مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

كوسوفا تحتفل بمنارة تعليمية إسلامية سطعت لثلاثة عقود

بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس فرع مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية في مدينة جيلان

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

في لحظة تاريخية تحمل في طياتها إرثًا طويلًا من العطاء والتفاني في مجالي التربية والتعليم، احتفل يوم الاثنين 23 ديسمبر، فرع مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في مدينة جيلان، بجنوب شرق كوسوفا، بالذكرى الثلاثين لتأسيسه.

شكل هذا الحدث، الذي أقيم بحضور أبرز الشخصيات المجتمعية والحكومية والدينية والأكاديمية؛ مناسبة للاحتفاء بمسيرتها الطويلة المشرقة، وتعزيز رؤية المدرسة المستقبلية، وما قدمته من إسهامات بارزة في النهوض بالتعليم الإسلامي في كوسوفا وتقديم نماذج رائدة تبوأت مراكز مرموقة في المجتمع وكان لها دورها البارز في النهوض به في مختلف المجالات العلمية والدينية والحياتية.

وبالإضافة لحضور الطلاب والخريجين والمعلمين الحاليين والسابقين وأولياء الأمور، إلى جانب ضيوف من مختلف شرائح المجتمع الكوسوفي، شهد الحفل حضورًا لافتًا من أبرز الشخصيات التي تمثل مختلف القطاعات الدينية والتعليمية والحكومية، مما منح هذه المناسبة بُعدًا وطنيًا بالغ الأهمية في كوسوفا.**

تصدر الحضور كل من مفتي كوسوفا، ووزيرة التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ورئيس بلدية جيلان، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات التعليمية من مختلف المناطق وممثلين عن الوكالات الدولية، إلى جانب مديري مدرسة علاء الدين بمقرها الرئيسي في العاصمة بريشتينا وفرعيها في مدينتي جيلان وبريزرن.

مسيرة رائدة.. واحتفالية مميزة

انطلقت الاحتفالية بكلمات ترحيبية، حيث أشار مدير المدرسة، الأستاذ فاضل حساني، إلى الإنجازات التي تحققت منذ تأسيس الفرع، مع التأكيد على التزام المدرسة بقيمها التربوية والتعليمية. كما شهد الحفل كلمات من مختلف الشخصيات البارزة، حيث أكد مفتي كوسوفا، فضيلة الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، على الدور التاريخي الكبير الذي لعبته المدرسة في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتعزيز التعليم الديني في البلاد.

أما وزيرة التعليم، السيدة أربريا ناجافيستي، فقد أشادت بجهود المدرسة في تعزيز التعليم الديني المتوازن، بينما أعرب رئيس بلدية جيلان، السيد ألبان حسين، عن دعمه المستمر للمدرسة ودورها في تنشئة أجيال متميزة علميًا وأخلاقيًا.

عروض.. تكريم.. وفاء

كما تضمن الاحتفال عروضًا فنية وثقافية قدمها الطلاب، التي جسدت جوانب من التاريخ الإسلامي وركزت على أهمية التعليم ودوره في بناء المستقبل. وتوجت الاحتفالية بتكريم الطلاب والخريجين الذين تميزوا في دراستهم، مما منحهم دافعًا للاستمرار في التفوق.

وفي لمسة وفاء، تم تكريم شخصيات ومؤسسات ساهمت في نجاح المدرسة، على رأسها الأستاذ الدكتور كاظم كاظمي، إضافة إلى وكالة تيكا التركية لدعمها المتواصل للمدرسة.

مستقبل واعد ومشرق

وفي كلمتها الختامية، أشارت منسقة فرع المدرسة في جيلان، الأستاذة ميريتا بوروتسي، إلى الطموحات المستقبلية للمدرسة. أكدت على التزامها المستمر بتطوير المناهج التعليمية وتحسين بيئة التعلم، مع التركيز على تقديم تعليم متميز يرتكز على القيم الإسلامية والإنسانية.

كان هذا الاحتفال بمثابة تقدير لماضي المدرسة وإنجازاتها، ورؤية مستقبلية واعدة تسعى المدرسة من خلالها لتقديم أفضل التعليم للأجيال القادمة.

محور النهضة الإسلامية في كوسوفا

يذكر بأن مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا تلعب دورًا محوريًا في النهضة التعليمية والدينية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة. تأسست المدرسة قبل أكثر من سبعة عقود في وقت كانت فيه كوسوفا في حاجة ماسة إلى استعادة هويتها الثقافية والدينية بعد سنوات من التحديات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدرسة منارة علمية تعنى بتعليم الطلاب تعاليم الشريعة الإسلامية، إلى جانب توفير التعليم الأكاديمي الحديث.

التخطي إلى شريط الأدوات