
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أطلقت مشيخة العاصمة الألبانية تيرانا نداءً عامًا للمساهمة في مشروع بناء مسجد جديد في منطقة كاشار غرب العاصمة، مؤكدة أن هذه المبادرة تتجاوز الجانب العمراني لتصبح صدقة جارية ومصدر إشعاع إيماني وثقافي.
لقاء القلب مع الخالق
وجاء في الدعوة أن المسجد ليس مجرد بناء مادي، بل “بيت يلتقي فيه القلب مع الخالق، وملاذ للروح في أوقات السكينة والتحديات”، كما يُعد مكانًا لتعليم القيم للأطفال، ومرشدًا للشباب، وملجأً للسكينة والطمأنينة للكبار.
العطاء المستمر
وقد استشهدت المشيخة بآية من سورة التوبة: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ”، مؤكدة أن المشاركة في هذا المشروع تُعد من أعظم صور العطاء المستمر.
ويُنتظر أن يشكل المسجد الجديد في كاشار إضافة مهمة للحياة الروحية والاجتماعية في المنطقة، بما يعزز رسالة المساجد في نشر الإيمان، المحبة، والعيش المشترك.
مساجد ألبانيا.. ودور محوري
تلعب المساجد في ألبانيا دورًا محوريًا ليس فقط كأماكن للعبادة، بل كمراكز للحياة الروحية والاجتماعية والثقافية، خاصة بعد أن شهدت البلاد واحدة من أكثر الفترات تحديًا في تاريخها، حين دمرت السلطات الشيوعية عام 1967 أكثر من 90% من مساجدها، محاولة محو الهوية الدينية للمجتمع.
واليوم، يمثل بناء المساجد واستعادة تلك التي دُمّرت رمزًا للنهضة الروحية والتاريخية، ومؤشرًا على صمود الثقافة الإسلامية في ألبانيا، فضلاً عن كونها فضاءات لتعليم القيم الدينية، وتعزيز العمل الاجتماعي، وغرس مفاهيم المحبة والسلام والتعاون بين أفراد المجتمع. فالمساجد لم تعد مجرد أماكن للصلاة، بل أصبحت نقاط التقاء للهوية، والتاريخ، والذاكرة الجماعية للأمة الألبانية.
