مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ بتصرف
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
قامت على الأراضي السيبيرية عدة دول منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وقد بدأ تتار سيبيريا بإعتناق الإسلام منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وهم من السنّة، فمن هم تتار سيبيريا المسلمون؟
طالع حقائق تاريخية وصور لمعالم وخرائطة ومساجد في التقرير الهام والموجز الذي نشره باحث بتاريح المنطقة
تمازج قبائل متعايشة
نشأت سلالة تتار سيبيريا – أو تتار غرب سيبيريا أو سيبير تاتارلار – من خلال تمازج وتعايش مجموعات من القبائل فيما بينها: الأويغور، وشعب السامويدي (شعب سيبيريا الأصلي)، وقبائل ناطقة بالتركية، ومجموعة من القبائل التتار- مغولية، وانضم لهم لاحقا البخاريون.
يتمركز “تتار سيبيريا” في المقاطعات الوسطى والجنوبية من سيبيريا: نوفوسيبرسك، كيميروفسك، تومسك، أومسك، تيومين، ويعيش بعضهم في كازاخستان وبعض جمهوريات آسيا الوسطى.
يزيد عددهم اليوم عن 300 ألف نسمة – حسب مفتي الإدارة الدينية لمسلمي القسم الآسيوي في روسيا السيد نفيع الله عشيروف ــ وقد بدأ تتار سيبيريا بإعتناق الإسلام منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وهم من السنّة.
قامت على الأراضي السيبيرية عدة دول منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وكانت الخانية التترية أقدم وأول دولة أسسها التتار السيبيرييون في القرن 14م، وكان مركزها مدينة تشيمغي- تورا، وهي المعروفة اليوم بمدينة تيومين. واستقلت خانية سيبير بعد انهيار القبيلة الذهبية المغولية في القرن الخامس عشر الميلادي من عام 1468 إلى 1588م.
وأصبحت مدينة سيبير – والتي كانت تسمى كاشليك ثم إسكر- عاصمة الخانية حوالي عام 1495م، وقد حكمها 9 خانات، وبعد سيطرة روسيا عليها حكمها 10 خانات مُعيّنين من جانب الروس حتى القرن الثامن عشر الميلادي، وقد عدّت سيبيريا بوابة الروس للتوسع شرقا.
قام التتار السيبيريون بالتعاون مع إخوانهم البشكير بعدة ثورات ضد الحكم الروسي في القرنين السابع عشر (1633- 1635) و (1662- 1664) و (1681- 1684)، والقرن الثامن عشر (1704-1711) و (1735- 1740).
أشهر خانات سيبيريا
ـ الخان أبو الخير (حكم من 1428- 1468م)، وقد سك العملة في العاصمة تشينغي- تورا.
ـ الخان محمد تايبوغا (حكم بين عامي 1495- 1502م)، وهو الذي نقل العاصمة إلى كاشليك ونسبة لها سميت الخانية بالسيبيرية.
ـ والخان كوتشوم (حكم بين عامي 1563- 1583م) الذي حكم أراضي واسعة.
ـ والسلطان دولت- غيراي (حكم 1662- 1665)، الذي حارب الروس لعدة سنوات.
ترحيل وملاحقات
تعرض التتار في غرب سيبيريا للترحيل من جانب السلطات الروسية القيصرية، وفي العهد الشيوعي أغلقت وصودرت مساجدهم، وتم ملاحقة أئمتهم، وجُلبت عدة شعوب للعيش على أراضيهم، إذ كانت سيبيريا منفى وسجنا للمعارضين.
من الأعمال الرئيسية التي يمارسها التتار السيبيريون الزراعة وتربية الحيوانات إضافة للصيد البري والنهري، والتجارة.
يتحدث “تتار سيبيريا” الروسية إضافة إلى اللغة التترية السيبيرية والتي يعتبرها بعض اللغويون لهجة شرقية من اللهجات التترية، وهي إحدى اللغات التي اعتبرتها منظمة اليونسكو مهددة بالإنقراض، ولها عدة لهجات تختلف بين مدينة وأخرى، وكانت تكتب بالأبجدية العربية حتى العام 1928م.
بعد سقوط الإتحاد السوفيتي أسس مسلمو سيبيريا عام 1997م “الإدارة الدينية لمسلمي سيبيريا والشرق الأقصى”، والتي سميت لاحقا: “الإدارة الدينية لمسلمي القسم الآسيوي الروسي”، وهي هيئة تشرف على شؤون المساجد والجمعيات الإسلامية والأئمة في مقاطعات سيبيريا، وأصدرت في العام 1999م صحيفة “مسلمو سيبيريا”.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10218057413059485&id=1611567851
ـ صور:
لوحة لمدينة سيبير قبل سقوطها بيد الروس.
العلم الوطني لتتار سيبيريا.
مسجد مدينة أومسك بسيبيريا.
العدد الأول من جريدة مسلمو سيبيريا الصادر عام 1999م عن الإدارة الدينية لمسلمي القسم الآسيوي الروسي.
المسجد الأبيض في مدينة تومسك بسيبيريا.
المسجد الجامع في مدينة توبولسك بسيبيريا.
المسجد الجامع في مدينة نوفوسيبيرسك بسيبيريا.
خريطة تبين حدود خانية سيبير في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.
مسجد الحاج نعمة الله في قرية بالقرب من مدينة تيومين بسيبيريا.
مسجد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو المسجد الجامع في مدينة تيومن بسيبيريا.
مسجد كازاروفسكيا في مدينة تيومن بسيبيريا.
“مسجد مُنيرا” في مدينة كيميروف بسيبيريا.
خريطة سيبيريا وعليها بعض المدن التي يتواجد فيها التتار.