مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ بتصرف
القائد المسلم “ما بن تشاي”، أحد أبطال الحرب الصينية اليابانية، فقد سجل هو وفرقته العسكرية “فصيلة قومية هوي”، من مسلمي الصين مآثر عظيمة حتى أطلق عليها لقب “الجيش الحديدي المظفر”، وشاعت شهرته وشهرة فرقته في الحرب الصينية اليابانية؛ فنال ونالوا الكثير من التكريم والإشادة في الصين.. فماذا تعرف عنهم؟
بقلم/ الدكتور أسامة منصور ـ الأستاذ بجامعة القوميات بشمال الصين
من أعلام المسلمين في الصين
“ما بن تشاي” (1901-1944م)
نشأته الأولى
ولد “ما بن تشاي”، في محافظة “شيانشيان”، بمقاطعة “خبي”، شمال شرق الصين ـ مقاطعة تحيط بالعاصمة بكين ـ، ونشأ في عائلة مسلمة فقيرة، فتعلم في إحدى الكتاتيب في قريته إلى جانب مساعدة والده في الزراعة والفلاحة.
التحاقه بالجيش الصيني
ولما بلغ أشده، التحق بالجيش، ورقي حتى تولى منصب قائد فوج، ونتيجة لبعض الأحداث أقيل من منصبه، وعاد لمسقط رأسه.
وعندما شنت القوات اليابانية هجومها على الصين عام 1937؛ هبت الأمة الصينية لمواجهة هذا الخطر؛ ألقى المسلمون بأنفسهم في هذه الحرب، ونشأت حركات إسلامية كثيرة تهدف لمواجهة الاعتداء الياباني.
تأسيسه لفرقة عسكرية من مسلمي الصين
بالنسبة لـ”ما بن تشاي”، ونظرًا لخبرته العسكرية السابقة؛ فقد أسس “فصيلة قومية هوي”، وقادها بنفسه لمواجهة غزو القوات اليابانية للأراضي الصينية. وواجهته مشكلة نقص السلاح والعتاد الحربي؛ لكنه لم يقف مكانه؛ وابتكر بمهاراته العسكرية، أساليب متنوعة للإيقاع بكثير من القوات اليابانية، بهدف السيطرة على أسلحتها مع القضاء عليها. وكانت فرقته الخاصة في البداية تتكون من عشرات الجنود المسلمين، لكن بعد أن حقق انتصارات متواصلة وسمع الناس بها؛ فانضم إليه الكثيرون حتى وصلت فرقته بعد فترة لأكثر من ألفين وخمسمائة مقاتل صيني مسلم.
“الجيش الحديدي المظفر”
لقد سجل “ما بن تشاي” وفصيلته مآثر عظيمة حتى أطلق عليها لقب “الجيش الحديدي المظفر”، وكانت قد أدت انتصارات “فصيلة قومية هوي”، التي ألقت الرعب في أوساط القوات اليابانية، وأفقدتهم الكثير من جنودهم وأسلحتهم؛ دفعت القوات اليابانية لتجهيز قوة عسكرية خاصة بهدف القضاء التام على “ما بن تشاي”، وفرقته العسكرية “فصيلة قومية هوي”، تكونت من آلاف الجنود ومئات العربات والأسلحة الثقيلة، واتجهت لسحق “فصيلة قومية هوي”، لكن الأخبار تسربت لـ”ما بن تشاي”؛ فاستطاع التحرك بقواته مبكرًا، وأعدت خطة عكسية لهجوم مباغت عليهم؛ فكبد القوات اليابانية الكثير من الخسائر.
انتقام اليابانيين من “ما بن تشاي”
اتنصارات “ما بن تشاي”، وعدم قدرة القوات اليابانية القضاء عليه؛ أشعلت نيران الغضب لديهم؛ فأرادوا الانتقام منه واتجهوا بقواتهم في 27 أغسطس 1941 إلى قرية “شينتشوانع”، مسقط رأسه؛ فأحرقوا بيته ومسجد القرية، ثم اعتقلوا جميع سكان قريته رجالًا ونساءًا، كبارًا وصغارًا، وبدأوا في تعذيبهم لمعرفة من هي والدته، وكان الناس على قدر الحدث فلم ينطق أحدهم بكلمة، لكن والدة “ما بن تشاي”، عندما رأت شدة ما حل بالناس، وقفت وواجهت القوات اليابانية، ولما طلبوا منها أن تكتب رسالة لولدها ما بن تشاي تطلب منه تسليم نفسه، رفضت فقاموا بتعذيبها حتى الموت، ولما علم ما بن تشاي ما جرى لأمه وأهل القرية، انتقم من القوات اليابانية فكبدهم خسائر كبيرة.
لقد استطاع ما بن تشاي خال سنوات من المواجهة مع القوات اليابانية تحقيق نجاحات كبيرة؛ فخاض هو وفصيلته أكثر من 870 معركة كبيرة وصغيرة، استطاع خلالها قتل 26700 جندي، واستولى على مئات الحصون، والكثير من العربات والذخائر والبنادق والمعدات العسكرية.
لقد سجل ما بن تشاي وفصيلته مآثر عظيمة حتى أطلق عليها لقب “الجيش الحديدي المظفر”. وقد شاعت شهرته وفصيلة قومية هوي، فنال الكثير من التكريم والإشادة.
في فبراير 1944 توفي ما بن تشاي مريضًا، فكانت وفاته خسارة كبيرة ليس لقومه فقط وإنما لسائر الأمة الصينية.
https://www.facebook.com/osama.mansour.1690/posts/1978225642359531