مدير مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في بريشتينا لـ”مسلمون حول العالم”:
مدرستنا نموذج رائد للتعليم الديني في منطقة البلقان
ـ مانشيتات الحوار..
ـ مدرستنا الوحيدة التي تدرس المناهج الدينية بجانب المناهج العلمية في كوسوفا.
ـ مدرسة “علاء الدين” هي المؤسسة الوحيدة التي أَبْقَتِ الحياةَ الدينية الإسلامية على قَيْدِ الحياة في كوسوفا.
ـ نحو 95٪ من أئمة مساجد كوسوفا (أكثر من 800 إمام) هم من خريجي مدرستنا.
ـ غطَّت مدرستنا احتياجات نصف مناطق يوغوسلافيا السابقة من الأئمة.
ـ خريجو المدرسة يواصلون دراستهم الجامعية في كافَّة التخصصات داخل كوسوفا وخارجها.
ـ مدرستنا بحاجة إلى عَقد دورات صيفية للغة العربية في الدول العربية كلَّ عام.
ـ فرعا المدرسة بجنوب كوسوفا في حاجة إلى سكن طلَّابي حديث ومعامل وأجهزة حديثة.
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
“مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في العاصمة بريشتينا تعد نموذجًا رائدًا للتعليم الديني في منطقة البلقان… كما أنها المؤسسة الوحيدة التي أَبْقَتِ الحياةَ الدينية الإسلامية على قَيْدِ الحياة في كوسوفا خلال سبعين عامًا متصلة”.
بهذه الكلمات، أوضح الأستاذ “فاضل حساني” مدير مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في بريشتينا، والتي توصف بأنها “أزهر كوسوفا”، الدور الهام المحوري الذي قامت به وماتزال في الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب الألباني داخل وخارج كوسوفا.
جاء ذلك في حوار خاص مع “مسلمون حول العالم”، حول دور مدرسة “علاء الدين” في إحياء التعليم الإسلامي الديني في كوسوفا..
ويعد حوار اليوم بمثابة باكورة لتغطية إعلامية شاملة سوف تتواصل على مدار شهر كامل (أغسطس 2022م) عن واقع الإسلام والمسلمين في كوسوفا، والتي تعد أحدث دولة تظهر على الخريطة السياسية في أوروبا في 18 فبراير 2008م.
وإلى الحوار…
المحور الأول: التعريف الشخصي بضيف الحوار
ـ اعتدنا في حواراتنا مع ضيوفنا الكرام حول العالم على تعريفهم إلى جمهورنا تعريفًا إنسانيًّا واجتماعيًّا وأكاديميًّا ووظيفيًّا.. فهل تكرَّمتم بنبذة تعريفية عنكم؟
ـ اسمي “فاضل حساني”، وُلدت عام 1961م، في بلدية “ميتروفيتسا”، التي تقع في شمال غرب العاصمة بريشتينا.
ـ بعد أن أنهيت مرحلة التعليم الابتدائي في مسقط رأسي، تابعت دراستي الثانوية ولمدة 5 سنوات بمدرسة “علاء الدين” الإسلامية، في بريشتينا، في الفترة من: 1975-1980م.
ـ بعدها سافرت لإكمال تعليمي الجامعي في العراق؛ حيث أكملت دَورة اللغة العربية في “الجامعة المستنصرية”، بالعاصمة بغداد عام 1980/1981م.
ـ ثم واصلت دراستي الجامعية بقسم اللغة العربية، في كلية الآداب، بجامعة بغداد، خلال الفترة: 1981-1985م.
ـ ومنذ تخرجي حتى اليوم أعمل أستاذًا للُّغة العربية في مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية التابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا.
ـ بالإضافة لتدريسي بالمدرسة، عملت لمدة 7 سنوات مساعدًا ومحاضرًا في دورة اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا.
ـ وفي شهر أغسطس من العام 2020م، تم انتخابي مديرًا عامًّا للمدرسة.
ـ وأنهيت كذلك رسالتي للماجستير بكلية الفلسفة، قسم الدراسات الشرقية، في برنامج اللغة العربية، من جامعة “تتوفا” في جمهورية مقدونيا الشمالية. وقد واصلت دراستي لرسالة الدكتوراه أيضًا هناك.
المحور الثاني: التعريف بمدرسة "علاء الدين" الثانوية الإسلامية
ـ نودُّ تقديم نبذة تعريفية عن الصرح التعليمي العظيم مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية!
تأسَّست مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في 1 نوفمبر 1951م، بالعاصمة الكوسوفية “بريشتينا”، ولها فرعان آخران في مدينة “بريزرن” ومدينة “جيلان” في جنوب كوسوفا. ويقدَّر عدد طلاب المدرسة بنحو 800 طالب وطالبة مقسَّمين على 26 فصلًا دراسيًّا، 13 منها للبنين و13 للبنات بالتوازي.
استمرت مدرسة علاء الدين منذ بدايتها، ولمدة 15 سنة، مدرسة متوسطة، ومنذ العام الدراسي 1962/1963م، تحوَّلت إلى مدرسة ثانوية؛ استجابةً لطلب الأهالي.
وقد تأسَّست المدرسة في ظروف صعبة مرَّت على مُسلمي كوسوفا؛ بعد أن أغلق النظام الشيوعي في حقبة يوغسلافيا كافَّة المدراس الدينية، وكذلك جميع كتاتيب الجوامع التي تحفِّظ القرآن الكريم، لدرجة أنه في عام 1947 لم تكن هناك أيُّ مدرسة دينية مفتوحة في مناطق غرب البلقان “يوغسلافيا السابقة”؛ لذا قرَّر أئمةُ كوسوفا -بعدَ ضغوطٍ هائلة متواصلة، ساهمت فيها علاقة يوغسلافيا الجيِّدة بمصر وقتهاـ تأسيسَ مدرسة جديدة لتعليم الأطفال العلومَ الإسلامية. وبالفعل، تم افتتاحها ضمن ملحقات جامع علاء الدين في بريشتينا العاصمة، حيث بدأت بإمكانيات متواضعة وقتها، ولكن صاحبتها عزيمة فولاذية صلبة.
درَّست المدرسة العلوم الدينية والعلمية معًا، فالمنهج الديني وضعه مجلس المشيخة الإسلامية، بينما العلوم العلمية وُضعت بالتعاون مع المدارس الثانوية في كوسوفا، وقام المدرسون بها بتدريس هذا المنهج في مدرسة علاء الدين.
كان التعليم الثانوي في المدرسة بنظام خمس سنوات حتى العام 1983م، ثم أصبح أربع سنوات، وبدءًا من عام 2014م، أصبحت مدَّة الدراسة بالمدرسة ثلاث سنوات فقط؛ تمشِّيًا مع النظام التعليمي الجديد في كوسوفا ودول البلقان المجاورة. والمدرسة منذ إنشائها “داخلية”؛ أي يسكن فيها الطلابُ أثناء الدراسة.
في البداية، ولمدة 46 عامًا، كان يدرس في المدرسة البنون فقط، وكان الطلَّاب من كوسوفا، ومن مناطق يوغسلافيا السابقة، مثل: جمهورية مقدونيا، وإقليمَي السنجق وفويفودينا في صربيا، وجمهورية الجبل الأسود، وأحيانًا من جمهورية كرواتيا، بالإضافة إلى بعض المناطق البوسنية.
ومنذ العام الدراسي 1997/1998، افتُتِحَتْ فصولٌ خاصة بالطالبات، وذلك بمقر المدرسة الرئيسي في العاصمة بريشتينا، وفرعها الثاني في مدينة بريزرن (جنوبًا)، ولاحقًا تم افتتاح فرع ثالث للبنات بمدينة جيلان (جنوب شرق).
ـ وماذا عن أهمية المدرسة بالنسبة إلى مسلمي كوسوفا ومنطقة البلقان؟
اتَّسم دَور المدرسة بأهمية خاصة، لا سيما في كوسوفا، من حيث إعدادها لأئمة غطَّت بهم احتياجات نصف مناطق يوغوسلافيا السابقة كما أشرنا.
ومنذ سقوط الأنظمة الشيوعية في منطقة البلقان في بدايات التسعينيات من القرن الماضي؛ بدأت المدرسة كذلك في تغطية احتياجات دولة ألبانيا المجاورة من الأئمة، وكذلك احتياجات الجاليات الألبانية والبوسنية المهاجرة إلى دول أوربا وأمريكا، التي تعاظمت هجرتها إليها؛ نظرًا للأحداث التي عاشتها المنطقة بأكملها في التسعينيات، فحيثما توجد جاليات ألبانية وبوسنية حول العالم تجد أئمة تخدمها من خريجي مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية.
وفي الوقت الحاضر، يتعاظم دَور مدرسة علاء الدين كذلك؛ نظرًا لعدم تدريس الدين بالمدارس الحكومية في كوسوفا التي تطبِّق النظامَ العلمانيَّ. لذلك، يكون الخيار الأنسب لكثير من الشباب والشابات التوجُّه إلى مدرسة علاء الدين لدراسة المواد الدينية، بجانب المواد العلمية التي تدرَّس في كافة المدارس الحكومية الأخرى.
وحقيقة، عامًا بعد عام، تتزايد أعدادُ الراغبين في الالتحاق بمدرستنا من الطلبة والطالبات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أجرينا هذا العام 2022م مسابقةً لقَبول 288 طالبًا وطالبة، لكنَّ العدد الذي تقدَّم لهذه المسابقة كان ضعف هذا العدد، بالرغم من الشروط والقواعد الصارمة للقَبول بالمدرسة.
وفي الحقيقة، تعدُّ مدرسة علاء الدين الثانوية نموذجًا رائدًا للتعليم الديني في منطقة البلقان؛ وذلك لما تُقدِّمه من برامج ومناهج دراسية عصرية مناسبة للشعوب الألبانية والبوسنية التي تعيش بدول غرب منطقة البلقان. وكما ذكرنا آنفًا، حيثما ذهبت إلى أي مكان توجد فيه جاليات ألبانية وبوسنية حول العالم؛ فستجد أنَّ الأئمة بينهم من خريجي مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية في العاصمة بريشتينا.
المحور الثالث: المناهج الدراسية
ـ ماذا عن المناهج الدينية التي تدرَّس للطلاب في مدرسة علاء الدين؟ وما هو تقييمكم لها؟ هل تفي بتحقيق الغرض منها أم ما زالت تحتاج إلى بعض التطوير؟
المدرسة اليوم مدرسةٌ متقدمة ومدمجة في التعليم قبل الجامعي في جمهورية كوسوفا، تشرف عليها المشيخة الإسلامية ووزارة التربية والتعليم.
والمعلمون مؤهَّلون لتدريس المواد الدينية والعلمية، ويجري تدريبهم باستمرار ضمن برامج مختلفة للتقدم في التدريس، ولاستخدام التكنولوجيا في التعليم وتطوير المناهج الحديثة.
ويتم تطوير مناهج المواد الدينية بالمدرسة باستمرار وَفقًا لمتطلبات العصر، وتحت إشراف المشيخة الإسلامية في كوسوفا.
وهناك تعاون وثيق مع وزارة التربية والتعليم في جمهورية تركيا، ومع إدارة التربية الدينية بها، حيث يتمُّ عَقد دورات تدريبية، وتبادل الخبرات بين المعلمين والطلاب، وفي بعض الأحيان نتعاون كذلك مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو –ICESCO).
المناهج الدراسية لمدرستنا معترَف بها من الأزهر، ولا تتردَّد أيُّ جامعة في الدول العربية أو الإسلامية أو غيرها من دول العالم في قبول طلَّابنا المتخرجين في المدرسة لاستكمال دراستهم الجامعية هناك.
لذلك، تجد طلابنا يواصلون دراستهم، سواء داخل كوسوفا في كلية الدراسات الإسلامية، أو في الجامعات الحكومية والخاصة كذلك في مختلف التخصصات. أيضًا تراهم يواصلون دراستهم في جميع الدول العربية كمصر، وذلك في جامعة الأزهر أو جامعة القاهرة، وكذلك في سوريا والعراق والأردن والسعودية والكويت والإمارات العربية وقطر والسودان وماليزيا وبروناي. كما زاد عدد طلَّابنا في الجامعات التركية في السنوات الأخيرة، وأيضًا واصل طلَّاب آخرون دراستهم الجامعية في بعض الدول الغربية مثل ألمانيا والنمسا والولايات المتحدة.
وتعمل المدرسة وَفقًا للقوانين والتعليمات الإدارية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في جمهورية كوسوفا، ولها وضعها الخاص ولوائحها الداخلية التي أقرَّتها المشيخة الإسلامية الكوسوفية.
هناك تواصل وتعاون وثيق مع المدارس الحكومية الأخرى داخل كوسوفا، حيث تجري مسابقات على مستوى كلِّ محافظة، وكذلك على مستوى الدولة في العلوم المختلفة. كما تتعاون مدرستنا بشكل وثيق مع المدارس الدينية الشقيقة في منطقة البلقان وكذلك خارجها، وتشارك بنشاط في المسابقات المختلفة التي تنظَّم، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
الأنشطة الطلابية عندنا كثيرة لا تتوقف شتاءً أو صيفًا؛ فالطلاب لديهم مجلس طلَّابي، ولديهم لوائحهم الخاصة، ونواديهم الأدبية والعلمية والاجتماعية المختلفة، كما يُصدرون مجلة سنوية بعنوان: “نور القرآن”، حيث تقوم إدارة المدرسة بتحمُّل تكاليف طباعتها.
تشجِّع مدرستُنا الطلَّابَ على سلوك طريق التعلُّم اللامنهجي (خارج مناهج الدراسة)، ونسعى لتطوير برامجه باستمرار، عن طريق عقد دورات خاصة لحفظ القرآن الكريم، ودورات اللغات الأجنبية، وكورسات خاصة ببعض المواد العلمية… وغيرها.
تُحقِّق المدرسةُ الهدفَ المنشود منها والمتمثِّل في الانتقال إلى التعليم العصري، الذي يجمع بين علوم الدين والدنيا، فإلى جانب كونها مدرسةً دينية إسلامية، هي أيضًا مدرسة ثانوية علمية معترَف بها من الدولة؛ لذلك فإن طلاب المدرسة متاح لهم استكمال دراستهم في مختلف التخصصات بكافة الجامعات في كوسوفا وخارجها.
وبالرغم من كوننا في الوقت الحالي أكثر المدارس المرغوبة في البلاد؛ فإننا نعتقد أن مناهجنا الدراسية -خاصة الدينية التي تقوم على إعدادها المشيخة الإسلامية- تحتاج دومًا إلى المراجعة والتطوير.
على سبيل المثال، يتم تدريس بعض المواد الدينية بشكل مبسط جدًّا قبل الْتحاق الطلاب بالمدرسة الثانوية؛ وذلك من خلال تأسيس بعض المدارس للمرحلة الإعدادية/المتوسطة (الفصول: 6-9) في بعض المدن الرئيسية، ويكون لديها مناهج دينية مبسَّطة بجانب المناهج العلمية الحكومية الرسمية. وبذلك عندما يلتحق الطلاب من خريجي المدارس الإعدادية بمدرسة علاء الدين الثانوية يكونون مؤهَّلين بشكل أفضل لتلقِّي العلوم الدينية واللغة العربية.
المحور الرابع: الكوادر التعليمية
ـ وماذا عن الكوادر التعليمية للمناهج الإسلامية في مدرسة علاء الدين؟
الكوادر التعليمية للمناهج الإسلامية بمدرسة علاء الدين مؤهَّلون تمامًا؛ فجميعهم حاصلون على درجة البكالوريوس من الجامعات الإسلامية بالدول العربية الإسلامية، ثم مادة التخصص التي يقوم بتدريسها مُعلِّم حاصل على الماجستير أو الدكتوراه؛ فتدريس المناهج الدينية بالمدرسة يتطلَّب إنهاء كلية شرعية؛ بينما تدريس مادة بعينها من المواد الدينية يتطلَّب الحصول على درجة الماجستير فيها… وهكذا.
ليس هذا فحسب؛ فهناك تدريب مستمر في مناهج التدريس، سواء في برامج تشرف عليها المشيخة الإسلامية، في برامج تدريبية مع بلدان صديقة نتعاون معها في تطوير التعليم الديني، وكلُّ هذا يمثِّل المستوى الأدنى المطلوب من كلِّ أستاذ وأستاذة لتدريس المناهج الدينية بالمدرسة.
أمَّا المناهج العلمية فهذا منخرط في برامج تدريبية كذلك، تُشرف عليها وزارة التربية والتعليم الحكومية في كوسوفا.
المحور الخامس: العقبات والتحديات
ـ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في مجال التعليم الإسلامي؟
العوائق والتحديات كثيرة ومختلفة؛ فلنذكر بعضًا منها:
1 ـ عدم كفاية دعم الدولة للتعليم الديني في البلاد، وفتح مدارس دينية أخرى، على الرغم من أنَّ المدرسة تتمتَّع بدعم كبير؛ لكن بهذا القدر فقط.
2 ـ عدم وجود مواد دينية في المدارس العلمانية؛ لأنه نظام يمنع تدريس الدين في المدارس الحكومية الرسمية.
3 ـ مدرستنا هي المدرسة الوحيدة التي لديها مناهج دينية إسلامية في كوسوفا منذ 70 عامًا؛ وهذا يمثِّل عبئًا كبيرًا علينا.
4 ـ عدم كفاية الإمكانيات والأدوات المادية، وكذلك الدعم المالي غير الكافي.
5 ـ عدم كفاية المختبرات والأجهزة المطلوبة للقاعات وغيرها للمواد العلمية والطبيعية، وعدم وجودها خاصَّة في قسم الطالبات.
6 ـ عدم وجود مهاجع تُلبِّي شروط السكن في فرعَي المدرسة بمدينة بريزرن ومدينة جيلان؛ لأنَّ الطلاب الذين يحضرون الدروس هم أيضًا من مدن أخرى.
المحور السادس: الإنجازات والنجاحات
ـ بلغة الأرقام والتحليل والتقييم… ما أبرز الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم الإسلامي من خلال تجربة مدرسة علاء الدين الثانوية الإسلامية؟
ـ منذ التأسيس في عام 1951م، لم تزل مدرسة علاء الدين هي المؤسسة الوحيدة التي أَبْقَتِ الحياةَ الدينية الإسلامية على قَيْدِ الحياة في كوسوفا، وخارجها في منطقة البلقان.
ـ ولمدة 50 عامًا متتالية، كانت مهمَّة مدرسة علاء الدين تخريج أئمة يخدمون في كافة مساجد كوسوفا، بينما في العقدَيْنِ الأخيرين أصبح يشترط على كل إمام كي يقوم بهذه المهمة أن يُكمل دراسته الجامعية ويحصل على درجة البكالوريوس. والآن نحو 95٪ من أئمة مساجد كوسوفا (أكثر من 800 إمام) هم من خريجي مدرستنا، وعدد كبير منهم الآن قد حصل على درجة الدكتوراه في تخصصه.
ـ في مدرستنا تخرَّجت الكوادر العلمية التي أسَّست مدارس إسلامية دينية في دول البلقان، أو أعادت فتحها بعد أن أغلقتها السلطات الشيوعية، مثل مدرسة “عيسى بك” في أسكوبيا بمقدونيا مع فروعها، ومدرسة توز في جمهورية الجبل الأسود، ومدرسة إقليم برشيفا في جنوب صربيا. بينما تأسست مدرسة عاصمة إقليم السنجق “نوفي بازار” بجنوب صربيا، في مدرستنا ببريشتينا.
ـ لذا، تُعَدُّ مدرسة علاء الدين بمنزلة زعيم التعليم الديني في يوغوسلافيا السابقة، جنبًا إلى جنب مع مدرسة “غازي خسرو بك” في سراييفو عاصمة البوسنة. وعلى سبيل المثال لا الحصر: مفتي جمهورية شمال مقدونيا الحالي، ومفتي صربيا الحالي، وغيرهما هم من خريجي مدرستنا.
ـ فاز طلبة وطالبات مدرستنا في العديد من المسابقات المحلية والإقليمية والدولية في التلاوات القرآنية، وفن التمثيل والرسم، والأناشيد، وفي حفظ الأربعين النووية للإمام النووي… إلخ.
ـ للمدرسة دَور وطني تاريخي؛ فقد كانت مركز المقاومة الدينية والوطنية في التسعينيات من القرن الماضي، عندما قمع النظام الصربيُّ حقوقَ الألبان. وقد استُشهد ما لا يقلُّ عن 37 طالبًا وخريجًا في المدرسة من أجل حرية البلاد، وكان عدد كبير من طلبة المدرسة ضمن جنود جيش تحرير كوسوفا.
ـ وبانتهاء العام الدراسي الحالي 2021/2022م، يكون إجمالي مَن تخرج في مدرسة علاء الدين (5249) طالبًا وطالبة.
المحور السابع: التواصل والتعاون
ـ ماذا عن التنسيق بينكم وبين المؤسسات التعليمية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي؟
ـ على المستوى المحلي في كوسوفا: لدينا تعاون وثيق مع جميع المدارس الثانوية في المحافظات الثلاث التي توجد بها المدرسة وفروعها، وننظِّم أنشطةً ثقافية وتعليمية مشتركة مع المدارس الأخرى الحكومية والخاصة. كما أنَّ هناك برامج تدريبية، سواء للمعلمين أو للطلاب مع العديد من المؤسسات والجامعات.
ـ على المستوى الإقليمي: يجري التَّنسيق بيننا وبين المدارس الإسلامية الشقيقة في منطقة البلقان، لكن هناك حاجة إلى زيادة هذا التعاون، ولا سيَّما مع المدارس الإسلامية في كلٍّ من بلغاريا وألبانيا.
ـ على المستوى الدولي: نتعاون فقط مع مدارس (الإمام الخطيب) والمؤسسات التركية. وللأسف، التعاون مع إخواننا في الدول العربية غائب تمامًا، فهم لا يقدِّمون أي تبادل للخبرات أو التعاون في البرامج المختلفة، خاصة أننا بحاجة إلى التعاون في تدريس اللغة العربية مع أساتذة مشاركين، مثلما يحدث مع سفارات الدول الغربية فيما يتعلق بلغاتها. فعلًا، إننا بحاجة إلى عقد بعض الدورات الصيفية للغة العربية في الدول العربية كلَّ عام، وهذا لم يحدث أبدًا.
المحور الثامن: التوصيات المستقبلية
ـ ماذا عن رؤيتكم المستقبلية لتطوير التعليم الإسلامي فيما يتعلق بالمعلمين والمناهج الدراسية؟
المقترحات الخاصة بتطوير التعليم الديني في مدرسة علاء الدين، هي كالآتي:
ـ أولًا: يجب أن يكون التدريب والتطوير المستمر للمعلمين من قِبَل خبراء في هذا المجال حقيقيًّا، وليس مجرد وعود فارغة كما هو الحال حتى الآن؛ باستثناء منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو – ICESCO)، وتركيا التي أثبتت استعدادها للتعاون معنا في هذا المجال.
ـ ثانيًا: مناهج تدريس اللغة العربية وتعلُّمها تعدُّ مشكلةً وتحديًا مستمرًّا بالنسبة إلى مدرستنا، حيث يجب تزويد كتب اللغة العربية “العربية الميسرة” وتوفير أحدث طبعة من دار نشر غرناطة، مقرها في باريس، أو “سلسلة اللسان” من الإمارات العربية؛ لأننا نحتاج إلى مناهج أنسب وأشمل لمدرستنا.
ـ روابط ذات صلة:
ـ صفحة كوسوفا على موقع “مسلمون حول العالم”: ( اضغط هنا ).
ـ روابط خارجية:
ـ الموقع الالكتروني لمدرسة “علاء الدين” الثانوية في بريشتينا: ( اضغط هنا ).
ـ صفحة فيسبوك مدرسة “علاء الدين” الثانوية في بريشتينا: ( اضغط هنا ).
ـ قناة اليوتيوب لمدرسة “علاء الدين” الثانوية في بريشتينا: ( اضغط هنا ).
ـ صفحة فيسبوك للأستاذ فاضل حساني مدير مدرسة “علاء الدين”: ( اضغط هنا ).
ـ قناة اليوتيوب للمشيخة الإسلامية في كوسوفا: ( اضغط هنا ).