
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
حقق مسجد بالية في مدينة ألباسان، وسط ألبانيا، إنجازًا بارزًا في مجال العمارة الإسلامية، حيث تم اختياره ضمن أجمل 5 دور عبادة في العالم، كما وصل إلى المرحلة النهائية لجائزة “مبنى العام 2025” التي تقدمها منصة ArchDaily العالمية. يُعد هذا التكريم مصدر فخر كبير لألباسان وللعمارة الألبانية، إذ يسلط الضوء على تميز التصميم المعماري الديني في البلاد على الساحة الدولية. وفقًا لم نشرته دار الافتاء المحلية نقلًا عن وسائل الإعلام الألبانية.
شهادة عالمية
إن إدراج مسجد بالية ضمن أجمل دور العبادة في العالم ليس مجرد تقدير معماري، بل هو شهادة عالمية على قدرة العمارة الإسلامية في ألبانيا على التطور والابتكار، مع الحفاظ على جذورها الثقافية والتاريخية. ويؤكد هذا الإنجاز أن دور العبادة ليست مجرد أماكن للصلاة، بل هي شواهد حية على الإبداع والجمال والتراث.
تحفة تجمع بين الأصالة والحداثة
يتميز مسجد بالية بتصميمه المبتكر الذي يدمج ببراعة بين التقاليد الإسلامية والعناصر المعمارية الحديثة، مما يجعله معلمًا فريدًا يلهم الزوار والمصلين على حد سواء. ويعكس هذا التصميم نهجًا متطورًا في بناء دور العبادة، حيث يحافظ على الهوية الثقافية والتاريخية، مع تلبية معايير الجمال والوظائف العصرية. هذا التوازن بين الماضي والمستقبل يجسد الإبداع المعماري وقدرته على تقديم فضاءات تجمع بين الجمال والروحانية.
تراث تاريخي ونهضة معمارية
يعود تاريخ مسجد بالية إلى عام 1608، عندما قام حسن باليو ببنائه في وسط مدينة ألباسان. وخلال الحقبة الشيوعية، تم هدم المسجد عام 1967 بأمر من النظام الحاكم آنذاك، لكنه ظل رمزًا دينيًا وثقافيًا للمدينة. كان المسجد يُعرف باسم “المسجد الأزرق” بسبب جماله وروعة تصميمه، وكانت مئذنته من أبرز معالمه، إذ تميزت بنقوشها وزخارفها الفريدة.
بعد سنوات طويلة، أُعيد بناء المسجد بحلة أكثر فخامة وعظمة في موقعه الأصلي، ليصبح جزءًا من هوية المدينة. ويجمع المسجد الجديد بين الطابع الكلاسيكي والمعاصر، إذ يضم قاعة للوضوء، ومكانًا مخصصًا لصلاة النساء، وساحة واسعة للمصلين الرجال. كما يتسع لـ 1500 مصلٍ داخل المسجد، إضافة إلى مساحة خارجية تستوعب عددًا إضافيًا من المصلين.
اعتراف عالمي يعزز السياحة والثقافة
يمثل هذا الترشيح دفعة قوية للعمارة الألبانية، ويضع ألباسان وألبانيا على الخريطة العالمية للعمارة الدينية. كما يعكس اهتمام العالم بالإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة، ويعزز من مكانة المدينة كوجهة سياحية ودينية، حيث يجذب المسجد زوارًا من مختلف أنحاء العالم للتعرف على هذا الصرح المميز.