مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أصدر مفتي محافظة شكودر في شمال غرب ألبانيا بيانًا صحفيًا عبر الصفحة الرسمية للمشيخة على فيسبوك، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اكتمال بناء المسجد الجامع الكبير أبي بكر الصديق في حي فوشه تشيلا بقلب المدينة التاريخية.
ويُعد هذا المسجد من أبرز الرموز الدينية في شمال البلاد، ومن أكبر المساجد التي شُيّدت بعد سقوط النظام الشيوعي، ليجسد عودة الحياة الإسلامية إلى ألبانيا بعد عقود من القمع الديني.
معلم ديني بارز في قلب
أُنجز بناء المسجد في 25 أكتوبر 1995م بتمويل كريم من عائلة الزامل السعودية، التي رغبت في تسميته باسم الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك بالتنسيق مع المشيخة الإسلامية في شكودر.
وقد شكّل افتتاح المسجد آنذاك حدثًا تاريخيًا بارزًا، إذ أعاد للمسلمين في شمال ألبانيا روح الثقة والهوية، وأصبح منارة للتعليم الديني ونقطة التقاء للمجتمع المسلم في المدينة.
أُقيم المسجد فوق أرض موقوفة منذ عام 1905م من قِبل المحسن الألباني تشل زليفطاري، الذي جعلها وقفًا لله تعالى. وخلال العقود اللاحقة، بُنيت في هذه الأرض عدة مساجد صغيرة قبل أن تتجسد الصيغة الحالية الكبرى التي تحمل اسم الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لتكون امتدادًا لمسيرة الوقف والعمل الخيري في المدينة.
ثلاثة عقود من الرسالة الدينية
شهد المسجد خلال ثلاثين عامًا نشاطًا دعويًا وتعليميًا متواصلًا، تعاقب فيه أئمة وخطباء ومدرسون ساهموا في إحياء الحياة الدينية في شكودر، وتعزيز ارتباط الشباب الألباني بالقرآن الكريم وقيم الإسلام، ليغدو المسجد مركزًا روحيًا ومجتمعيًا رئيسيًا في شمال البلاد.
تحذير من الاعتداءات على الأوقاف
وفي بيانه بهذه المناسبة، حذّر مفتي شكودر من استمرار ظاهرة الاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، واصفًا إياها بأنها جرح نازف وآفة مدمّرة لا تزال تمسّ المجتمع الألباني رغم مرور 35 عامًا على سقوط النظام الشيوعي.
وأكد أن قضية وقف فوشه تشيلا ما زالت معركة مفتوحة للدفاع عن حق المسلمين وصون ممتلكاتهم الوقفية، مشددًا على استمرار الجهود في حماية الأوقاف بكل الوسائل الشرعية، وبالتعاون مع الإخوة والأصدقاء في العالم الإسلامي.
تهنئة ودعوة للتأمل
وختم المفتي بيانه بتهنئة المسلمين في شكودر وسائر أنحاء ألبانيا بهذه الذكرى التي تخلّد أحد أبرز رموز النهضة الإسلامية الحديثة في البلاد، داعيًا إلى استلهام معاني الوفاء والالتزام برسالة الوقف والمسجد في خدمة الدين والمجتمع.



