مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في إطار تعزيز الحوار المجتمعي حول القضايا الإنسانية المعاصرة في أوكرانيا، شهد المسجد الرئيسي التابع لـ الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا «أمّة»، في العاصمة مدينة كييف، يوم 24 ديسمبر، تنظيم لقاء حقوقي وإنساني جمع أبناء المجتمع المسلم بعدد من النشطاء والمهتمين بالشأن العام، في خطوة تؤكد انفتاح المؤسسة الدينية على قضايا الإنسان ودورها المتنامي في تعزيز المسؤولية المجتمعية وترسيخ قيم الحوار والتفاعل الإنساني.
واقع حقوق الإنسان في أوقات الأزمات
واستضافت الإدارة الدينية خلال هذا اللقاء السيدة أولكساندرا ماتفييتشوك، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة منظمة مركز الحريات المدنية، حيث دار نقاش معمّق حول واقع حقوق الإنسان في أوقات الأزمات، والدور الذي تضطلع به المنظمات الحقوقية في حماية الكرامة الإنسانية وتوثيق الانتهاكات.
زيارة تضامن وسياق إنساني
وجاءت هذه الاستضافة عقب زيارة تضامن قامت بها أولكساندرا ماتفييتشوك إلى سوريا مؤخرًا، وهو ما أتاح فرصة للحوار حول الأبعاد الإنسانية المشتركة، والتعرّف عن قرب على واقع المجتمع المسلم في أوكرانيا، والتحديات اليومية التي يواجهها في ظل الحرب الشاملة التي تشهدها البلاد.
حضور ديني ومجتمعي رفيع
وشارك في اللقاء فضيلة المفتي مراد سليمانوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا «أمّة»، إلى جانب سيران عريفوف رئيس كونغرس مسلمي أوكرانيا، وسوزانا إسلاموفا رئيسة منظمة مريم، والناشطة أمال تكاتشينكو، إضافة إلى دليافر سايداحمتوف رئيس مجلس إدارة الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا «أمّة».
تكامل مؤسسات المجتمع المدني مع المؤسسات الدينية
وتناول اللقاء جملة من القضايا المرتبطة بحماية الحقوق الأساسية، وأهمية العمل القانوني والحقوقي المنهجي، إلى جانب تعزيز ثقافة العدالة والمسؤولية المجتمعية. كما جرى التأكيد على الدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه مؤسسات المجتمع المدني، بالتكامل مع المؤسسات الدينية، في نشر الوعي الحقوقي وترسيخ قيم التضامن والإنسانية.
قضية القرم.. جرح مشترك وأمل متجدد
وشكّلت قضية القرم محورًا أساسيًا في الحوار، حيث جرى التأكيد على الارتباط التاريخي والروحي لمسلمي أوكرانيا بشبه الجزيرة، وعلى الألم العميق الذي خلّفه الاحتلال، مقرونًا بالأمل في تحريرها وعودة الحقوق إلى أصحابها، في أجواء اتسمت بالصدق والتعاطف الإنساني المشترك.
المؤسسة الدينية كمنصة للحوار الإنساني
وأكد المشاركون أن استضافة شخصيات حقوقية بارزة داخل الفضاء الديني تعكس تطور الخطاب الإسلامي المعاصر، وحرص المؤسسات الإسلامية على الإسهام الإيجابي في القضايا المجتمعية الكبرى، بما يعزز قيم التعايش والاحترام المتبادل وصون الكرامة الإنسانية في المجتمع الأوسع.
ويجسّد هذا اللقاء نموذجًا للتفاعل البنّاء بين العمل الديني والعمل الحقوقي، ويؤكد أن المساجد والمؤسسات الإسلامية قادرة على أداء دور فاعل كمنصات للحوار الإنساني، وتعزيز الوعي بقضايا حقوق الإنسان، وخدمة المجتمع في ظل التحديات المتزايدة.