مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أطلق برلمان بانجسامورو الإسلامي، الكيان السياسي الرئيسي للمسلمين في جنوب الفلبين، مبادرة شاملة تهدف إلى ضمان التعليم لكل الأطفال في الإقليم، ووضع حد للقرى التي تفتقر للمدارس. وفقًا لـ(Bandera News TV-Cotabato).
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد عقود من الصراع المسلح، لتعزيز الاستقرار وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.


فقد ناقشت لجنة المالية والموازنة مشروع ميزانية وزارة التعليم الأساسي والعالي والفني لعام 2026، البالغة 32.651 مليار بيزو (حوالي 587 مليون دولار)، والتي ستُستخدم لدعم جميع مستويات التعليم، بما في ذلك المدارس الدينية، ومنح الطلاب، والرياضة المدرسية، والتعليم الفني والتدريب المهني، لضمان وصول التعليم الشامل لكل الطلاب في الإقليم السياسي الجديد لمسلمي الجنوب الفلبيني.


وأظهرت بيانات الوزارة أن 150 من أصل 210 قرى كانت بلا مدارس قد أسست مراكز تعليمية لتوفير فرص الدراسة للأطفال في المناطق النائية. كما استفاد 9,891 طالبًا من برنامج المنح الدراسية للتدريب المهني والفني، فيما تم تعيين 5,959 معلمًا لتلبية احتياجات المجتمع التعليمية، ما يعكس التزام البرلمان بضمان العدالة التعليمية وتوسيع فرص التعلم في جميع أنحاء الإقليم.


يؤكد برلمان بانجسامورو أن التعليم الشامل ليس مجرد حق دستوري، بل هو أداة استراتيجية للسلام والتنمية وركيزة لإعادة الإعمار وبناء مؤسسات قوية ومستقرة في مرحلة تاريخية غير مسبوقة من السلام في الإقليم.
بانجسامورو.. نموذج الحكم الذاتي الموسّع لشعب مورو المسلم جنوب الفلبين
يذكر بأن إقليم “بانجسامورو”، يعد أول كيان سياسي في تاريخ الفلبين يحظى بصلاحيات أوسع من أي شكل سابق للحكم الذاتي جامعًا تحت مظلته مناطق الأغلبية المسلمة في جنوب الفلبين.
تأسس الإقليم رسميًا عام 2019 بعد إقرار قانون بانجسامورو الأساسي الذي جاء ثمرة اتفاق السلام الشامل بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية.
رمزًا لآمال شعب مورو المسلم
واليوم، أصبح إقليم “بانجسامورو”، بما يمثّله من تجربة فريدة في الحكم الذاتي الرشيد، رمزًا لآمال شعب مورو المسلم الذي يسعى لترسيخ السلام الاجتماعي والحفاظ على الهوية، وبناء مستقبلٍ يجمع بين القيم الإسلامية وروح المواطنة الحديثة في فضاء فلبيني متنوع ومتعدد.

