مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ بتصرف
بقلم/ الدكتور أسامة منصور ـ الأستاذ بجامعة القوميات بشمال الصين.
موعدنا في هذه الحلقة “الجديدة”، من سلسلة “مساجد مسلمي الصين”، مع أحد أهم مساجد المسلمين في الصين.. منارة ساطعة لأكثر من 12 قرن بالصين.. مسجد يعد من أبرز الآثار ليست فقط الإسلامية؛ بل والوطنية الصينية في البلاد.. وتزيد أهميته بتواجده في مدينة صينية أثرية تاريخية عريقة.. فما هى قصة هذا المسجد؟
أبرز الآثار الإسلامية
“مسجد شيآن الكبير”، يقع هذا المسجد في مدينة عريقة تاريخية مليئة بالآثار القديمة الشهيرة قبلة الزوار من داخل وخارج البلاد.. هذه المدينة كانت عاصمة للصين لفترة زمنية طويلة تزيد عن ألف عام.. إنها مدينة “شيآن”، بمقاطعة “شنشي”، التي تحتل موقع جغرافي إستراتيجي هام بوسط الصين.
يعد “مسجد شيآن الكبير”، أحد أهم وأبرز الآثار الإسلامية والوطنية الصينية ليس في مدينة “شيآن” وحدها؛ بل في عموم الصين. وهو أحد أكبر المساجد مساحة؛ إذ تبلغ نحو 13 ألف متر مربع. وفي تصميمه المعماري يشبه لحد كبير تصميم القصر الإمبراطوري الصيني في روعة بناءه وهندسته المعمارية. كما تنتشر في ساحات المسجد الحدائق التي تزينها أشجار الفواكه كالخوخ والبرقوق والكاكا والمشمش.. إلخ.
أكثر من 12 قرن
ويتكون المسجد من أربع دور متراصة، تتوزع فيها أربع وثمانون غرفة من المباني الرئيسية الإضافية توزعًا متناسقًا. و تنتشر بالمسجد الأنصبة الحجرية التي تحكي تاريخه، والتي يفيد بعضها بأن هذا المسجد قد بني عام 762م.
تتجلى روعة هذا المسجد ليس فقط في مساحته الكبيرة ولا في توزع مبانيه على نحو متناسق، وإنما أيضا في قاعة الصلاة التي تتميز بالفخامة وتسع لألف مصل، وتحتوي على شيء فريد من نوعه قلما تجده في أي من مساجد الدنيا، حيث تم كسوة جدرانها بالخشب ونقش عليه القرآن الكريم كاملا في الجزء العلوي وترجمة معانيه باللغة الصينية في الجزء السفلي في منظر رائع مهيب.
قبلة السياح
ولأن المسجد يعد تحفة معمارية في وسط الصين، فهو يحظى بالاهتمام الرسمي من الحكومة. وكذلك يستقبل الكثير من الزوار طوال العام من مختلف دول العالم، وكثيرًا ما يستقبل زوارًا من غير المسلمين من أوربا وأمريكا باعتباره معلم سياحي أثري ويدخلون المسجد بتذكرة سياحية.
https://www.facebook.com/osama.mansour.1690/posts/1816761141839316