مسلمون حول العالم ـ متابعات
بقلم/ الدكتور أمين القاسم ـ الباحث في تاريخ المنطقة
“آق مسجد”.. جامع أثري تاريخي، أعطى اسمه لمدينته التي تأسست قبل أكثر من خمسة قرون، وأصبح أهم جوامعها وأبرز معالمها، ومصدر اعتزاز شعبها المسلم من تتار شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب أوكرانيا.. فما هى قصة منارتنا اليوم؟
“المسجد الأبيض”
تأسست مدينة “آق مسجد” ـ أي مدينة “المسجد الأبيض”، وتعرف اليوم باسم “سيمفروبل”، وهى عاصمة شبه جزيرة القرم وتقع في وسطها ـ في فترة حكم الخانية القرمية، وذلك بداية القرن السادس عشر الميلادي، وأخذت هذه المدينة اسمها من الجامع الكبير فيها الذي سُمي”آق مسجد”.
بني المسجد الجامع “آق مسجد” عام 1502م على أرض من إهداء الخان القرمي “منكلي كراي الأول” (1445- 1515م)، وأصبح أهم مساجد المدينة، وقد خضع المسجد خلال قرون لعدة عمليات إعادة بناء وترميم، وتعرّض لحريق كبير في العام 1736م عندما حاولت القوات الروسية إحتلال القرم.
الغلق لسبع عقود
أغلق الشيوعيون “آق مسجد” عام 1922م، وتحول إلى ناد لعمال سكك الحديد، ثم هُدّمت مئذنته، وبعد تهجير شعب تتار القرم قسريا عام 1944م عن وطنه حوّل المسجد إلى مستودع ثم إلى مركز لتعليم حرفة النجارة، ليستعيده المسلمون عام 1989م.
وقد أقيمت أول صلاة جمعة على أنقاض هذا المسجد عام 1990، ثم خضع المبنى لترميم وصيانة مستمرة منذ العام 1991م.
يقع المسجد الجامع أو الجامع الكبير في وسط عاصمة القرم، وله قبة ومنارة واحدة، ومساحة أرض المسجد الحالية حوالي نصف هكتار، وفيه مقر الإدارة الدينية لمسلمي القرم، ويعد الجامع الكبير مَعلم ومصدر اعتزاز لشعب تتار القرم.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10218789838689668&id=1611567851