مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في خطوة وُصفت بأنها محطة مفصلية لتقييم مسار التعليم الديني في بلغاريا ورسم ملامح تطوره المستقبلي، نظمت دار الإفتاء العامة في جمهورية بلغاريا هذا الأسبوع منتدى وطنيًا بعنوان التعليم الديني في بلغاريا ومستقبله.. رؤية وأمل للتطوير.
وعلى مدى يومين في مدينتي كرجالي و مومتشيلجراد، شارك في المنتدى المفتي العام الدكتور مصطفى حاجي، ونائبه أحمد حسانوف، وعدد من المفتيين الإقليميين ومديري المدارس الدينية والمعلمين من مختلف مناطق البلاد.
يومان من النقاش والتخطيط في كرجالي ومومتشيلجراد
انعقدت فعاليات اليوم الأول في مدينة كرجالي، حيث جرى بحث واقع التعليم الديني في المدارس الإسلامية، وسبل الارتقاء بجودته، وتعزيز التنسيق الإداري بين المؤسسات التعليمية والمفتييات المحلية. واتسمت المناقشات بالشفافية والروح العملية، مع طرح أفكار لبناء منظومة تعليمية أكثر فعالية وشمولية.
أما اليوم الثاني، فقد استضافته المدرسة الدينية في مدينة مومتشيلجراد، وخصص بالكامل للكوادر التربوية ومديري المدارس. وناقش المشاركون سبل تطوير المناهج، وتحسين البيئة التعليمية، وتبادل الخبرات التربوية بين المدارس الإسلامية في بلغاريا. كما تم التركيز على تحليل نقاط القوة والضعف، واستثمار الموارد المتاحة بأعلى كفاءة ممكنة.
مشاركة أكاديمية وخبرة ميدانية
شارك في المنتدى عدد من الضيوف البارزين، منهم البروفيسور الدكتور علي أرسلان من جامعة سكاريا التركية، والمفتي السابق لمدينة أدرنة إمرالله أوزوم، ورئيس قسم التعليم في المشيخة الإسلامية أمير فيليتي. وأسهمت مداخلاتهم في إثراء النقاش من خلال طرح رؤى علمية وعملية حول إدارة المؤسسات التعليمية الدينية وبناء النماذج التربوية المستدامة.
رؤية مشتركة لمستقبل التعليم الديني
اختُتم المنتدى بالتأكيد على وحدة الهدف والمسؤولية المشتركة بين المشيخة والمدارس الدينية والمفتييات الإقليمية. واتُفق على إعداد مبادرات تجريبية جديدة تُنفذ وفق خصوصيات كل منطقة، بهدف تطوير التعليم الديني ليصبح أكثر جودة وشمولًا وتأثيرًا في المجتمع.
كما أكدت دار الافتاء العامة في جمهورية بلغاريا التزامها بمواصلة الاستثمار في تدريب المعلمين، وتحديث المدارس الدينية، ودعم الطلبة في مسيرتهم نحو المعرفة والأخلاق، بما يرسخ مكانة التعليم الديني كركيزة لبناء جيل بلغاري مسلم واعٍ ومتمسك بقيمه وهويته.
ثمرة لمسار طويل
يُعد هذا المنتدى الوطني ثمرة لمسار طويل من التخطيط والتدريب والتطوير المستمر الذي تنتهجه دار الإفتاء العامة في بلغاريا لتعزيز التعليم الديني المنظم وترسيخ مكانة المدارس الإسلامية كمؤسسات تربوية رائدة تسهم في إعداد جيل بلغاري مسلم يجمع بين أصالة المعرفة الدينية وروح المواطنة والانفتاح على المجتمع، في إطار رؤية استراتيجية متوازنة تحفظ الهوية وتستجيب لتحديات العصر.