مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
تستعد دار الإفتاء في محافظة كرويا، شمال العاصمة الألبانية تيرانا، لاستقبال شهر رمضان المبارك بنشاط مكثف وغير مسبوق، يشمل برامج دعوية وتعليمية يومية في مختلف مساجد المحافظة والقرى التابعة لها.
وتعد كرويا من أكثر المدن الألبانية نشاطًا، حيث تشهد نهضة إسلامية واضحة تتمثل في ازدياد عدد المساجد، وتوسّع دور الأئمة، وانخراط دار الإفتاء بقيادة فضيلة الشيخ أرمير جانا في تنظيم فعاليات متنوعة تشمل الأنشطة الدينية والعلمية، إلى جانب برامج ثقافية وترفيهية ورياضية، مما عزز دور المساجد في المجتمع المحلي بشكل ملحوظ.
كرويا.. مدينة التاريخ والمكانة الدينية المتنامية
تُعد كرويا واحدة من أهم المدن التاريخية في ألبانيا، حيث كانت العاصمة الأولى للبلاد خلال العصور الوسطى. وتتميز بموقعها الجبلي الخلاب شمال تيرانا، مما يجعلها وجهة سياحية بارزة بفضل معالمها التاريخية، مثل قلعة كرويا إضافة إلى البازار الأثري العثماني القديم الذي يعكس تراث المنطقة.
إلى جانب إرثها التاريخي، شهدت كرويا، في السنوات الأخيرة، نهضة إسلامية ملحوظة، حيث ازداد عدد المساجد وتوسعت الأنشطة الدينية والتعليمية تحت إشراف دار الإفتاء، مما جعلها مركزًا دينيًا بارزًا بعد العاصمة. تسهم هذه النهضة في تعزيز الهوية الإسلامية للمدينة، حيث أصبحت المساجد تلعب دورًا متزايدًا في نشر التعليم الديني وتنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية.
سلسلة الأمسيات الرمضانية في كرويا
تواصل دار الإفتاء في كرويا تنظيم سلسلة من الأمسيات الرمضانية التي تهدف إلى تعزيز الروحانية وتفعيل النشاط الديني في المجتمع الألباني استعدادًا لشهر رمضان المبارك. تأتي هذه الأمسيات تحت شعار “رمضان – طريق التقوى”، حيث شهدت مختلف مساجد كرويا والقرى التابعة لها فعاليات دينية توعوية بمشاركة نخبة من الأئمة والدعاة.
انطلاقة بمسجد أراميراس بمدينة فوش كرويا
انطلقت السلسلة في مسجد أراميراس في مدينة فوش كرويا، وركزت في بداياتها على الفوائد الصحية من الصوم مع أهمية الاستعداد اللائق لهذ الشهر الكريم؛ واستضاف الشيخ دريتان رحماني، إمام المسجد، في الأمسية الدينية، الضيفين، الدكتور الحافظ ساري فوشا، والدكتور محمد هوجا.
تناولت الأمسية أهمية شهر رمضان في تعزيز التقوى والروحانية، مع التركيز على أهمية الاستعداد النفسي والروحي لهذا الشهر الكريم. كما تناولت الجوانب الصحية للصوم. وكانت هذه الأمسية بمثابة انطلاقة قوية للسلسلة، حيث أسهمت في تعزيز فهم الحضور لضرورة الاستفادة القصوى من أيام رمضان.
مسجد قرية بودول
في نفس الليلة؛ نظم مسجد بودول، أمسية دينية بمشاركة الشيخ أرمير جانا، مفتي المحافظة، والشيخ الدكتور إيرفان توتا، بالإضافة إلى إمام المسجد الشيخ شمس جيرديتسي؛ حيث تناولت الأمسية موضوع التوبة والاستغفار كطريق رئيسي للتهيؤ لشهر رمضان. كما شملت المحاضرات الثلاث نصائح حول كيفية تحقيق النية الصافية والعمل على الطهارة النفسية استعدادًا للعبادة في الشهر الكريم.
مسجد مدينة فوش كرويا
تواصلت الأمسيات بشكل يومي؛ حيث استضاف في 8 فبراير، الشيخ محرم فرانا، مسجد فوش كرويا، الطبيبين الدكتور ساري والدكتور هوجا؛ وقدما نصائحهما لرواد المسجد الحاضرين حول فوائد الصوم وكيف الاستفادة منه؛ كما تطرق الشيخ فرانا إلى أهمية الاستعداد لهذا الشهر العظيم.
مسجد فرية تشريك – سلسلة متواصلة
وفي إحدى فعاليات سلسلة “رمضان – طريق التقوى”، نظم مسجد تشريك أمسية دينية تحت إشراف إمام المسجد، الشيخ ليديو موكا، حيث استمع الحاضرون إلى محاضرتين قيّمتين قدمهما الشيخ ليديو موكا، والشيخ جنتيان نيلا. ركزت اللقاءات على أهمية التوبة وتجديد الإيمان كخطوة أساسية لاستقبال رمضان بروح متجددة، مما ساهم في ترسيخ قيم التقوى داخل المجتمع.
جدير بالذكر أن هذا المسجد انطلق بعدها في سلسلة أمسيات دينية شبه يومية واستضاف خلالها العديد من الأئمة والدعاة وتناولت مختلف الموضوعات التي تهم المصلين قبل واثناء شهر رمضان الكريم.
مسجد مدينة كرويا الجبلية
تواصل فعاليات سلسلة “رمضان – طريق التقوى”، وانتقلت إلى المسجد الأثري في مدينة كرويا الجبلية حيث حاضر فيها كل من الطبيبين الدكتور الحافظ ساري فوشا، والدكتور محمد هوجا، بجانب الدكتور إيرفان توتا، وركزت على الفوائد الصحية للصوم والجوانب الإيمانية والانسانية لشهر رمضان.
مسجد قرية تابيزا
وفي مسجد تابيزا، شهد الحضور محاضرة متميزة من الشيخ محرم فرانا والشيخ دريتان رحماني والشيخ ألتون هارجي، الذين تحدثوا عن أهمية الاستعداد الروحي لشهر رمضان. وقد تم التركيز على كيفية تحقيق التوازن الروحي والعبادي خلال الشهر الفضيل وضرورة الاستفادة من هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله.
وتواصل دار الافتاء في محافظة كرويا وبالتعاون مع أئمة المساجد في المدن والقرى تنظيم هذه الأمسيات الدينية التي تأتي تحت شعار: “رمضان – طريق التقوى”، بشكل يومي مكثف غير مسبوق في مختلف المساجد ويترجم ذلك نهضة إسلامية في هذه المنطقة التاريخية مازالت تتوسع وتثمر في صور زيادة مساجدها وكثرة أئمتها وازدياد أعداد المصلين والمقبلين على تعلم شئون دينهم.