مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

“الأدباء الألبان باللغات الشرقية”.. إصدار جديد ينير الوسط الثقافي في كوسوفا وغرب البلقان

يشكّل هذا الإصدار دعوة مفتوحة لاستكشاف الجذور الثقافية العميقة، وإعادة تقييم الدور الذي لعبه الأدباء الألبان في دول غرب البلقان في إثراء الحضارة الإسلامية خلال الحقبة العثمانية.

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

أعلنت أمس، 21 مايو، دار النشر “المعرفة الإسلامية” في بريشتينا، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا، عن إصدارها الجديد بعنوان: “الأدباء الألبان باللغات الشرقية – دورهم ومكانتهم في الأدب الإسلامي الديواني”.

إعادة إحياء مكانة الكتّاب الألبان

يُعد هذا العمل محاولة جادّة لإماطة اللثام عن جانب مهم – وغالبًا ما يُنسى – من التراث الأدبي الألباني، والمتمثل في مساهمات نخبة من الأدباء الألبان الذين كتبوا بلغات الحضارة الإسلامية (العربية، الفارسية، والتركية) خلال العصر العثماني؛ وهي مساهمات نُسيت أو ظُلمت في دراسات الأدب الألباني الحديث. هذا الإحياء يُعيد لهؤلاء الكتّاب مكانتهم المستحقة في الذاكرة الثقافية.

يُبرز الكتاب كيف لم يكن الأدب الألباني في عزلة عن تيارات الأدب الإسلامي، بل شارك بفاعلية في إنتاج نصوص ثقافية وأدبية ودينية عالية القيمة، مما يؤكد عمق انخراط النخبة الألبانية في ثقافة الحضارة الإسلامية، ليس فقط دينيًا، بل أيضًا لغويًا وجماليًا.

دراسات مجلة “التربية الإسلامية” على مدار نصف قرن

يعتمد الإصدار على دراسات نُشرت في مجلة *”التربية الإسلامية”*، التي تصدرها المشيخة الإسلامية منذ أكثر من نصف قرن، ما يمنحه مصداقية أكاديمية وتراكمًا بحثيًا، ويُسهم في بناء أرشيف علمي موثوق عن هؤلاء الأدباء، قد يشكّل مرجعًا مهمًا للباحثين في المستقبل.

أدباء ألبان

ويُقدّم الإصدار لمحة وافية عن أسماء وأعمال أدباء ألبان أسهموا بتميّز في الأدب الديواني، وهو من أبرز الأشكال الأدبية التي تجمع بين الرقي الفني والعمق الروحي في تقاليد الكتابة الإسلامية.

ومن بين الشخصيات التي تناولها الكتاب بالدراسة: “مسيحي بريشتينا، سوزي بريزريني، أحمد بك دوكاجيني، يحيى بك دوكاجيني، لطفي باشا”، وغيرهم. ويشكّل هذا الإصدار دعوة مفتوحة لاستكشاف الجذور الثقافية العميقة، وإعادة تقييم الدور الذي لعبه الأدباء الألبان في إثراء الحضارة الإسلامية.

الأدب الديواني

يعرّف الكتاب القارئ الحديث، بشكل مبسّط وممنهج، على الأدب الديواني، وهو أحد أرقى أشكال التعبير الأدبي في الحضارة الإسلامية، وقد ازدهر في أوساط النخبة العثمانية، لا سيما في بلاط السلاطين والولاة. وتعود تسميته إلى “الديوان” الذي كان يُطلق على المجاميع الشعرية الرسمية، وغالبًا ما كُتب هذا الأدب باللغات الشرقية الثلاث: العربية، والفارسية، والتركية العثمانية.

ويكشف هذا الإصدار عن كيفية تفاعل الأدباء الألبان مع هذا النمط، وتوظيفه في خدمة المعاني الدينية والثقافية والفنية.

تعزيز الشعور بالانتماء إلى الحضارة الإسلامية الجامعة

ومن خلال إبراز هذه النماذج، يعزّز الكتاب الشعور بالانتماء إلى الحضارة الإسلامية الجامعة، ويبرهن أن المسلمين الألبان كانوا، وما زالوا، جزءًا من نسيجها الثقافي والإبداعي، لا متلقّين فقط، بل أيضًا مساهمين ومبدعين.

كما يُعدّ هذا الإصدار أداة ثمينة للمؤسسات التربوية والدينية التي تسعى إلى تعريف الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية والدينية، وربطهم بالرموز الأدبية التي عبّرت عن الروح الإسلامية بلغة الشعر والتصوف والفكر.

 

التخطي إلى شريط الأدوات