مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
استضافت مدينة دارمشتات الألمانية يوم السبت 15 نوفمبر احتفالًا مهيبًا بمناسبة مرور ثلاثة عقود على تأسيس الجالية البوسنوية المسلمة في المدينة، وسط حضور واسع تجاوز الـ600 مشارك، شمل قيادات الجالية الإسلامية البوسنوية في ألمانيا، وأعضاء مجلس هسن، والأئمة، وضيوف من الجاليات البوسنوية المجاورة.
جسدت المناسبة مدى رسوخ الجالية في المدينة ودورها المستمر في تعزيز الهوية الدينية والثقافية، مع إبراز جهود الجيل المؤسس وأهمية مشاركة الشباب في مواصلة مسيرة البناء والعطاء المجتمعي والديني.
مسيرة تأسيسية صلبة امتدت ثلاثة عقود
استعرض سانيل زوكيتش، رئيس اللجنة الإدارية للجالية، المسار التاريخي لتأسيس الوجود البوسنوي في المدينة منذ عام 1995 في المسجد التركي المحلي الذي احتضن البوشناق لسنوات طويلة، وصولًا إلى امتلاك مبنى المسجد الحالي الذي أصبح اليوم مركزًا دينيًا واجتماعيًا فعالًا.
وأشار زوكيتش إلى الدور الحاسم للجيل الأول، خاصة القرار التاريخي في ليلة القدر عام 2008 بشراء المبنى برئاسة ريفيت ميشينوفيتش، وهو القرار الذي رسخ مكانة الجالية في المدينة والمناطق المحيطة.
الشباب.. امتداد الرسالة وركيزة المستقبل
وجّه زوكيتش رسالة مباشرة للشباب، مؤكدًا أنهم ثمرة هذا الجهد الجماعي، وداعيًا إياهم لحمل مسؤولية المستقبل والفخر بإرث الجالية واستكمال مسيرة البناء والإسهام في تنمية المجتمع.
فيلم وثائقي يوثق رحلة ثلاثة عقود
شهد الحفل عرض فيلم وثائقي تناول المراحل الصعبة والإنجازات التي حققتها الجالية، موضحًا كيف أصبحت واحدة من أكثر الجاليات البوسنوية نشاطًا وتنظيمًا في ولاية هسن، وهو ما يبرز الجدية والالتزام بالمبادئ الدينية والاجتماعية.
الجالية ليست مبنى بل الناس الذين يصنعون رسالتها
شدد الإمام ألمدين بركان، إمام الجالية، على أن قيمة الجالية تكمن في الناس الذين يتعلمون ويتربون داخلها، وأنها حافظ للتقاليد والإيمان، مشيدًا بفرص الحرية الدينية في ألمانيا، ومؤكدًا أن أبناء الجالية يبادلون المجتمع بالأخلاق والعمل الإيجابي.
وحدة وتماسك.. سر قوة الجالية
أكد فخر الدين جينيش، الإمام الرئيس لمجلس هسن، أن الإنسان هو أعظم ثروة للجالية، داعيًا كل فرد لأن يكون سببًا في جذب الآخرين للمسجد، ليظل مركزًا للإيمان والمحبة والتلاحم الاجتماعي.
الارتباط بالوطن الأم.. ركيزة الهوية البوسنوية
شدّد ألدين كوسور، رئيس أئمة الجالية الإسلامية البوسنوية في ألمانيا، على أهمية الحفاظ على الصلة بالبوسنة والهرسك ومنطقة السنجق، مشيرًا إلى أن الجيل الأول لم يبنِ المساجد فقط، بل دعم وطنه في أصعب الظروف، داعيًا الأجيال الحالية لمواصلة هذا النهج بروح المسؤولية والانتماء.
كلمة مؤثرة للحافظ عمار باشيتش
ألقى الحافظ عمار باشيتش كلمة أكدت أن الجالية هي البوصلة التي يعود إليها المسلم دائمًا، وأن وحدة أعضائها هي أجمل ما يميز المناسبة، داعيًا الجميع للمساهمة ولو بأبسط الإسهامات لضمان استمرار العطاء.
تكريمات وفقرات فنية وحضور كثيف
شهد الحفل تكريم الشخصيات التي ساهمت في تأسيس وتطوير الجالية، فيما أضفى الفنان أرمن مزافريّا بأدائه للأناشيد الدينية والوطنية جوًا من الألفة والدفء، كما قدّم الأديب آدم حسانوفيتش قصائد ومقاطع نثرية عززت الطابع الثقافي والوجداني للحدث.
الشباب والنساء.. وجه التنظيم والضيافة
برز الدور الكبير للشباب والقسم النسائي في استقبال الضيوف وتنظيم الفعالية، مما يعكس روح المبادرة والالتزام والانتماء للجالية، ويؤكد جاهزيتها لمواصلة العمل الجاد في خدمة الدين والهوية في المنطقة.







