مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في حدث علمي وديني متميز، نظمت المشيخة الإسلامية في بلغاريا حفل إطلاق الترجمة البلغارية للجزء الأول من “صحيح البخاري”، أحد أهم مصادر الحديث الشريف في الإسلام. وجاء هذا الإصدار ضمن جهود المشيخة لتعزيز المعرفة الدينية الصحيحة ونشر التراث الإسلامي بين المسلمين الناطقين بالبلغارية.
البخاري.. الإمام الجليل ورائد علم الحديث
يُعد الإمام البخاري، رحمه الله، أحد أعلام الأمة الذين أفنوا حياتهم في خدمة الحديث الشريف، حيث جمعه وصنفه وفق أدق معايير التثبت العلمي. واستطاع بجهوده العظيمة أن يضع “صحيحه” في مصاف أصدق الكتب بعد القرآن الكريم، ليكون منارة للعلماء والباحثين عبر العصور.
حضور رفيع المستوى يشيد بأهمية المشروع
أقيمت الفعالية في القاعة رقم (1) في “لارجو” بالعاصمة البلغارية صوفيا، بحضور نخبة من العلماء والمسؤولين، يتقدمهم المفتي العام لبلغاريا الشيخ الدكتور مصطفى حاجي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ ودات أحمد، ونائب المفتي العام الشيخ بيخان محمد، ورئيس المعهد الإسلامي العالي الشيخ الدكتور قادر محمد، وذلك إلى جانب عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وأعضاء الجالية المسلمة، الذين أبدوا اهتمامًا بالغًا بهذا الحدث العلمي.
رسالة المفتي العام: دعم العلم الشرعي ضرورة في ظل التحديات
في كلمته خلال الحفل، شدد المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي على أهمية هذا الإنجاز في نشر المعرفة الإسلامية الصحيحة، قائلًا: “إننا نعيش في زمن تكثر فيه الشبهات والتحديات التي تواجه الإسلام، لذا فإن مسؤوليتنا تتضاعف في نشر العلوم الشرعية الموثوقة، وعلى رأسها الحديث الشريف وتفسير القرآن الكريم. الاهتمام بهذه المصادر العلمية يعكس رسوخ الإيمان في القلوب، ويؤكد أن هذه الجهود ستبقى نورًا تهتدي به الأجيال القادمة بإذن الله.”
السنة النبوية.. مفتاح لفهم القرآن والإسلام الصحيح
تناولت كلمات الحضور أهمية السنة النبوية في فهم مقاصد الشريعة، حيث أكد المتحدثون أن صحيح البخاري يمثل أساسًا راسخًا لدراسة السنة النبوية، مما يعزز من الفهم السليم للقرآن الكريم. كما تم استعراض لمحات من سيرة الإمام البخاري، مسلطين الضوء على مكانة كتابه في التراث الإسلامي.
دعم مجتمعي كريم لإنجاز المشروع
من جانبه، استعرض رئيس دار النشر بالمشيخة الإسلامية، السيد جمال خطيب، المراحل التقنية التي مرت بها الترجمة، مؤكدًا أن إصدار هذا العمل لم يكن ليكتمل لولا دعم المجتمع المسلم في بلغاريا، حيث ساهمت التبرعات عبر صندوق “رسالة” في تمويل الترجمة والمراجعة والطباعة. وختم كلمته بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع العلمي، معتبرًا أن هذا العمل لا يمثل مجرد ترجمة، بل هو إحياء للعلم النافع الذي يربط المسلمين بتراثهم الديني العريق.
خطوة نحو مزيد من الإنجازات العلمية الإسلامية
يُتوقع أن يكون هذا الإصدار بداية لسلسلة من المشاريع العلمية التي تهدف إلى نشر مصادر الإسلام الأساسية باللغة البلغارية، مما يسهم في تعزيز الفهم الصحيح للدين الحنيف بين المسلمين في بلغاريا، ويدعم الباحثين والمثقفين في الوصول إلى الموروث الإسلامي الموثوق.
بهذه الخطوة المباركة، تثبت المشيخة الإسلامية في بلغاريا التزامها برسالتها في نشر العلم الصحيح، سائلة المولى عز وجل أن يكون هذا العمل في ميزان حسنات كل من ساهم فيه، وأن يعم بنفعه الأمة الإسلامية جمعاء.