
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في سياق أسبوع مسلمي تايوان الإعلامي الذي أطلقه موقع مسلمون حول العالم، نعيد قراءة تقرير قديم نشره راديو تايوان الدولي عن معرض الإبحار إلى الأفق إلهام من وحي الإسلام في القرن الخامس عشر الذي أقامه متحف القصر الوطني في تايبيه.
المعرض لم يكن مجرد عرض فني، بل رحلة حضارية تستعيد تاريخ الرحالة المسلم الصيني تشنغ خه الذي وصل إلى مكة خلال إحدى رحلاته الاستكشافية.
يعكس هذا التقرير جانبًا مهمًا من التبادل الثقافي والفني بين الصين والعالم الإسلامي، ويُظهر كيف يمكن للجالية المسلمة في تايوان اليوم أن تستفيد من هذا التراث لتعزيز حضورها الثقافي والديني.
من خلال قراءة تحليلية تربط الماضي بالحاضر، يمكن استخلاص دلالات واضحة للجالية حول التسامح والتعايش وأهمية الثقافة والفن كجسر للتواصل الحضاري.
رحلة تشنغ خه والخلفية التاريخية
يتناول هذا القسم خلفية القرن الخامس عشر وزمن البحار المسلم تشنغ خه المعروف أيضًا باسم حجّي محمود شمس، الذي قاد سبع رحلات استكشافية عبر المحيط الهندي إلى مكة. يعرض المعرض لمحة عن رحلته، بما في ذلك زيارته للبنغال وقصته الشهيرة مع الزرافة التي جلبها عن طريق الخطأ. من هذه الرحلة نتعلم أهمية التوثيق التاريخي لمعرفة دور المسلمين في التبادل الحضاري، ومدى قدرة الرحلات الاستكشافية على بناء جسور بين الثقافات المختلفة، ما يسلط الضوء على الدور الحيوي للمسلمين في توسيع آفاق الحضارة العالمية.
الفن الإسلامي في الصين
يركز هذا القسم على العناصر الإسلامية في الأواني الخزفية والزجاجية والزخارف، مستعرضًا تأثير الفن الإسلامي على الحرف الصينية التقليدية. من خلال عرض هذه المعروضات، يمكن إدراك كيف أصبح الفن أداة فعالة للتواصل بين الحضارات، وكيف يمكن للجالية المسلمة اليوم الاستفادة من التراث الفني لتعزيز الوعي الثقافي والديني ونقل قيم الفن الإسلامي إلى المجتمع الأوسع.
التبادل التجاري مع العالم الإسلامي
يعرض المعرض تصدير المنتجات الصينية إلى العالم الإسلامي، مثل الأواني والمصنوعات الخزفية المزخرفة بالزخارف الإسلامية. من هذا العرض يمكن استخلاص أهمية التعرف على جذور العلاقات التجارية بين الصين والدول الإسلامية، وفهم الدور الذي لعبه التبادل الاقتصادي والثقافي في تعزيز التفاعل والتفاهم بين الشعوب، ما يوضح كيف ساهم المسلمون في ربط العالم الحضاري عبر التاريخ.
تأثير الحضارة الإسلامية على القصر الإمبراطوري والمجتمع
يتناول هذا القسم انعكاس التأثير الإسلامي على الفنون والثقافة في القصر الإمبراطوري وعلى الشعب الصيني، مبرزًا استمرار صدى هذا التأثير عبر الزمن. تبرز من هنا أهمية الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية ومشاركتها مع المجتمع المحلي، ويُظهر أن الحضارة الإسلامية تركت أثرًا طويل الأمد يمتد إلى الفنون والثقافة الشعبية، ما يمنح الجالية المسلمة اليوم دروسًا حول المحافظة على التراث وإبرازه كجزء من الحوار الحضاري المستمر.
معرض الإبحار إلى الأفق لم يكن مجرد عرض للقطع الفنية بل رحلة ثقافية وحضارية تربط الماضي بالحاضر. الجالية المسلمة في تايوان يمكنها استلهام هذا التراث لتعزيز وجودها الثقافي والديني والمساهمة في تعزيز التسامح والتعايش والحوار الحضاري بين مختلف الثقافات في المجتمع التايواني
ـ المصدر: ( اضغط هنا ).