تشهد مساجد اليابان إفطارات يومية، تتم في أجواء احتفالية، تسودها سعادة الالتقاء بين إخوة الإسلام، وهو ما ساهم في إزالة الحواجز الثقافية واللغوية بين مسلمي اليابان الذين ينحدرون من دول وعرقيات كثيرة.
أجواء رمضان الاحتفالية اليومية والمجمعة للمسلمين في رحاب مساجد اليابان الجميلة؛ جذبت كذلك أنظار كثير من اليابانيين ودفعهم حب الفضول للمشاركة فيها بهدف استشعار أجواء رمضان مع المسلمين الصائمين.
ففي أجواء احتفالية رمضانية بأكبر وأشهر وأجمل مساجد اليابان؛ إلتقى على مائدة الإفطار بجامع طوكيو الكبير، في 19مايو، المئات من مسلمي اليابان يشاركهم فرحة الالتقاء على مائدة الافطار كثير من اليابانيين من غير المسلمين.
وعبر صفحته الخاصة على الفيسبوك، كتب د. وليد عثمان، رئيس مجلس شورى اتحاد الدارسين المسلمين باليابان، والذي شارك في هذا الافطار، موضحاً، بأنه: “حضر الافطار أكثر من ٥٠٠ شخص من المسلمين وغيرهم، وجميعهم أتوا للاستمتاع بالإفطار فى هذا المسجد الرائع، وأجمل ما فى الأمر هو التنظيم المتميز لخدمة هذا العدد الكبير من الصائمين، وخروج الافطار بشكل راق يعطى صورة مشرفة عن المسلمين باليابان”.
ولفت إلى أنه: حضرت محطة التلفزة (NHK) الشهيرة فى اليابان، قبل الافطار يومين في 17مايو، للتصوير وإعداد برنامج عّن المسلمين فى رمضان؛ فجمال المسجد من الداخل برحابته وزخارفه وكرم ضيافة القائمين عليه يضفى جمالاً وسعادة على أجواء الافطار”.
سعادة.. تزيل العوائق الثقافية
وحول افطارات مساجد اليابان، أوضح في تصريحات خاصة لـ(المجتمع)، د. وليد عثمان، بأنه: “تنتشر ظاهرة الافطار اليومي للصائمين فى جميع أنحاء لليابان، والتى تضفى روحاً من السعادة والمشاعر الأخوية بين أبناء الجالية الاسلامية فى اليابان على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وتعمل على ازالة العوائق الثقافية ليصير الوعاء الوحيد الذى يحتويهم هو وعاء الإسلام”.
وأشار إلى أن: جامع طوكيو “تقوم الحكومة التركية على دعم المسجد والمركز الثقافى الملحق به مادياً، وتنظم مثل هذه الافطارات التي يحضرها المئات بصورة يومية طوال شهر رمضان”.
وحول كيفية مشاركة غير المسلمين من اليابانيين هذا الافطار، أوضح د.عثمان، بأنه: “يتم دعوة غير المسلمين لمحاولة تقديم الثقافة الاسلامية للمجتمع اليابانى عّن طريق المعايشة”.
وتابع: “حضور اليابانيين هذا العمل يعمل على كسر حاجز الخوف من المسلمين والذى تعمل وسائل الإعلام الغربية على ترسيخه فى عقول غير المسلمين، علماً بان الاعلام اليابانى يتأثر كثيراً بآراء الاعلام الغربى وغالبا ما يتبنى اطروحاته”.
وأضاف: “كما انها تفتح باب لغير المسلمين للتعرف على الشعائر الاسلامية عن قرب مما يفتح الباب لكثير منهم للتفكير فى الاسلام”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجتمع ـ عدد يونيو 2018 ـ هاني صلاح