حوار مع الباحثة الأسترالية المصرية د. زينب خليل
باحثة مسلمة بأستراليا: نمتلك عقولًا ذكية في بلادنا لكن تنقصها الإمكانيات
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في حوار خاص لها مع “مسلمون حول العالم“، حول مسيرتها المهنية العلمية وإنجازاتها في مجال الدواء بأستراليا، أكدت الباحثة الأسترالية المسلمة د. زينب خليل، أن بلادنا العربية مليئة بالكفاءات والعقول الذكية، لكن ينقصها الإمكانيات اللازمة لإعداد أبحاث علمية قوية.
الدكتورة زينب خليل في سطور..
ـ مصرية وزوجة وأم. تقيم في أستراليا منذ عام ٢٠٠٦م.
ـ حصلت في الثانوية العامة على مجموع عالٍ أهَّلها لدخول كلية الصيدلة بجامعة حلوان.
ـ تخرجت في كلية الصيدلة بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف.
ـ تم تعيينها بالجامعة، ثم حصلت على الماجستير في الميكروبيولوجي والمناعة.
ـ بعد انتقالها لأستراليا، قامت بالتقديم على منحة دكتوراه، وحصلت عليها عام ٢٠١٣م في الميكروبيولوجي والكيمياء.
ـ تعمل الآن باحثة علمية بجامعه كوينزلاند في مجال تطوير واكتشاف الأنتيبيوتك.
وإلى الحوار..
ـ بداية.. لماذا اخترتم هذا المجال؟
منذ أن كنت في المرحلة الثانوية وأنا شغوفة جدًّا بالبحث العلمي وكل ما يتعلق بصحة الإنسان، وكيفية مكافحة البكتيريا التي تُسبب الكثير من الأمراض؛ لذا قررت دراسة مجال الصيدلة وعلم الأدوية.
ـ وكيف واصلتم مسيرتكم المهنية بعدها؟
بعد حصولي على البكالوريوس، قررت تكملة دراستي في مجال تطوير طرق حديثة لاكتشاف الإصابة بالبكتيريا؛ مما يساعد على تشخيص المرض، وإيجاد علاج سريع.
وبعد حصولي على منحة الدكتوراه، واصلت في مجال اكتشاف وتطوير أدوية جديدة لعلاج السرطان والالتهابات الناتجة عن الإصابة بالبكتيريا.
ـ وماذا عن أبرز إنجازاتكم العلمية حتى اليوم؟
الحمد لله، من أهم إنجازاتي حصولنا على منحة من الحكومة الأسترالية بـ(٧٠٠ ألف دولار)، لعلاج الطفيليات التي تصيب الحيوانات، وبالتالي توثر على الثروة الحيوانية.
الإنجاز الثاني: نعمل حاليًّا على تطوير دواء جديد لعلاج مرض السل، والحمد لله، حصلنا على منحه بـمليونَيْ دولار من الحكومة الأمريكية لتطوير الدواء، ودراسة تأثيره على جسم الإنسان.
ـ انتقالكم لأستراليا.. هل كان نقطة مفصلية في حياتكم العلمية والعملية؟
بالفعل، فقد كانت بداية دراستي في أستراليا في جامعة كوينزلاند، التي تعتبر من أحسن ٥٠ جامعة على مستوى العالم، وضمن أفضل ٤ جامعات على مستوى أستراليا؛ بمثابة نقلة علمية كبيرة في حياتي العلمية والعملية.
بداية دراستي في جامعة كوينزلاند أتاحت لي فرصة الاحتكاك بالمجتمع الأكاديمي العلمي، ومشاهدة التطورات التكنولوجية، والتعرف على الأجهزة الحديثة.
طبعًا كل هذا التطور، والذي مثَّل نقلة كبيرة بالنسبة لي؛ دفعني لتكثيف القراءة والمطالعة لكل ما هو جديد في مجال الأبحاث العلمية؛ حتى أستطيع مواكبة التكنولوجيا المتطورة.
بعد حصولي على الدكتوراه، عُرض عليَّ الانضمام لمشروع علمي ضخم يهدف لدراسة تأثير دواء جديد على مناعة الإنسان.
بالاضافة إلى ذلك، قُمت بتطوير دراستي نحو دراسة الجينات الكامنة في البكتيريا التي إذا تم تحفيزها تقوم بتصنيع أنتيبيوتك جديد.
ـ ماذا يميز المجتمع العلمي والأكاديمي في أستراليا؟
وجهة نظري، أن دافع الطموح وتوفر الرغبة في التعلم هما شيئان مهمان جدًّا لكل إنسان يسعى للنجاح؛ بالأخص إذا وجد حوله من يساعده في الارتقاء في تخصصه العلمي.
أنا- بفضل الله- طموحة جدًّا فى دراستي وشغلي، ودومًا كنت أسعى لحضور الكورسات والمؤتمرات للتعرف على الطرق الجديدة في البحث العلمي.
كذلك بالنسبة لي، حصلت على نسبة كبيرة من التشجيع هنا في أستراليا، وخصوصًا من مشرفي الأستاذ روب كابون.
ـ كمسلمة ووافدة.. هل شعرتم بأي تمييز؟
على الرغم من كوني امرأة مسلمة محجبة، فإنني لم أشعر بأي تمييز أو عنصرية نحوي مطلقًا، بل على العكس كنت وما زلت أحصل على تشجيع دائم، وترحيب مستمر بكل أفكاري التي أطرحها في الأوساط العلمية الأكاديمية هنا في أستراليا.
ـ كباحثة وزوجة وأم.. كيف استطعتم التوفيق؟
عندما بدأت بتحضير رسالة الدكتوراه كان ابني الكبير في سن الخامسة، بينما كان الصغير عنده سنتان، وكان الوضع صعبًا حقيقةً للتوفيق بين دراستي وبيتي وأولادي، خصوصًا أن هناك أيامًا كثيرة كنت أضطر لضغط الدراسة والبحث أن أتأخر حتى الساعة ١١ مساءً؛ لذلك أتوجه بالشكر لزوجي؛ لدعمه لي ومراعاته الأولاد خلال فترة غيابي.
وأنا كنت على الدوام وما زلت أضع أسرتي في المرتبة الأولى، ودائمًا أفصل ما بين عملي وأسرتي، وأقضي معظم وقتي مع أولادي، وبعد نومهم أبتدئ العمل في قراءه الأبحاث. طبعًا هذا كان يعد نظامًا مرهقًا، لكن أهم شيء أنك تحب عملك.
ـ ماذا عن طموحاتكم المستقبلية في مجال البحث العلمي؟
ـ أطمح بأن أقدم للمجتمع علاجًا جديدًا للالتهابات البكتيرية، خصوصًا الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والأهم أن يكون العلاج غير مكلف حتى يحصل عليه كل إنسان دون تكلفة مالية باهظة.
والوصول لهذا العلاج يحتاج لتكوين فريق كبير من الخبراء، يشمل خبراء في علم المناعة وتطوير الأدوية، وعلم الجينات، والحمد لله، لقد كوَّنَّا هذا الفريق، ونعمل بجد نحو تطوير دواء جديد.
ـ من واقع تجربتكم المميزة والناجحة.. بم تنصحون الشباب في عالمنا العربي؟
نصيحتي لكل الشباب، سواء في مصر أو الخارج، أن يكون طموحًا، ويدرس المجال الذي يستطيع أن يتفوق فيه.
من المهم جدًّا التمسك بالأحلام والطموحات والأهداف التي يسعون لتحقيقها، وأن يتحلى الشباب بالثقة بالنفس، وأن يكون لديه تقدير للذات؛ فكل هذا سيدفعهم لتحسين ظروفهم الحياتية والعلمية والعملية.
وأنصح- بشدة- الشباب بالبعد التام عن كل معاني وصور السلبية والفراغ واليأس؛ لأنها مدمرات ليس فقط للأمل، بل والحياة نفسها.
والحقيقة أن كل شاب وفتاة لديه الطموح والعزيمة والإرادة قادر على تحقيق أحلامه مهما كانت.. فقط العمل والتعلم والمواصلة مع الصبر هو السبيل لذلك.
ـ ختامًا.. هل من رسالة للأوساط العلمية والأكاديمية في بلادنا العربية؟
أرجو من الهيئات والحكومات في بلادنا العربية تخصيص ميزانية مناسبة للبحث العلمى؛ لأن- من وجهه نظري- البحث العلمي مهدور حقه، ولا توجد إمكانيات كافية لعمل أبحاث قوية؛ فنحن نمتلك عقولًا ذكية، لكن تنقصها الإمكانيات اللازمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ روابط خارجية ذات صلة:
ـ Fighting parasites with poo – Dr Zeinab Khalil
ـ Student overcomes revolution and floods to earn PhD
ـ Sheep poo could protect against parasites
ـ New research targets nematode control
ـ https://chemaust.raci.org.au/article/mayjune-2020/fungi-frontline.html
ـ د. زينب خليل: مهاجرة مصرية تقود جهود إنقاذ الثروة الحيوانية الأسترالية