خاص بـ( المجتمع ) ـ هاني صلاح
مسلمون حول العالم ـ متابعات**
شهدت العاصمة قازان، الأربعاء 3 ديسمبر، انعقاد حلقة نقاش موسّعة في مقر غرفة التجارة والصناعة بجمهورية تتارستان، بالتعاون مع لجنة معايير الحلال التابعة للإدارة الدينية لمسلمي الجمهورية التي تقع في وسط روسيا، لبحث أسس إدماج معايير الحلال في منظومة التغذية بالمنشآت الصناعية، بما يلبّي احتياجات نحو 54 ألفًا من القوى العاملة المسلمة في مواقع الإنتاج.
افتتاح رسمي يعزّز المسار المؤسسي
انطلقت الجلسة في مقر غرفة التجارة والصناعة، بمشاركة النائب الأول لمفتي تتارستان إيلفار حاضر حسنوف، ونائب رئيس الوزراء فاسيل شاخرزييف، ورئيس اتحاد الغرفة شميل أغاييف، حيث جرى التأكيد على أن مسار تطوير «نظام غذائي حلال» لم يعد مبادرة اجتماعية محدودة، بل توجّهًا مؤسسيًا جديدًا يعكس طبيعة الهوية الثقافية لمسلمي الجمهورية.
تطور صناعة الحلال في تتارستان
أوضح حسنوف أن صناعة الحلال في تتارستان وصلت إلى مستوى يسمح بإدخال معاييرها ضمن منظومات التغذية المهنية، مضيفًا أن الانتقال من الالتزام الفردي داخل الأسرة إلى الالتزام المؤسسي في مواقع العمل يمثل مرحلة ناضجة في فهم الهوية الدينية ضمن الإطار القانوني والعملي للجمهورية.
وأشار إلى أن البنية العمالية والفنية والتمويلية في تتارستان تؤهل المؤسسات لتقديم نموذج متكامل للتغذية الحلال وفق أعلى المعايير، مثمنًا مبادرة المصانع الكبرى لإدماج الهويّة الغذائية لموظفيها ضمن سياساتها الداخلية.
تحليل الواقع وآفاق التوسع
قدّم أبياص حاضر شليابوشنيكوف، رئيس لجنة معايير الحلال في الإدارة الدينية، عرضًا موسعًا كشف فيه عن أن نسبة المسلمين في مواقع العمل تصل إلى 54%، ما يجعل توفير وجبات متوافقة مع الشريعة عاملًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ورفع الإنتاجية.
وأشار إلى أن منشآت كبرى مثل كاماز والمنطقة الاقتصادية الخاصة ألابوغا تضم آلاف العاملين المسلمين، ما يجعل اعتماد منظومة الحلال خيارًا عمليًا واستراتيجيًا.
نماذج ناجحة ترسم الطريق
استعرضت الشركات المشاركة تجارب تطبيقيّة ناجحة، من بينها تاتنفت-أوراس وآيتلي كيتشن، التي بدأت مبكرًا دمج السياسات الغذائية الحلال داخل منشآتها، ما مكّنها من توفير وجبات عالية الجودة تلائم احتياجات الموظفين وتنسجم مع هويتهم الثقافية والدينية.
مداخلات رسمية ورؤى ميدانية
قدّم مسؤولو وزارتي الصناعة والتجارة والزراعة، إلى جانب إدارة الرقابة الصحية، رؤى عملية حول آليات ضبط الجودة، وتطوير سلاسل الإمداد، وتطبيق أفضل الممارسات في الفنادق والبلديات والمؤسسات الإنتاجية.
وتطرقت الجلسات إلى برامج الدعم الحكومية، ومسارات التدريب التخصصي ضمن مشروع «مدرسة المزارع» الذي يجري تنفيذه بالشراكة مع البنك الزراعي الروسي ووزارة الزراعة الاتحادية.
كما قدم البروفيسور نياز خيسمتوف دراسة علمية حول التقنيات المتقدمة لضمان جودة الإنتاج الغذائي الحلال عبر معالجة الحبوب.
زيارة ميدانية وختام
اختُتمت الفعالية بمنح شهادات تقدير للمشاركين، قبل أن ينتقل الحضور إلى جولة ميدانية داخل منشأة آيتلي كيتشن للاطلاع على خطوط الإنتاج وآليات تطبيق معايير الحلال على أرض الواقع.
يُعد هذا اللقاء خطوة محورية في تأصيل مفهوم «الهوية المهنية للمسلم» داخل منظومات العمل الروسية، حيث تتحول مبادئ الحلال من ممارسة فردية إلى سياسة مؤسسية راسخة، تمهّد لبيئة عمل أكثر انسجامًا واستقرارًا وإنتاجية.
المصدر: الموقع الإلكتروني الرسمي للإدارة الدينية لمسلمي تتارستان.
ـ ملاحظة: تم الاتفاق مع إدارة مجلة المجتمع على السماح للكاتب “إعادة النشر” على موقع “مسلمون حول العالم” مع ذكر المصدر.



