
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
نظّم قسم المرأة التابع لمجلس المشيخة الإسلامية في العاصمة الكوسوفية بريشتينا، برئاسة المعلمة قدرية دراجوشا-آديمي، برنامجًا متنوعًا ضمن الأنشطة الرمضانية، جمع المصلين في أجواء إيمانية مميزة داخل مسجد السلطان محمد الفاتح.
تميز البرنامج بإتمام ختمة جماعية للقرآن الكريم، حيث اجتمعت معلمات بريشتينا مع جمهورهنّ لقراءة القرآن الكريم كاملًا، ليختتم هذا العمل المبارك بدعاء الختمة، في لحظة مفعمة بالخشوع والرضا الروحي.
افتُتح البرنامج بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت المعلمة إليف كيرا، تلتها كلمة ترحيبية ألقتها قدرية دراغوشا-آديمي ممثلةً لمعلمات بريشتينا. أما المحاضرة الرئيسية، فقدمتها الدكتورة فلورنتينا ترمكولي، حيث تحدثت عن فضائل العشر الأواخر من رمضان، مشددةً على أهمية اغتنام هذه الأيام المباركة والتوجه بالدعاء والتقرب إلى الله، خاصة في ليلة القدر.
كما ألقت السيدة زينب ألبيراك، ممثلة عن مكتب رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت)، كلمة أشادت فيها بالجهود الكبيرة التي تبذلها معلمات القرآن الكريم في بريشتينا.
وقد أضفت التكبيرات، الصلوات على النبي، والأناشيد الإسلامية طابعًا روحانيًا عميقًا على البرنامج، الذي شهد حضورًا كبيرًا من النساء والفتيات.
وفي ختام هذا اللقاء الإيماني، رُفعت دعوات ختم القرآن الكريم، سائلين الله تعالى قبول التلاوة والمناجاة، ليكون هذا البرنامج مسك ختام لجهد متواصل في شهر الرحمة والمغفرة.
يشار إلى أن المرأة المسلمة في دولة كوسوفا تعد عنصرًا مهمًا في بناء المجتمع، حيث تساهم في كافة مناحي الحياة سواء كانت في الأسرة أو في مجال العمل أو النشاطات الاجتماعية. ومنذ انتهاء الحرب في التسعينات، بدأت كوسوفا تشهد تطورًا ملحوظًا في العديد من المجالات، وكان للمرأة دور أساسي في هذا التغيير.
وفي هذا السياق، كان للمشيخة الإسلامية في كوسوفا دور بارز في تعزيز وتطوير دور المرأة المسلمة في المجتمع، حيث تأسس “قسم المرأة” بالمشيخة الإسلامية عام 2005م بهدف النهوض بالحياة الدينية للمرأة في كوسوفا، ويعد هذا القسم بمثابة ركيزة أساسية لتعليم وتوجيه النساء في جميع أنحاء كوسوفا.
والقسم ليس فقط بتعليم الدين الإسلامي بل يمتد إلى تنظيم أنشطة ثقافية، اجتماعية، وخيرية، تشمل تنظيم ورش العمل، الدورات التدريبية، الندوات الثقافية، وكذلك المشاركة في الاحتفالات الدينية والوطنية. تسعى المشيخة الإسلامية إلى فتح المجال أمام النساء لتكون جزءًا فعالًا في المجتمع من خلال تقديم فرص التعلم والتطوير.