مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

نفتتح الأسبوع الثاني من سلسلة: “أسابيع المجتمعات المسلمة حول العالم”، من جزيرة تايوان، حيث لا يتجاوز عمر الوجود الإسلامي فيها سبعة عقود فقط، لكنه استطاع أن يرسخ حضورًا لافتًا في مجتمع متعدد الديانات والثقافات.

الأسبوع الإعلامي الثاني

وقد أطلق موقع مسلمون حول العالم الأسبوع الإعلامي الثاني ضمن سلسلة “أسابيع المجتمعات المسلمة حول العالم”، بعد أن افتتح رحلته الأسبوع الماضي من جزر الفلبين مسلطًا الضوء على تجربة مسلمي شعب مورو البطولي في مقاومة الاستعمار وبناء السلام. وفي هذا الأسبوع يتوجه الاهتمام نحو مسلمي تايوان، حيث يمتد وجود الإسلام هناك لأكثر من سبعين عامًا ويشهد نموًا ملحوظًا في المساجد والأنشطة الدينية والتعليم العربي والثقافة الإسلامية.

دخل الإسلام تايوان مع عام 1949، حين انتقل آلاف المسلمين الصينيين إلى الجزيرة برفقة حكومة الكومينتانغ الفارة من البر الصيني بعد سيطرة النظام الشيوعي. ومع هؤلاء بدأت نواة المجتمع المسلم، الذي نما عبر المساجد والجمعيات، حتى بات اليوم يضم نحو 300 ألف مسلم، بينهم أقل من 50 ألف تايواني مسلم، والبقية من المهاجرين والعمالة الوافدة خصوصًا من إندونيسيا وجنوب شرق آسيا.

مساجد ومصليات تايوان

تحتضن تايوان 12 مسجدًا وأكثر من 100 غرفة للصلاة في الجامعات والمراكز التجارية والأماكن العامة. ويعد مسجد تايبيه الكبير، الذي شُيد عام 1960 في قلب العاصمة، المعلم الأبرز والأهم، ليس فقط بصفته مكانًا للعبادة، بل أيضًا لرمزيته الدينية والدبلوماسية، حيث يستقبل الوفود الرسمية والشخصيات الإسلامية والعربية الزائرة.

بيئة ودية وحرية عبادة

يحظى مسلمو تايوان ببيئة ودية تكفل حرية العبادة وتوفر الدعم في مجالات متعددة، من المطاعم والفنادق الحلال إلى أماكن الصلاة في المرافق العامة. كما برزت مبادرات نوعية مثل موقع Islam Taiwan الذي يقدم معلومات شاملة بعدة لغات عن الحياة الإسلامية في البلاد.

ورغم هذا المناخ الإيجابي، تبقى الحاجة قائمة لتطوير التعليم الإسلامي للأجيال الناشئة وتوفير منح دراسية في الجامعات الإسلامية بالعالم العربي والإسلامي، إضافة إلى مطلب ملح يتمثل في بناء مسجد جديد في العاصمة تايبيه يستوعب الأعداد المتزايدة من المصلين خلال شهر رمضان والأعياد.

نموذج لمجتمع صغير نابض بالحياة

إن تجربة المسلمين في تايوان، رغم حداثتها، تقدم نموذجًا لمجتمع صغير لكنه نابض بالحياة، يوازن بين الحفاظ على هويته والانفتاح على محيطه المحلي والدولي، لتظل الجزيرة شاهدًا جديدًا على امتداد الإسلام في الشرق الأقصى.

أسبوع “مسلمي تايوان” الإعلامي

تابعونا هذا الأسبوع على موقع مسلمون حول العالم لتكونوا معنا في رحلة يومية داخل حياة مسلمي تايوان. سنأخذكم إلى قلب مساجدهم، ونروي قصصهم اليومية، ونكشف لكم عن أنشطتهم الدينية والاجتماعية، ونستعرض تجارب الجالية المسلمة والتعليم الإسلامي في الجزيرة. لا تفوتوا فرصة اكتشاف مجتمع صغير لكنه نابض بالحياة، ونعدكم بتغطية حصرية ومكثفة تجعلكم قريبين أكثر من كل جديد في عالم المسلمين بتايوان.