مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

شهدت مدينة مستولى التابعة لمنطقة كرجالي في بلغاريا، مراسم تخريج دفعة جديدة من طلاب دورة إعداد الأئمة “كامل أفندي”، بعد عشرة أشهر من الدراسة العلمية المكثفة والتدريب الدعوي المنهجي تحت إشراف دار الإفتاء العامة في بلغاريا. وقد نال الخريجون شهاداتهم التي تخولهم البدء بمهمة الإمامة في مختلف المساجد داخل البلاد أو المراكز الإسلامية حول العالم.

هذا التخرج يُعد ثمرة جهود كبيرة تبذلها دار الإفتاء في بلغاريا بالتعاون مع مؤسسات دينية وتعليمية محلية، بهدف تأهيل جيل من الأئمة الشباب الذين يجمعون بين العلم الأصيل والقدرة على التواصل مع المجتمع، ليكونوا منارات هدى في زمن تتعاظم فيه التحديات الثقافية والدينية.

أجواء احتفالية في مسجد كيلي المركزي

فقد احتضن مسجد كيلي المركزي حفل التخرج الذي امتزجت فيه الروحانية بالبهجة، وسط حضور جماهيري لافت ومشاركة رسمية من شخصيات دينية ودبلوماسية بارزة. وافتُتح البرنامج بتلاوات قرآنية مباركة وأناشيد إيمانية أدّاها الخريجون بأنفسهم، في مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز.

مشاركة رفيعة المستوى

تميّز الحفل بحضور مفتي عام بلغاريا الدكتور مصطفى حاجي، ونائبه الشيخ أحمد حسنوف، إلى جانب الملحق الديني في القنصلية التركية بمدينة فيليبة الأستاذ محمد قهوجي أوغلو، ومفتي كرجالي الشيخ باسري أمين أفندي، ومفتي فيليبة الشيخ تانر ولي، ومفتي هاسكوفو الشيخ إرهان رجب، بالإضافة إلى عدد من نواب المفتي ومديري المؤسسات التعليمية، وعلى رأسهم مدير ثانوية مستولى الشرعية الأستاذ أحمد بوزوف، والمفتي الأسبق ومدير الدورة الشيخ سليم محمد، ورئيس بلدية كيركوفو السيد شيناسي سليمان، والمفتي السابق لمحافظة أدرنة في تركيا الشيخ أمر الله أوزوم.

كلمات من القلب.. ورسائل للمستقبل

توالت الكلمات من كبار الحضور، مشيدةً بعزيمة الخريجين ومثمّنةً جهود الأساتذة المشرفين على هذه الدورة التي تُمثّل ركيزة أساسية في إعداد كوادر دينية قادرة على حمل مسؤولية الإرشاد والتوجيه في المجتمع. كما شددت الكلمات على أهمية رسالة الإمام في حفظ الهوية الإسلامية وترسيخ القيم الروحية، خاصة في المجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلامي.

تكريم ودعاء

في ختام الحفل، تم توزيع الشهادات على الخريجين، مصحوبة بهدايا رمزية تعبيرًا عن التقدير لما بذلوه من جهد طوال فترة الدراسة. واختُتم البرنامج بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد في طريق الدعوة والخدمة، وسط أجواء ملؤها الفخر والدعاء والمشاعر الصادقة.

ويظل هؤلاء الخريجون أملًا متجددًا للمستقبل، ونقطة انطلاق نحو تجديد الوعي الديني وتعزيز القيم الإسلامية في أوساط المسلمين في بلغاريا.