مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

ألمانيا.. فرانكفورت تحيي الذكرى الثلاثين لإبادة سربرنيتسا

في فعالية تم تنظيمها بالتعاون بين مدرسة فولكشول فرانكفورت والجالية الإسلامية البوشناقية في ألمانيا.

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

شهدت مدينة فرانكفورت أمسية تأبينية رسمية بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، في فعالية تم تنظيمها بالتعاون بين مدرسة فولكشول فرانكفورت والجالية الإسلامية البوشناقية في ألمانيا.

وقد شكّل الحدث محطة بارزة لإعادة التأكيد على مسؤولية أوروبا التاريخية والأخلاقية في حماية الذاكرة ومنع تكرار الجرائم الجماعية.

خطوة ضرورية لضمان عدم تكرار الفظائع

الكلمة المركزية ألقاها مانفريد بنتس، وزير الشؤون الفيدرالية والأوروبية في مقاطعة هيسن، الذي شدد على أن استحضار الإبادة ليس بحثًا عن تحميل المسؤولية، بل خطوة ضرورية لضمان عدم تكرار الفظائع التي شهدها العالم قبل ثلاثة عقود. وأكد أن مستقبل غرب البلقان ينبغي أن يكون داخل الاتحاد الأوروبي، باعتبار ذلك خيارًا استراتيجيًا لحماية الاستقرار ومنع إعادة إنتاج المآسي.

وفي هذا السياق، شدد مدير مدرسة فولكشول فرانكفورت دانييل ديانوفيتش ورئيس الجالية البوشناقية في ألمانيا زناهير مراكوفيتش على أن حفظ الحقيقة حول سربرنيتسا مسؤولية أوروبية أصيلة، وأن الذاكرة يجب أن تبقى حيّة في الفضاء العام كجزء من الضمير الجمعي للقارة.

دور المعرفة العلمية في مواجهة التضليل وإعادة كتابة التاريخ

وعرض الباحث الدكتور حكمت كارتيتش، من معهد دراسات الجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي بجامعة سراييفو، رؤية علمية حول ضرورة الاستثمار الأوروبي في تعليم تاريخ الإبادة ومكافحة إنكارها، مشيرًا إلى دور المعرفة العلمية في مواجهة التضليل وإعادة كتابة التاريخ.

منح سربرنيتسا وضعًا اقتصاديًا خاصًا

كما تناول محمد يوسيتش، مدير إدارة الشؤون الخارجية والشتات في رئاسة العلماء بالبوسنة والهرسك، التحديات التي تواجه الجالية البوشناقية في أوروبا، مؤكدًا أهمية الذاكرة المؤسسية لضمان نقل الحقيقة إلى الأجيال القادمة. ودعا الدكتور ميركو بيانوفيتش إلى منح سربرنيتسا وضعًا اقتصاديًا خاصًا يعيد تأهيل المنطقة ويمكّن أسر الضحايا والناجين من بناء مستقبل مستقر.

وكانت الشهادة المؤلمة للإمام حسودين أتانوفتيش من أبرز لحظات الأمسية، إذ قدّم سردًا شخصيًا تحت عنوان سربرنيتسا في حياتي، عايشه الحضور بعمق وتأثر واضح. كما تضمنت الفعالية فقرات موسيقية وأدبية وشهادات لعدد من الناجين، استحضرت أجواء عام 1995 وأعادت فتح نافذة على الذاكرة المؤلمة التي عاشتها البوسنة والهرسك.

واختُتمت الأمسية بدعاء من أجل السلام، تلاه مفتي أوروبا الغربية سنايد أفندي كوبيلتسا، مؤكدًا المسؤولية الأخلاقية والتاريخية في عدم نسيان الضحايا.

وأعادت الفعالية في فرانكفورت التأكيد على الدور الكبير الذي قامت به ألمانيا في دعم البوسنة والهرسك وحماية الحقيقة التاريخية، إلى جانب الدور المتواصل للجالية البوشناقية التي تبذل جهودًا حثيثة منذ عقود للحفاظ على الذاكرة ونقلها إلى الأجيال الجديدة.

التخطي إلى شريط الأدوات