
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
قُتل وأُصيب العشرات من الروهينجا، واحترقت مئات المنازل في قرية “دابيو تشاونغ” بمدينة “بوثيدونغ” في ولاية أراكان غربي ميانمار، جراء قصف نفّذته ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) بطائرات مسيّرة في 27 أبريل 2024، وفقاً لشهادات محلية. وفقًا لم نشرته وكالة أنباء أراكان ANA، الأحد 12 أكتوبر على موقعها الالكتروني.
وأكد السكان المحليون لـ”مونغدو ديلي نيوز” أن القصف استهدف القرية بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، وإصابة ما لا يقل عن 25 شخصاً، وتدمير نحو 442 منزلاً، في حين فرّ مئات السكان إلى الغابات المجاورة بحثاً عن الأمان.
وأوضح شهود أن عناصر من ميليشيات أراكان نهبوا ممتلكات الأهالي، من سيارات ودراجات نارية ومواد غذائية، قبل تنفيذ القصف، ثم سوّوا المباني المتبقية بالأرض باستخدام جرافات.
وقال أحد الناجين الفارين من القرية: “لا نعرف إن كانت هذه حرباً ضد جيش ميانمار أم حملة لتصفية الروهينجا”، وأشار آخر إلى توقف الحياة تماماً، فلا مأوى ولا طعام ولا تعليم للأطفال.
وكانت القرية تؤوي أكثر من 2600 شخص، لكن لم يبقَ منها سوى منزل واحد يُستخدم حالياً كمعسكر لميليشيات أراكان، بحسب شهود المنطقة.
ميليشيات أراكان البوذية
ويرى بعض السكان أن الهجوم جاء بعد انسحاب قوات جيش ميانمار من المنطقة، ما يثير شكوكاً حول تواطؤ غير مباشر أو تغاضٍ متعمّد من قبل السلطات عن ممارسات ميليشيات أراكان البوذية ضد المدنيين.
وطالب السكان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ”الأعمال الإرهابية” ضد الروهينجا، داعين إلى حماية أرواح المدنيين وإعادة الأمن إلى المنطقة.
ويعاني الروهينجا تحت حكم جيش أراكان / ميليشيات أراكان البوذية من انتهاكات واسعة تشمل إغلاق منازلهم بعد شكاوى كيدية، والاستيلاء عليها، ومصادرة ممتلكاتهم الثمينة وتشريد الكثير من العائلات، وفرض قيود صارمة تمنع حركتهم بين القرى، بعد تقييدها عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية.
وأطلقت ميليشيات أراكان البوذية حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكنت من السيطرة على 14 من أصل 17 مدينة، في صراع طال الروهينجا الذين تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد من كلا الجانبين، بعد حملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار عام 2017 دفعت قرابة مليون منهم للفرار نحو بنغلادش.