
مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
لم تظهر حاجة ملحة لترجمة معاني القرآن الكريم للغة البلغارية، وذلك لكون المسلمين والباحثين في العلوم الإسلامية في بلغاريا كانوا يتقون اللغتين العثمانية والعربية.
ولكن بعد انفصال بلغاريا عن الدولة العثمانية، وتحولها إلى مملكة مستقلة واتخاذ اللغة البلغارية لغة رسمية بدأت تظهر الدراسات حول الإسلام باللغة البلغارية.
ولكن مع هذا استمر استخدام الحروف العربية بين مسلمي بلغاريا إلى العام 1938م، حينما أصدر ملك البلغاريا بوريس الثالث (1894- 1943م) قرارا بتبني الحروف اللاتينية بدلا عن العربية.
ثم جاء الحكم الشيوعي إلى البلاد عام 1944م، والذي حارب الأديان عموما، وخاصة الإسلام ومعه التاريخ العثماني.
بدايات ترجمة معاني القرآن الكريم للغة البلغارية
أول محاولات ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية بدأت في عشرينيات القرن الماضي كجزء من محاولة الحكومة البلغارية للتواصل مع شعب البوماك البلغاري المسلم الذي يقطن في جنوب البلاد، وضمن برنامج لدمجه في المجتمع البلغاري.
ثم ظهرت محاولة أخرى لترجمة لمعاني القرآن إلى اللغة البلغارية عام 1930م على يد المبشرين البروتستانت، وكانت ترجمة عن اللغة الألمانية، ثم صدرت عام 1944م ترجمة أخرى لمعاني القرآن للغة البلغارية منقولة عن نص مترجم إلى اللغة الإنكليزية.
خمس ترجمات لمعاني القرآن للغة البلغارية
بعد سقوط الشيوعية بدأ الإهتمام بالدراسات الإسلامية، فظهرت في العام 1991م ترجمة لمعاني القرآن الكريم للغة البلغارية صادرة عن الطائفة الأحمدية.
ثم صدرت عام 1993م ترجمة نديم كنجييف -وهو من أصول تركية، من مواليد 1945م- وهي ترجمة عن ترجمته إلى اللغة التركية، وقد أصبح بين عامي 1988- 1991 مفتيا في بلغاريا.
ثم قام المستعرب البلغاري البروفيسور تسفيتان تيوفانوف – وهو من مواليد 1952م- بإصدار الطبعة الأولى من ترجمته الأكاديمية لمعاني القرآن الكريم من اللغة العربية نشرت عام 1997م في العاصمة البلغارية صوفيا، ثم صدرت الطبعة الثانية لهذه الترجمة عام 1999م في العاصمة البلغارية صوفيا، وطبعات أخرى منقحة وموسعة أعوام 2006م، وثم في اسطنبول عام 2008م، وعامي 2019م، و2022م و2025م، وتُعد هذه الترجمة من أفضل الترجمات للبلغارية.
ثم نُشرت أيضا نسخة جديدة من ترجمة معاني القرآن الكريم في العام 2009م بقلم البروفيسور اللغوي إيفان دوبريف – وهو من مواليد عام 1938م.
وأخيرا ظهرت عام 2023م ترجمة جديدة لمفتي منطقة صوفيا السابق علي خير الدين – وهو من مواليد 1956م- والترجمة بشكل أساسي تعتمد على الترجمات التركية.