( 5 ) حوار اليابان الأول ـ 2013م
“كثير من العلماء المسلمين الذين زاروا اليابان قالوا أن عاداتهم متقاربة مع الإسلام، وإننا تركناها وهم أخذوها، نعم ينقصهم الإيمان بالله وحده لا شريك له والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم”..
أدار الحوار/ هاني صلاح
بهذه الكلمات أكد د. سليم الرحمن خان الندوي، رئيس الندوة للمركز التعليمي في اليابان، والبروفيسور في جامعة تشوؤ، طوكيو- اليابان، بأن المجتمع الياباني لديه تقاليد عريقة تتقارب مع الإسلام وهو يفرض تحدي على المسلمين داخل وخارج اليابان في القيام بدورهم بتعريفهم بعقيدة الإسلام التي تكاد تنقصهم!
جاء ذلك في سياق حوار: (مسلمو اليابان.. بين تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل)، وهو الحوار الأول عن اليابان، والخامس في سلسلة “حوارات الأقليات المسلمة على الفيسبوك”، والتي تأتي في سياق برنامج للتعريف بواقع الإسلام والمسلمون حول العالم.
وقد أجري الحوار على الفيسبوك خلال شهر يونيو 2013م..
وإلى الحوار…
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح؛ مُنسّق الحوار وصحفي مختص بشئون الأقليات المسلمة:
1 ـ في البداية نودُّ التعرُّف بكم مع إطلالة موجزة عن مسلمي اليابان والمساجد هناك، وكيفية التواصل بين المسلمين في اليابان على اختلاف عرقياتهم.
أنا أعيش في اليابان منذ ١٩٨٢م، وأحاول أن أساهم في العمل الإسلامي، ومع ذلك أدرس الثقافة الإسلامية واللغة العربية في جامعة تشوؤ؛ من أهم الجامعات اليابانية في طوكيو.
وأنا رئيس الندوة للمركز التعليمي في اليابان، ورئيس جمعية العلماء في اليابان، ورئيس لجنة رؤية الهلال في اليابان. الحمد لله، نسأل الله – سبحانه وتعالى – الإخلاص والقبول.
المسلمون متواجدون في طوكيو؛ عاصمة اليابان، ونواحيها؛ مثل: سائيتاما، تشيبا، كاناجاوا، يوكوهاما، وناجويا، وأوساكا، وكوبي، جنما، نيجاتا، توياما، سندائي، هوكائيدو، سبورو، أوكيناوا وغيرها. الحمد لله.
المساجد كبيرة مثل الدول الإسلامية، لكنها قليلة، مثلًا مسجد “كوبي” أول مسجد في تاريخ اليابان، ومسجد “طوكيو” ثاني مسجد في تاريخ اليابان، ولكن المساجد الصغيرة أو المصليات كثيرة – الحمد لله – يوجد أكثر من مائة، وفي كل مدينة موجودة – الحمد لله – وتقام فيها الصلوات الخمس والجمعة والعيدين.
نعم هناك بعض الاختلافات موجودة مثل الدول الإسلامية – مع الأسف الشديد – ولكننا نحاول أن نشرح دائمًا أننا مسلمون؛ نؤمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وعلينا أن نتبع أحكام الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ونحترم الأئمة والمُحدّثين والعلماء.
المشاركة الثانية.. من: شادي الأيوبي؛ مراسل الجزيرة.نت في أثينا، ومدير موقع “الإسلام باليونانية”، وتتضمن سؤالين (أرقام 2-3):
2 ـ السلام عليكم، أحب أن أسأل الضيف عن تعامل الدولة اليابانية مع المسلمين والجمعيات الإسلامية وسماحها لهم بالعمل، وهل يمكن توضيح ذلك ببعض الأمثلة العملية؟ مع الشكر.
دولة اليابان دولة علمانية لا تساعد أبدًا باسم الدين، لا في بناء المساجد أو المدارس أو المقابر أو غيرها، ولكن الحرية متوفرة للأديان، هناك مساجد في طوكيو ومدن أخرى في اليابان، ولكن في بعض الأحيان عند بناء مساجد جديدة، (هناك) مخاوف من الجيران وأصحاب الحارة، وخاصة بعد أحداث سبتمبر؛ مثلًا في مدينة فوكوكا، ومدينة توياما، ومدينة كنازاوا وغيرها، وكما معروف في بناء (أي مسجد) جديد، فهناك قوانين في كل بلد (تنظّم ذلك)، ثم (لابد من) موافقة الجيران وغير ذلك.
والأذان غير مسموح بالميكروفون الخارجي، أتذكَّر لما بُني مسجد طوكيو الجديد عام ٢٠٠٠م، منَعت الجهة المختصة – بكل أدب – الأذان بالميكروفون الخارجي، ولكن يؤذن المؤذن الأذان في داخل المسجد بالميكروفون. الحمد لله.
(من جهة أخرى، نجد أنه) إذا حدث حادث في العالم من المسلمين يؤثر هذا الشيء في اليابان، وإذا حصل هذا الحادث مع اليابانيين، فهذا يؤثر أكثر، وخاصة بعد أحداث سبتمبر، فهناك مراقبة شديدة على المساجد والمراكز والمعاهد الإسلامية، وعلى القادمين والزائرين المسلمين، وعلى المسلمين المتواجدين في اليابان أيضًا، ومع كل هذا وذاك، هناك حرية للعمل الإسلامي في الظاهر.
3 ـ سؤال من شقين:
أ- ما الدور الذي تقوم به الجمعيات الإسلامية في اليابان تجاه المسلمين والمجتمع الياباني؟
ب- وكيف هي علاقات اليابان ـ لا سيما الثقافية منها ـ مع الدول الإسلامية؟
١- الحمد لله، في اليابان جمعيات إسلامية كثيرة، وهي تشتغل حسب إمكانياتها المادية والبشرية تجاه المسلمين المتواجدين في اليابان، والمجتمع الياباني أيضًا. ومن المعلوم أن المجتمع الياباني غير المسلم يخاف الدينَ عادةً، وخاصة الإسلام بعد أحداث سبتمر ٢٠٠١م.
٢- علاقات اليابان الثقافية مع الدول الإسلامية ضعيفة جدًّا، فهي تهتم بعلاقاتها التجارية أو استيراد البترول وغير ذلك.
المشاركة الثالثة.. من: محمد سرحان؛ صحفي بموقع “علامات أونلاين”، وتتضمن سؤالين (أرقام 4-5):
4 ـ هل للدول الإسلامية الآسيوية دور في جذب اليابانيين للإسلام؟ وهل تتواصل تلك الدول مع مسلمي اليابان وترعى احتياجاتهم؟
الدول الإسلامية لها مساهمة بسيطة مقارنة بالدول الغربية التي تساهم بثقافتها وبدينها المسيحي.
المساهمة من الدول الإسلامية بطريقتين: الرجال الذين سكنوا في اليابان، وهؤلاء يبذلون جهودهم وسعيهم في نشر الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في اليابان، وبعض الدول الإسلامية وأفراد منها يساهمون مساهمة بسيطة جدًّا. نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يجزيهم كل الخير.
5 ـ العالم المصري شريف الصفتي له مكانة متميزة في اليابان، خاصة أنه أنقذهم من كارثة فوكوشيما، فهل تساهم مكانته في جذب اليابانيين للإسلام؟
الحقيقة أنني أسمع لأول مرة هذا الاسم، ولم أسمع هذا الاسم في وسائل الإعلام اليابانية، ولكن بعدما استلمت منكم هذه المعلومات، بحثت عن العالم المصري الدكتور شريف الصفتي، وقد وجدت المعلومات في إنترنت “شعب مصر”.
(نقل الضيف فقرة معلوماتية من الإنترنت هنا في الإجابة، وكانت كالتالي):
“الدكتور “شريف الصفتي” عالم كيميائي مصري أنقذ اليابان من كارثة “فوكوشيما”، وهي كارثة تطورت بعد زلزال اليابان الكبير في ١١ مارس ٢٠١١ ضمن مفاعل فوكوشيما ١ النووي؛ حيث أدَّت مشاكل التبريد إلى ارتفاع في ضغط المفاعل؛ مما أدى إلى انفجار المفاعل النووي، ولكن الصفتي نجح باستخدام تكنولوجيا النانوميتر في تنقية المياه من الإشعاع الذي سببه التسرُّب الإشعاعي؛ ما جعل اليابان تُرشّحه لنيل جائزة نوبل في الكيمياء لعام ٢٠١٣.
ويعمل الصفتي أستاذًا بجامعة “واسيدا” اليابانية، وكان أستاذًا للعلوم بجامعة طنطا، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة “ساوث هامبتون” في إنجلترا، وبعدها انتقل للعمل في اليابان، ويترأس حاليًّا المجموعة البحثية لعلوم المواد النانومترية بالمركز القومي لبحوث المواد الياباني، واستطاع الصفتي الوصول لاكتشاف علمي جديد من نوعه للتخلص من الإشعاع النووي في مدينة فوكوشيما؛ من خلال المواد النانومترية التي تفصل الملوثات، سواء كانت كيميائية أو بيولوجية أو بكتيرية أو فيروسية؛ لأن لديها القدرة على الإمساك بالملوثات حتى لو كانت بنسبة أقل من ألف جزء من المليون، والتخلص منها تمامًا.
حصل الصفتي على ٢٠ براءة اختراع في مجال الكيمياء واستخداماتها، بالإضافة إلى العديد من الكتب والأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات العالمية الخاصة بالمواد النانومترية، وحصل على أكثر من ١٥ جائزة علمية من جهات دولية مرموقة”. (انتهى)
(الضيف يواصل إجابته من جديد):
إنني (سوف) أسأل عن هذه المعلومات – إن شاء الله – لأنني أسمع وأتابع وسائل الإعلام اليابانية، ولكن لم أسمع أبدًا (يعني عن الصفتي) في أي قناة تلفزيونية يابانية وغيرها.
والحقيقة أن المسلمين المقيمين ساعدوا اليابانيين في المدن التي تأثرت بالزلازل؛ مثل: فوكوشيما، سندائي، إواتي، بعد الزلازل مباشرة. إن المسلمين المقيمين جمعوا المساعدات والمواد الغذائية في المساجد في طوكيو ونواحيها، وفي المدن الأخرى في اليابان، وسافروا إلى المدن التي تأثرت بالزلازل في وقت كان السفر إليها خطرًا جدًّا، وساعدوا اليابانيين مساعدات حسب طاقاتهم وإمكانياتهم، ونشرت وسائل الإعلام اليابانية هذه الأخبار – الحمد لله – ولها أثر طيب – الحمد لله.
إننا في العاصمة طوكيو جمعنا يوم الأحد – بعد يومين من الزلازل – في حديقة هراجيكو (حديقة كبيرة في وسط طوكيو)، وأرسلنا الرسالة إلى الجهات المختصة: “إننا – المسلمين – مع الشعب الياباني في هذه المرحلة الصعبة”، وقد سافرت شخصيًّا إلى المدن التي تأثرت بالزلازل أكثر من مرة. هناك حكومات في العالم طلبت من رعاياها أن يتركوا اليابان في أسرع وقت ممكن، وعدد كبير من الأجانب تركوا اليابان بمئات الآلاف، والحكومة اليابانية كانت مستغربة جدًّا. وهذا خلاف ما فعله المسلمون، وسألنا اليابانيون عن سبب بقائنا، فرددنا عليهم بأن من تعاليم الإسلام أن نساعد الناس الذين هم في مصيبة؛ {إن الله يحب المحسنين}.. “ارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء”.
الحقيقة أن المسلمين المقيمين ساعدوا اليابانيين في تلك المدن على حسب قدراتهم وطاقاتهم، وحتى بعض الدول الإسلامية ساعدت – الحمد لله. نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يستخدمنا في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي خدمة الإنسان وكل مخلوقات الله في هذه الأرض.
المشاركة الرابعة.. من: د.مجدي سعيد؛ كاتب صحفي ورئيس تحرير مجلة نيتشر “الطبعة العربية” (سؤال رقم 6):
6 ـ الأستاذ سليم الرحمن، قرأت لبعض من زار اليابان ومكث فيها أن اليابانيين قوم لا يعنيهم الدين في حقيقة الأمر كثيرًا، ومن ثم فدخولهم في أي دين كان، هو دخول شكلي لا يُغيّر من حقيقة حياتهم وأمورهم شيئًا، فهل هذا حقيقة؟ وما نسبة اليابانيين من المسلمين إلى المسلمين المقيمين في اليابان من غير أهلها؟
سعادة الدكتور مجدي سعيد المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كما تفضلتم، فإن الياباني العادي لا يهتم بالدين، وإذا سأله أحد: ما دينك؟ يرد: ليس عندي دين، أو يرد: إن نفسي هي ديني.
معظم اليابانيين يزورون معابدهم مرتين في السنة: مرة في رأس السنة، ومرة في وسط السنة، وهي معابد شينتو Shinto؛ دين اليابانيين القديم، ومعابد بوذية منتشرة في اليابان.
حدث الأسبوع الماضي أن إمام مسجد ناجويا Nagoya قال في محاضرته: إن أحد اليابانيين دخل مسجد ناجويا فقال: “إنني مسلم في المسجد، وإذا ذهبت إلى الكنيسة أكون مسيحيًّا، وإذا ذهبت إلى المعبد البوذي أكون بوذيًّا”، فقال الإمام له: “هذا لا يمكن في الإسلام”.
هكذا الياباني العادي يتصور الدين، ولكن عددًا من المسلمين اليابانيين درسوا في جامعة الأزهر والجامعات الإسلامية في السعودية وماليزيا، ولهم دور في تعريف الإسلام – الحمد لله.
عدد سكان اليابان ١٣٠ مليون نسمة، ويقال إن أقل من واحد في المائة مسيحيون، وعدد المسلمين أقل وأقل بكثير. كما شرحت قبل ذلك، ليس عندنا إحصائية، ولكن يقال إنهم حوالي ١٠٠ ألف ياباني، ويقال إنهم أقل من هذا العدد بكثير؛ لأننا لا نرى في المساجد لا في يوم الجمعة ولا العيدين إلا عدد بسيط جدًّا، والسبب أن أيام الجُمع وأيام العيد ليست إجازة في اليابان، ولأسباب أخرى كثيرة أيضًا.
المشاركة الخامسة.. من: د.رياض مصطفى؛ صحفي متخصص في شئون الإسلام والمسلمين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق (سؤال رقم 7):
7 ـ المعروف أن الشعب الياباني متشبث بتقاليده العريقة والمرتبطة في معظمها بالبوذية. كيف تجد الدعوة الإسلامية مدخلًا لقلوب هذا الشعب لدعوته؟ ثم هل يوجد إقبال حقيقي نحو الدين، وخاصة من الطبقة المثقفة العليا؟
الأستاذ رياض مصطفى المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الشعب الياباني له تقاليد عريقة ومرتبطة بدين شينتو Shinto دينهم القديم، فالإمبراطور من شينتو، ولدين شينتو معابد كثيرة منتشرة في أنحاء اليابان كلها، والبوذية وصلت من الهند إلى الصين، ومن الصين إلى كوريا، ومن كوريا إلى اليابان، فالبوذية تختلف في اليابان عن الهند وغيرها؛ لأن اليابانيين غيروها حسب طبيعتهم.
إن اليابانيين أخذوا دينهم كعادات وتقاليد، وليس كدين، ولكنهم عريقون في تقاليدهم وعاداتهم، والشعب الياباني مثقف جدًّا، وبعض عاداتهم تتقارب من تعاليم الإسلام، مثلًا: غسل اليد قبل الأكل، قول (دعاء) قبل الأكل، قول (دعاء) بعد الأكل، الأدب والاحترام، رعاية الأطفال، النظافة، احترام الوقت، الوفاء بالعهود، بذل الجهد والسعي في العمل والإنتاج؛ لذلك كثير من علماء المسلمين الذين زاروا اليابان قالوا إن عادات اليابانيين متقاربة مع الإسلام، وإننا تركناها وهم أخذوها. نعم ينقصهم الإيمان بالله وحده لا شريك له، والإيمان برسالة محمد – صلى الله عليه وسلم.
أقول هناك إقبال ودخول اليابانيين من الشباب والشابات (الشابات أكثر ما بين ٧٠ و٩٠ في المائة) في الإسلام، وهذا ليس فقط في اليابان، بل هذا الشيء حاصل في العالم، أقل أو أكثر، واليابانيات مهتمات بالإسلام – الحمد لله – ولهن نشاطات إسلامية وعائلية لا بأس بها (بعض الناس ينظرون إلى هذا الشيء نظرة حقيرة)، ولكن أرى أن المرأة إذا أسلمت وأخلصت للإسلام تؤدي دورها في تربية الجيل القادم – إن شاء الله – أنا دائمًا أُشجِّع وأعطي مثالًا في المحاضرات والدروس بخديجة – رضي الله عنها – عندما جاء رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد نزول أول وحي في غار حراء، فكلمات خديجة – رضي الله عنها – لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – محفوظة في الأحاديث الشريفة.
وأقول إن عدد المسلمين قليل، وعلينا أن نبذل جهودنا وسعينا في تعريف الدين الإسلامي، وتعريف كلمة “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”، والله – سبحانه وتعالى – هو الذي يهدي القلوب؛ {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.
المشاركة السادسة.. من: فوزية الجوهري؛ صحفية مغربية مقيمة في كولونيا/ألمانيا، وتتضمن سؤالين (أرقام 8-9):
8 ـ السلام عليكم، هل من نبذة دكتور سليم عن الجالية المسلمة في اليابان؟ وأين تكمن قوة المسلمين هناك؟ وما موقعهم في مجتمعهم؟ أي أين تتركز اهتمامات المسلمين داخل المجتمع الياباني؟ بارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الجالية المسلمة متواجدة في كثير من مدن اليابان؛ منهم اليابانيون الأصليون، ومنهم المقيمون في اليابان، وعندهم إقامة دائمة أو يحملون جنسية يابانية، وأكثر عددهم في طوكيو وحولها؛ مثل سائيتاما، تشيبا، جونما، ومدن أخرى مثل ناجويا، أوساكا، كوبى، ثم نيجاتا، وتوياما، سندائي، وهوكائيدو وأوكيناوا.
وعدد المسلمين قليلٌ مقارنة بعدد سكان اليابان – ١٣٠ مليون نسمة – منهم من يعملون في الجامعات، ومنهم الطلاب، ومنهم العاملون في التجارة، ومنهم العمال، وهكذا، ولكن ليس لهم مقاعد في البرلمان أو في الحكومة.
والمسلمون يحاولون أن يركزوا جهودهم داخل المجتمع الياباني، ولكن – كما شرحت في السؤال السابق – الشعب الياباني يخاف الدين، ويتصور أن الدين يسبب الحروب وغير ذلك.
مثلًا وجَّهت جمعية إسلامية في طوكيو دعوة لليابانيين الذين يسكنون قرب المسجد على إفطار شهر رمضان، فقبلوها بعد تردد، بشرط ألّا يتكلم أحد معهم بخصوص الدين الإسلامي.
إن الدعوة تحتاج إلى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. نسأل الله – سبحانه وتعالى – التوفيق والسداد.
9 ـ بارك الله فيكم دكتور سليم، إذا تجاوزنا موضوع دعوة الآخرين، فإلى أي مدى يحافظ المسلمون في اليابان على هويتهم الإسلامية؟ وما مدى اهتمامهم باللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم؟ وكم عدد مساجدهم؟
الحمد لله، المسلمون بدءوا يدرِّسون أولادهم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام في المساجد بعد المدارس الحكومية أو الإنجليزية، ولكن هذا الجانب يحتاج إلى التركيز.
إن المساجد الكبيرة في اليابان – مثلها في الدول الإسلامية – قليلة، تكاد تُعدُّ على الأصابع، ولكن توجد مصليات (المسلمون أحيانًا يشترون بيتًا أو عمارة دورين أو ثلاثة أدوار ويحولونها إلى مساجد ومصليات) عددها مائة في ملكية المسلمين، وهناك مصليات أخرى صغيرة مؤجرة أيضًا.