مسلمون حول العالم ـ خاص ـ حوار: هاني صلاح
“أكبر التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في بلغاريا، تتمثل في الحجاب؛ حيث لا يسمح لها بالدراسة أو العمل وهي محجبة”..
بهذه الكلمات، وفي حوار خاص مع “مسلمون حول العالم”، ألقت “زليخة حجي”، الداعية والمعلمة في قرية “كرايشت” في جنوب غرب بلغاريا، الضوء على أكبر عائق يحدُّ من دور المرأة المسلمة في المجتمع البلغاري بشكل كبير.
وإلى الحوار..
ـ هل من تعريف بكم؟
ـ “زليخة حجي” تخرجت في جامعة العلوم الإسلامية العالمية، تخصص أصول فقه، بالأردن، سنة 2012م.
ـ أعمل داعية ومعلمة في قريتي -واسمها “كرايشت” في جنوب غرب بلغاريا- حيث يوجد في قريتنا ٣ مساجد، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.
ـ أقوم بتدريس حوالي ٥٦ طفلًا وطفلة القرآن الكريم وأركان الإسلام، كما أقوم بتحفيظ القرآن الكريم في مدرسة القرآن بقريتنا.
كيف بدأتم بالتفكير في الدعوة والتعليم في بلغاريا؟
ـ غالبية مسلمي بلغاريا ليس لديهم المعلومات الأساسية عن الدين الإسلامي، وما يعرفونه فقط هو ما سمعوه من آبائهم وأجدادهم؛ نظرًا للفترة الطويلة التي عاشوها في ظل الحكم الشيوعي على مدار القرن العشرين، حيث منعهم من تعلم دينهم أو ممارسة شعائرهم؛ وهذا ما دفعني للتخصص في الشريعة الإسلامية والتفرغ للدعوة والتعليم في بلغاريا، وأرى أن هذا واجب وفرض علينا نحن الذين سنحت لنا فرصة تعلم الإسلام بشكل صحيح وسليم كامل.
ماذا عن أولوياتكم في العمل الدعوي والتعليمي؟
في عملي الدعوي والتعليمي الإسلامي أقوم بالتدريس لشريحتين، والأولوية تختلف مع كل شريحة، كالتالي:
1 ـ على مستوى تعليم الأطفال:
نقوم بتعليمهم مبادئ الإسلام في أجواء جميلة محببة لهم، لكن لأن هدفنا تعليمهم التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم؛ تتمثل الأولوية الأولى لي في تعليم الأطفال مخارج الحروف بشكل صحيح وسليم حتى يستطيعوا تلاوة القرآن الكريم وحفظ ما تيسر من سوره، وهو أمر شاق بعض الشيء؛ لأن حروف اللغة العربية تختلف عن حروف اللغة البلغارية.
2 ـ على مستوى الدعوة وسط النساء:
بجانب شرح أساسيات الإسلام، نركز على توضيح أن الحجاب هو “فرض”، وليس “عادة” باقية من تراث الأجداد؛ حيث يظن البعض ذلك.
ـ ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في بلغاريا؟
أكبر التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في بلغاريا، تتمثل في الحجاب؛ حيث لا يسمح لها بالدراسة أو العمل وهي محجبة. كما أنه لا يسمح لها بوضع صورة على جوار سفرها بالحجاب، وهو الأمر الذي يحدُّ من دور المرأة المسلمة في المجتمع البلغاري بشكل كبير.
ـ هل من نجاحات تحققت حتى اليوم في عملكم الدعوي؟
النجاحات التي حققتها المرأة المسلمة في أنشطتها الدعوية والتعليمية في بلغاريا ملموسة، على سبيل المثال:
ـ اليوم نجد أعداد الفتيات اللاتي يتعلمن مبادئ الإسلام في زيادة كبيرة متواصلة في جميع مساجد المسلمين في أنحاء بلغاريا.
ـ وهناك عدد من الفتيات اللاتي تعلَّمن في المسجد يرغبن في مواصلة دراستهن الجامعية في تخصص الشريعة الإسلامية، سواء في بلغاريا أو الدول العربية والإسلامية، ثم يعدن ويقمن بالتدريس للأطفال الصغار، وكذلك للنساء الكبار، وهذا شيء مفرح وسارّ بالنسبة للمجتمع المسلم في بلغاريا.
ـ هل من توصيات مستقبلية لتحقيق أداء أفضل للمرأة المسلمة في دورها الدعوي والتعليمي في بلغاريا؟
ـ هناك توصيتان أنصح بهما:
ـ أولًا: يجب ألا نفقد الرغبة في التعليم والشرح رغم الصعوبات التي نواجهها يوميًا.
ـ ثانيًا: النجاحات والإنجازات لا تتحقق بسهولة؛ لذا علينا أن نبذل الكثير من الوقت والجهد والتعب، ثم نواصل ونستمر ونصبر، ونواجه الصعوبات ونتعامل مع التحديات، وبالتأكيد سوف تتحقق أهدافنا من العمل المتمثلة في تعليم مبادئ الإسلام للأطفال والكبار في بلغاريا.