
حكايات من تاريخ المسلمين في اليابان
ـ مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ هاني صلاح
يواصل الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة تسليط الضوء على تاريخ وواقع مسلمي اليابان عبر منشوراته على “فيسبوك”، حيث يروي قصصًا ملهمة عن شخصيات أثرت في المجتمع الإسلامي هناك. وفي هذا الشهر المبارك، خصص منشوراته لسرد حكايات عن رموز إسلامية بارزة. ونظرًا لأهمية محتواه المعرفي، يعيد موقع “مسلمون حول العالم” نشر بعض مقالاته ضمن قسم “تغريدات”، ليصل هذا التاريخ الغني إلى شريحة أوسع من القرّاء.
والحكاية الخامسة من سلسلة “حكايات من تاريخ المسلمين في اليابان”، تسلط الضوء على جهود ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، من خلال رحلة الحاج عمر ميتا والمهندس عبد الرشيد أرشد، حيث اجتمعا في مكة المكرمة لاستكمال هذا العمل الجليل. وبينما كانا في طريقهما لأداء العمرة، وقع حادث أودى بحياة المهندس عبد الرشيد، لكنه ترك بصمة خالدة في خدمة كتاب الله. إنها قصة إخلاص وتضحية، تعكس صدق الرجال الذين حملوا راية البيان، ليصل نور القرآن إلى آفاق جديدة.
“حكايات من تاريخ المسلمين في اليابان”.. (الحكاية:5 من 5)
ـ بقلم: الأكاديمي المصري الدكتور سيد شرارة ـ اليابان
الحكاية 5 من 5: الحاج عمر ميتا (الياباني) والمهندس عبد الرشيد أرشد (الباكستاني) يجتمعان في مكة المكرمة
ـ أما قبل:
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]
جاءت هذه الآية الكريمة في خاطري حين بدأتُ كتابة هذه الحكاية، وهي خاتمة الحكايات الخمس التي تروي قصة المسلم الياباني الذي قام بترجمة معاني القرآن إلى اللغة اليابانية. وحين تأملتها والحكاية، أظنك، قارئ هذه الكلمات، حين تصل إلى خاتمة الحكاية، ستردد معي: صدق الله العظيم
سبحانه مالك الملك.. يُدَبِّرُ الْأَمْرَ.. أما بعد..
فقد وصل الشيخ السبعيني الحاج عمر ميتا إلى مكة المكرمة بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، بناءً على مراسلة الدكتور صالح السامرائي إلى المهندس عبد الرشيد أرشد، ليستكمل ما بدأه في اليابان من ترجمة معاني القرآن الكريم، هنا في أرض مهبط الوحي، حيث تنزل القرآن العظيم.
وفي جوار الكعبة المشرفة، استمع الحاج عمر ميتا إلى الحافظ المهندس عبد الرشيد أرشد، وهو يشرح معاني القرآن الكريم كلمةً كلمةً يومياً بعد صلاة الفجر، منذ ديسمبر عام ١٩٦٣م ولمدة عامين.
كانت هذه مرحلة وسط في رحلة هذه الترجمة المباركة، سبقتها مراحل وتبعتها أُخر، منذ عام ١٩٦٠م وحتى العام ١٩٨٢م، حيث النسخة التي بين يدي الآن، وهي منقحة ومدققة عن النسخة الأصلية الصادرة عام ١٩٧٢م، شارك فيها علماء من اليابان والعالم الإسلامي. ومن الأسماء الواردة في النسخة التي بيدي: المهندس عبد الرشيد أرشد (باكستاني)، والدكتور صالح السامرائي (عراقي)، وفي النسخة المنقحة الدكتور علي حسن السمني (مصري) رحمهم الله جميعًا.
وفي الصور، كلمة رابطة العالم الإسلامي وترجمتها اليابانية، وكلمة جمعية مسلمي اليابان، وبيان العمل المنجز في النسخة المحققة، وصولاً إلى مقدمة المؤلف الأصلية، وافتتاحية عن القرآن الكريم موجهة لمن يقرأ القرآن الكريم لأول مرة، وفيها فوائد جمة. أدعو الباحثين والمختصين إلى ترجمتها إلى اللغة العربية، ودراستها، واستخراج فوائدها، ونشرها!
ضُمِّنت الصور أيضًا ترجمة معاني سورتي الفاتحة (الحمد لله رب العالمين) والإخلاص (قل هو الله أحد).
وبين مكة المكرمة والمدينة المنورة، كان الحاج عمر والمهندس عبد الرشيد، وفي صحبتهم الحاج مصطفى كومورا بملابس الإحرام، متوجهين إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، فوقع حادث، توفي على أثره المهندس عبد الرشيد أرشد بعدما أدى واجب البيان وخدمة كتاب الله، قدر ما أراده الله. ونجا من الحادث الحاج عمر ميتا والحاج مصطفى كومورا، ليستكملا ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية. رحمهم الله جميعًا، وتقبل منهم اجتهادهم وسعيهم وريادتهم وحملهم الراية بصدق وأمانة، ولا نزكيهم على الله، والحمد لله رب العالمين.
وأختتم بما بدأت: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} {الأحزاب: 23 }، صدق الله العظيم..
سبحانه مالك الملك.. يُدَبِّرُ الْأَمْرَ.. والحمد لله رب العالمين..
ـ المراجع:
ـ ترجمة معاني القرآن الكريم الي اللغة اليابانية الطبعة الثانية ١٩٨٢ : الحاج عمر ميتا.
ـ بالإضافة الي مراجع باقي الحكايات.
ـ تابع الحكايات على صفحة الكاتب: ( اضغط هنا ).
وكذلك تحت هذا الهاشتاج: ( #حكايات_من_تاريخ_المسلمين_في_اليابان ).