مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

مشيخة كوسوفا تحيى ذكرى أول من ترجم معاني القرآن الكريم للغة الألبانية

الشيخ محرم بلاكتشوريت (1894-1968) المولود في مدينة بيا بجنوب غرب كوسوفا

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

هذا الأسبوع أحيت كوسوفا ذكرى أول عالم ديني بدأ بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية؛ فقد نظمت رئاسة المشيخة الإسلامية في كوسوفا طاولة مستديرة علمية حول شحصية ودور وأعمال العالم الديني والناشط في مجالات التربية الإسلامية الشيخ محرم بلاكتشوريت (1894-1968)، والمولود في مدينة بيا بجنوب غرب كوسوفا.

الطاولة العلمية المستديرة، والتي نظمت في صالة اجتماعات رئاسة المشيخة الإسلامية في العاصمة بريشتينا، وحضرها عدد من أبناء وأحفاد الشيخ محرم بلاكتشوريت بجانب الباحثين والأئمة، أكدت على أهمية تراث الشيخ محرم والحفاظ عليه وثمنت دوره التعليمي والتربوي والعلمي واللغوي في فترة تعد من أصعب الفترات التي مرت على الشعب الألباني سواء في كوسوفا أو دولة ألبانيا الحالية.

أعماله ومؤلفاته

يذكر بأن الشيخ محرم يعد أول من بدأ يخوض ميدان ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية كأجزاء من سوره، وله مساهمة ودور رئيسي في تأليف أهم كتاب ديني ألباني في القرن العشرين وهو كتاب “علم الحال”، والتي تضمن أهم أركان وأسس الإسلامية في العقيدة والعبادات والأخلاق. كما ألف قاموس ألباني عربي ويعد الأول في هذا المجال، وكان يجيد ثلاث لغات بجانب لغته الأم الألبانية وهى العربية والعثمانية والفارسية.

من جانبه أكد مفتي كوسوفا الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، على عزمه الاعتناء الشخصي بأعمال الشيخ محرم وذلك بجانب رعاية المشيخة الإسلامية لأعماله وطباعتها والحفاظ عليها.

إحياء تراث علماء كوسوفا

يذكر بأن المشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا قد اعتادت على طبع كافة أبحاث الموائد العلمية المستديرة التي تنظمها عن أعمال الشخصيات الدينية السابقة في سعي منها لإحياء تراث علماء كوسوفا الراحلين والحفاظ عليها وتعريف الأجيال الناشئة بها وبدورهم التاريخي في الحفاظ على هذا الدين في أصعب الفترات التي مرت على هذا الشعب منذ اعتناقه الإسلام قبل عدة قرون.

التجربة الكوسوفية في توثيق تراث علمائهم

يذكر بأن التجربة الكوسوفية في توثيق حياة علمائهم وإنتاجهم العلمي والفكري بدأت بعد رحيل الصرب بـ8 سنوات ـ في نفس العام من إعلان كوسوفا لاستقلالها من جانب واحد عن صربيا في 17 فبراير من العام 2008 ـ وشاءت لي الأقدار أن أحضر أولى خطواتها وأعيش تفاصيلها بشكل مباشر.

فقد بدأت المشيخة الإسلامية في كوسوفا قبل 15 عاماً وتحديدًا في عام 2008، في تنظيم “مؤتمرات علمية”، حيث تعلن قبلها عن إجراء مسابقة بحثية تتناول كافة الجوانب العلمية والفكرية والدعوية لأحد العلماء التاريخيين في العصر الحديث.

ويقدم الباحثون أوراقهم قبل المؤتمر حيث يتم مراجعتها وقبولها؛ ثم يحضرون المؤتمر الذي يكون على شكل طاولة مستديرة يشهدها المتخصصين والمهتمين كذلك ويستمعون للمتحدثين حيث يعرض كل باحث ورقته بشكل مختصر.

وبعد انتهاء المؤتمر يتم تجميع هذه الأبحاث وإعدادها للنشر في إصدار مطبوع على شكل كتاب كبير، يتاح للبيع عبر دار نشر “المعرفة الإسلامية” التابعة للمشيخة الإسلامية في العاصمة بريشتينا.

حراك ثقافي علمي واسع

بهذا الأسلوب من الأنشطة العلمية والأبحاث والإصدارات يحدث حراك ثقافي علمي واسع على مدار عام كامل حول شخصية هذا المؤتمر السنوي الدوري، وبانتهاء هذا الحراك يتم تقديم قدوات علمية محلية وتراثها العلمي والفكري للأجيال الجديدة الناشئة والتي لم تراهم أو تسمع منهم ولكن تستطيع مطالعة هذه الأبحاث والتعرف على مختلف جوانبها الإنسانية والعلمية والدعوية والاجتماعية..

التوثيق العلمي.. سمة أهل كوسوفا

يذكر بأن سمة المجتمع العلمي الكوسوفي بما في ذلك كوادر المشيخة الإسلامية تشتهر بالتوثيق العلمي سواء للعلوم أو الأحداث أو القضايا المعاصرة، وتصدر هذه التوثيقات العلمية في كتب ومجلدات تملء الفراغ الذي سببته حقبة الاحتلال الصربي لكوسوف (1913-1999) والتي سعت خلالها لتدمير التراث والهوية الإسلامية لشعب كوسوفا الألباني المسلم بما في ذلك حرق المكتبات والكتب الدينية القديمة.

التخطي إلى شريط الأدوات