاسلامية والأجنبية المعتمدين في موسكو، والشخصيات الدينية والاجتماعية والعليمة والثقافية، وذلك مساء الجمعة 14 يناير.
عام التراث الثقافي لشعوب روسيا
وأكد المفتي على أن إعلان عام 2022م عاماً للتراث الثقافي لشعوب روسيا بموجب المرسوم الصادر عن الرئيس فلاديمير بوتين، والذي يأتي متزامناً ومتناسقاً بشكل متناغم مع القرار المعتمد سابقًا والذي ينص على تنظيم الفعاليات الاحتفالية على المستوى الفيدرالي احتفاءًا بالذكرى الـ 1100 للاعتماد الرسمي لـ الإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا خلال عام 2022، سيساعد على التعبير عن التراث الروحي والثقافي الإسلامي بشكل أكثر وضوحاً في سياق الفضاء الاجتماعي والثقافي لروسيا بالكامل.
بعثة من بغداد
وقال مفتي روسيا، الشيخ راوي عين الدين، بأنه: قبل أحد عشر قرناً، وفي عام 922، وصلت إلى دولة بُلغار الفولغا الواقعة في أقاصي شمال العالم المتحضر آنذاك بعثة من بغداد، أرسلها الخليفة العباسي “المقتدر بالله”، تلبية لطلب ملك البُلغار ألموش، للتعريف بالدين الإسلامي.
وبعد القبول الطوعي للإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا، بدأت منطقة بُلغار الفولغا مرحلة من التطور الاقتصادي والثقافي المتسارع، فكان لهذا البلد علاقات وثيقة ليس فقط مع العالم الإسلامي، ولكن أيضًا مع جيرانه: خانيات الخزر، والتي كانت تعتمد اليهودية ديانة رسمية، ومع روسيا القديمة، التي تبنت الأرثوذكسية بعد 65 عامًا. وهكذا، بعد عدة قرون، أصبح ذلك التراث التاريخي والثقافي والديني عند البُلغار ملكًا لأحفادهم، بما في ذلك شعوب التتار والبشكير.
وأشاد سماحته بالتجربة الفريدة في التعايش السلمي بين جميع ممثلي الأعراق والأديان في روسيا بقوله: لقد تعلمنا على مدى قرون طويلة من التعايش بين المسلمين وممثلي مختلف الديانات والأعراق في روسيا أن نتوصل إلى حلول وسط بشأن مواضيع مختلفة ومعقدة ومثيرة للجدل في بعض الأحيان.
https://www.facebook.com/dumerd/posts/2769807363321201