مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

أوكرانيا.. كشف أثري عثماني في أوديسا ينسف رواية “التأسيس الروسي” للمدينة

يمثّل هذا الاكتشاف استعادة لذاكرة إسلامية – عثمانية حاولت الإمبراطورية الروسية طمسها خلال قرون من الهيمنة الثقافية والسياسية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

أوديسا – أغسطس 2025

في تطور أثري لافت يعيد رسم ملامح التاريخ الجنوبي لأوكرانيا، أعلن فريق من علماء الآثار في مدينة أوديسا عن اكتشاف الموقع الحقيقي لقلعة “خَاجِي بَيْ” (Hacı Bey) العثمانية، التي ظلت لعقود محل جدل تاريخي وسجال بحثي حاد. وفقًا للمصدر الناشر على فيسبوك.

ويُعدّ هذا الكشف العلمي ضربة جديدة للرواية الإمبراطورية الروسية التي طالما نسبت تأسيس المدينة إلى مشروع توسعي في عهد الإمبراطورة كاترين الثانية، متجاهلة الحضور العثماني الإسلامي الذي سبق ذلك بقرون.

وبحسب الفريق البحثي، فقد تم العثور على بقايا القلعة خلال حفريات جرت في جادة بريمورسكي، أحد أبرز معالم المدينة الحديثة، حيث كشفت التنقيبات عن بطاريات مدفعية تعود إلى القرن الثامن عشر، وجدران حجرية، فضلًا عن قطع من السيراميك والبرونز ذات طابع عثماني واضح.

ذاكرة المدينة المدفونة

قلعة خَاجِي بَيْ، التي كانت تشكل نقطة استراتيجية على ساحل البحر الأسود، مثّلت في القرون الماضية مركزًا عسكريًا عثمانيًا متقدمًا، قبل أن تسقط لاحقًا في قبضة الجيش الروسي أواخر القرن الثامن عشر. وتشير الأدلة الأثرية المكتشفة إلى وجود تحصينات ونشاط مدني منظّم سبق مرحلة التتريك القيصري، ما يفتح الباب أمام إعادة قراءة كاملة لتاريخ المدينة من منظور تعددي يتجاوز النظرة الأحادية الروسية.

قراءة جديدة لتاريخ أوديسا

يمثّل هذا الاكتشاف ليس فقط تصحيحًا لمسار السردية الرسمية، بل أيضًا استعادة لذاكرة إسلامية – عثمانية حاولت الإمبراطورية الروسية طمسها خلال قرون من الهيمنة الثقافية والسياسية. وهو ما يسلّط الضوء على إسهام الدولة العثمانية في تشكيل هوية جنوب أوكرانيا، ويضع المدينة ضمن سياق حضاري أوسع يتجاوز الحدود القومية الحديثة.

التخطي إلى شريط الأدوات