مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

شهدت مدينة بوغولما في جمهورية تتارستان، بوسط روسيا، تنظيم الدورة العاشرة من المهرجان الروسي للمناجاة الإسلامية “ميلي مون”، الذي أُقيم بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية، وعام الأبطال الذي أعلنته الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان، وكذلك إحياءً لذكرى مرور 1500 عام على الهجرة النبوية الشريفة.

نُظِّم المهرجان برعاية الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، بالتعاون مع مجلس المشيخة في مدينة بوغولما، ومركز الثقافة التتارية في المدينة، وافتُتح بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

وجهة سنوية لإحياء تراث المناجاة الإسلامية

استقطب المهرجان نحو 250 منشداً من مختلف مناطق روسيا، من بينها تتارستان، باشكورتستان، تشيليابنسك، أوريـنبرغ، سمارا، إضافة إلى مدن قازان، نيجنيكامسك، ونابريجنيه تشلني. وقد أصبحت بوغولما وجهة سنوية يجتمع فيها أبرز المنشدين والمنشدات لإحياء تراث المناجاة الإسلامية بلغة القلب والروح.

حضور رسمي وديني بارز

شارك في المهرجان عدد من كبار الشخصيات الدينية والإدارية، من بينهم نائب مفتي تتارستان إلفار حسنوف، والقاضي العام للمشيخة جليل فضلَيِف، ونائب رئيس بلدية بوغولما فانيس موخاميتوف، إلى جانب أئمة ومفتين من مناطق متعددة من الجمهورية.

لجنة تحكيم مرموقة

تألفت لجنة التحكيم من نخبة من الفنانين وأساتذة التربية الموسيقية، من أبرزهم الفنانة التتارية الشهيرة زوخره ساهابيفا، والمطرب والمنشد المعروف دينار شاي ماردانوف، والباحث والمخرج المسرحي إلياس خاليكوف، والفنانة ريمة قديروفا، حيث قيّموا المشاركين وفق معايير الأداء والإلقاء والتعبير الصوتي والمظهر العام.

منافسات متعددة وفئات عمرية متنوعة

تنافس المشاركون في فئتين رئيسيتين: الأداء الفردي (سولو) والإنشاد الجماعي (أنسامبل)، وشملت الفئة الأولى ثلاث مراحل عمرية من الأطفال إلى البالغين، بينما قُسمت فئة الفرق إلى مجموعتين: طلاب المدارس والبالغين.

تتويج الفائزين وتكريم المنظمين

حصد المشاركون الفائزون جوائز ودروعًا تقديرية عن أدائهم المتميز، حيث نالت المتسابقة نورسينا زايدولينا من مقاطعة سامارا المركز الأول في فئة الكبار، فيما فاز الثنائي “سنلكاش” من بوغولما بالمركز الأول في فئة الفرق المدرسية. كما تم تكريم عدد من المنظمين والمتطوعين لمساهمتهم في إنجاح المهرجان، من بينهم مديرة مركز الثقافة التتارية ريجينا نازميفا والمتطوعة ليليا باكانوفا.

احتفاء بالهوية الإسلامية والثقافة التتارية

أكد المشاركون أن مهرجان “ميلي مون” يمثل جسراً يجمع بين الفن والروحانية، ويساهم في إحياء تقاليد المناجاة الإسلامية التي تعد جزءًا أصيلاً من التراث التتاري والروسي المسلم، ويعزز حضور القيم الدينية والجمالية في الحياة العامة للمجتمع المسلم في روسيا.