مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
لأول مرة منذ 70 عامًا، شهدت مدينة صوفيا، الأحد 28 يونيو، أول احتفالية إسلامية دينية، وذلك بالحديقة الخلفية للجامع الأثري “بانيا باشا”، وهو الجامع الوحيد في العاصمة البلغارية.
الاحتفالية التي نظمتها دار الإفتاء في صوفيا كانت بمناسبة انتهاء الدورة السنوية لتعليم التلاوة الصحيحة لكامل القرآن الكريم، والتي بدأتها في أكتوبر 2019م، وشارك فيها 53 من أطفال مسلمي العاصمة.
الاحتفالية الأولى
وحول الأهمية الكبيرة لهذه الاحتفالية الأولى خلال سبعة عقود بالنسبة لمسلمي العاصمة صوفيا، أوضح في تصريحات خاصة لـ(مسلمون حول العالم)، الشيخ مصطفى حسن إزبشتالي؛ المفتي الإقليمي للعاصمة البلغارية صوفيا، بأن: “هذه الاحتفالات معروفة في بلغاريا، ولكن فقط بالمناطق الجنوبية من البلاد؛ حيث يتركز المسلمون، وهذه هي المرة الأولى منذ 70 عامًا التي أمكننا فيها تنظيم احتفالية دينية لأطفالنا في العاصمة صوفيا، وهذا يعني لنا الكثير”.
وتابع: “تنظيم هذه الاحتفالية الأولى في قلب العاصمة صوفيا له آثار إيجابية ليس فقط على مسلمي العاصمة، بل وعلى جميع سكانها من غير المسلمين، وهي رسالة عملية قوية للجيل الصغير بأنه الآن ينعم بحرية ممارسة دينه، ليس فقط في المسجد، بل وخارج المسجد أيضًا، مما يزرع في نفسه شعور المواطنة والانتماء لبلده بلغاريا”.
وحول الدورة، أوضح الشيخ زبشتالي؛ الذي كان رئيسًا لقسم الإرشاد بإدارة الإفتاء العامة في بلغاريا سابقًا، بأن: “هذه الدورة سنوية مدتها تسعة أشهر، بدأت في شهر أكتوبر 2019 وكانت نهايتها شهر يونيو 2020م، وحضرها 53 طالبًا وطالبة من سن 5 إلى 16 سنة، وتم تقسيمهم على عدة مجموعات بحسب العمر، وتم تخصيص مجموعات للبنين وأخرى للبنات، وكان دخول الامتحان في آخرها اختياريًّا غير إجباري، وبالفعل دخله 17 طالبًا وطالبة، وكلهم اجتازوا الامتحان، وأما الذين لم يدخلوا الامتحان، فسيدخلون في السنوات القادمة”.
ولفت إلى أنه: في هذه الحلقات “نحن لا ندرسهم فقط القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، بل ندرسهم مبادئ الإسلام مثل أركان الإسلام وأركان الإيمان، وبعض الدروس التي تناسبهم من الفقه والحديث والسيرة وهكذا”.
وتابع: “والحمد لله، في نهاية الحفل تم توزيع جوائز على الطلاب جميعهم، والمتميزين خاصة، من قبل دار إفتاء صوفيا، المشرفة على الدورة، ودار الإفتاء العامة لمسلمي بلغاريا، وكذلك تبرعات من أهل الخير”.
وردًّا على سؤال طرحه (مسلمون حول العالم)، حول أسباب عدم تنظيم مثل هذه الاحتفالات في السابق، أوضح المفتي الإقليمي للعاصمة صوفيا بأنه: “في وقت الشيوعية كانت مظاهر الدين ممنوعة، وفي فترة تالية لم يكن لدينا طلاب، كما أنه بعدها لم يتسنَّى لنا الحصول على ترخيص من البلدية، وهذا ما تغيّر في عامنا الجاري، فلدينا عشرات الطلبة والطالبات. كما أننا حصلنا على ترخيص من بلدية صوفيا لتنظيم الحفل خارج المسجد وليس داخله، وهذا ما جعل الحفل مؤثرًا جدًّا بالنسبة للحاضرين الذين وصل عددهم لنحو 300 مشاهد للحفل”.
وفي ختام تصريحاته الخاصة، توجه الشيخ زبشتالي عبر “مسلمون حول العالم”، بشكر خاص للمعلمة فاطمة، التي أشرفت على تعليم الأطفال التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم كله من قبل دار الإفتاء بالعاصمة صوفيا.
“منابر التعليم الإسلامي”
يشار إلى أن التعليم الديني الإسلامي في بلغاريا يتم تحت رعاية إدارة الإفتاء العامة للمسلمين في بلغاريا، التي يترأسها المفتي العام، ويتبعه 20 مفتيًا إقليميًّا في كافة أنحاء البلاد.
وتتعدد منابر التعليم الإسلامي في بلغاريا، وتشتمل على ثلاث مدارس ثانوية شرعية معترف بها من قبل وزارة التعليم البلغارية، ومعهد إسلامي عالٍ، ودار تحفيظ القرآن، وكذلك على دورتين سنويتين لإعداد الأئمة والخطباء.
هذا بالإضافة إلى حلقات للأطفال في المساجد لتعليم القرآن والتربية الإسلامية، وهي بدورها تنقسم لسنوية وصيفية. هذا بجانب الساعات الاختيارية في التربية الإسلامية لأبناء المسلمين بالمدارس الحكومية؛ حيث من حق دار الإفتاء وفق القانون تخصيص معلم للتربية الإسلامية لأطفال المسلمين في المدارس البلغارية الحكومية.