مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
محمود خوجه بهبودي (1874-1919م)
عالم مسلم، وكاتب، وناشط، ومسرحي أوزبكي، ولد في عائلة متدينة يعود أصلها للشيخ أحمد يسوي (المتوفى عام 1166م)، فقد كان والده عالمًا ومفتيًا لسمرقند. وقد اهتم محمود خوجه بالعلوم الشرعية والأدب، وأتقن عدة لغات منها العربية.
تلقى محمود خوجه تعليمه في سمرقند وبخارى، وأصبح إمامًا، ثم قاضيًا، ثم مفتيًا لسمرقند، كما ساهم في تأسيس عدة مدارس، وتأمين وتطوير مناهجها.
سفرياته للخارج
سافر لأداء فريضة الحج بين عامي 1899-1900م، وزار القرم، ومصر، وإسطنبول، وبعد عودته أسس دارا للنشر، وبين عامي 1903- 1904م، زار موسكو، وسانت بطرسبورغ، وقازان، وأورنبورغ، والقرم، وتواصل مع المفكرين والمثقفين التتار، وأصبح في العام 1905م عضوًا في حزب “اتفاق المسلمين” أشهر أحزاب مسلمي روسيا القيصرية، ثم زار قازان وأوفا في العام 1907م، وترأس وفد تركستان إلى مؤتمر مسلمي روسيا في أغسطس من عام 1907م في مدينة نيجني نوفغورد بروسيا.
دوره الإعلامي
أصدر محمود خوجه بين عامي 1913- 1914م صحيفة “سمرقند”، ومجلة أسبوعية ثقافية منوّعة بعنوان “أُينه” أي المرآة، والتي نشر فيها مذكراته عن رحلاته، ثم سافر عام 1914م، مرة ثانية إلى إسطنبول، والتقى هنالك بالمفكر التتري اسماعيل غسبرنسكي (5118- 1914م)، ثم زار مدن القدس، والخليل، وبيروت، ودمشق، وبور سعيد.
شارك المفتي بهبودي، في المؤتمر الإسلامي التركستاني، في طشقند عام 1917م، وفي نفس العام انتخب عضوًا في المجلس البلدي لمدينة سمرقند، وأيد الحكم الذاتي في تركستان وكتب في ذلك.
ينتمي “محمود خوجه بهبودي”، إلى جيل المسلمين المصلحين المجددين، الذين تأثروا بأفكار جمال الدين الأفغاني (1838- 1897م)، واسماعيل غسبرنسكي، الذين دعوا للإصلاح والنهضة في التعليم والسياسة.
كتبه وأعماله
ألّف “بهبودي”، عشرات الأعمال، ومن كتبه: موجز الجغرافيا العامة عام 1903م، كتاب للأطفال عام 1904م، تاريخ موجز للإسلام عام 1904م، ممارسة الإسلام 1905م، جغرافية مختصرة لروسيا عام 1908م.
يعد “بهبودي”، صحفيًا أيضًا؛ فقد كتب أكثر من 200 مقالة باللغتين الأوزبكية والطاجيكية حول التعليم والمدارس والثقافة والعلم والتاريخ وضرورة تعلّم اللغات.
مؤسس الدراما الأوزبكية
كما يعد “محمود خوجه بهبودي”، كاتبًا مسرحيًا؛ بل هو لدى النقاد الأوزبك مؤسس الدراما الأوزبكية، فقد ترك عدة مسرحيات منها مسرحية بعنوان “باداركوش” أي قاتل والده الصادرة عام 1911م، والتي تعد قمة أعماله الأدبية، سلّط الضوء فيها على الآثار السيئة للجهل والأمية ودعا الشباب المسلم للتعلّم، وقد قُدمت المسرحية على مسارح سمرقند وبخارى وطشقند عام 1914م.
رفض الحاج “محمود خوجه بهبودي”، الفكر الاشتراكي والإيديولوجية الشيوعية ووصفها بأنها “عنيفة”.
قتل –رحمه الله- بعد اعتقاله من قبل موالين للبلاشفة حسب بعض الدارسين.
لقد كان محمود خوجه بهبودي أشهر رواد الحركة الثقافية والاجتماعية والسياسية في تركستان أوائل القرن العشرين، وأحد المناضلين الداعين لحرية واستقلال تركستان.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10219283154022243&id=1611567851