
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية حدثًا تاريخيًا تمثل في تنظيم الجائزة الدولية الثانية للقرآن الكريم لدول البريكس، والتي عُدت أول مسابقة من نوعها لتلاوة القرآن الكريم في قارة أمريكا الجنوبية.
مشاركة دولية واسعة
جمعت الفعالية مفتين ورؤساء جمعيات دينية وممثلين عن منظمات إسلامية دولية، إلى جانب نخبة من حفّاظ القرآن الكريم من أكثر من عشر دول، ما أضفى على الحدث طابعًا عالميًا مميزًا.
وقد نُظمت الجائزة بجهود مشتركة بين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الإمارات، واتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل.
رسائل الشكر والتقدير
وخلال الحفل الختامي، عبّر المفتي الأكبر الشيخ رافيل غاينوتدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، عن شكره للدكتور خليفة مبارك الزهيري رئيس جامعة محمد بن زايد، والدكتور علي حسين الزغبي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في البرازيل، تقديرًا لشراكتهما الفاعلة في إنجاح هذا الحدث الدولي.
ونوّه الشيخ غاينوتدين بأن البرازيل تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة لعدد من الفعاليات الكبرى، من أبرزها لقاء القادة الروحيين لمسلمي دول البريكس، والجائزة القرآنية، إضافة إلى المؤتمر العلمي واللاهوتي الدولي السادس طريق الحرير الروحي.
من جانبه، وجّه الدكتور خليفة مبارك الزهيري شكره للجنة التنظيم والقضاة والمشاركين، مؤكدًا أن هذا التعاون المثمر مكّن من إقامة أول مسابقة دولية لتلاوة القرآن في تاريخ أمريكا الجنوبية.
مجالات المسابقة
جرت المنافسات في فرع التلاوة المتقنة (التجويد والقراءة من المصحف). وقد مثّل روسيا القارئ الحافظ أويتولو ظريفي، إمام وخطيب المسجد الجامع في مدينة نوجينسك، المعروف بفوزه في عدد من المسابقات القرآنية الدولية المرموقة.
وعلى صفحته الخاصة على فيسبوك، أوضح الداعية المغربي الصادق العثماني، الذي حضر المسابقة وكافة الفعاليات المصاحبة، أن المشاركين قدّموا تلاوات قرآنية متنوعة أظهرت جماليات الأصوات وتعدد المدارس في التجويد والأداء، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي امتلأت به قاعة الفعالية. كما كرّمت اللجنة المنظمة عدداً من القراء الشباب تقديراً لبراعتهم في الحفظ والتلاوة، وتشجيعاً للأجيال الجديدة على التمسك بالهوية الدينية في إطار من الانفتاح الثقافي.
وأشار العثماني إلى أن اختيار ريو دي جانيرو لاستضافة الجائزة لم يكن اعتباطياً، فالبرازيل تُعد جسراً حضارياً يربط بين قارات العالم، كما أنها تحتضن واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية.
وختم العثماني مؤكداً أن هذه الجائزة تشكل إضافة نوعية إلى مسار بريكس، الذي لا يقتصر على الاقتصاد والسياسة فحسب، بل يتسع ليشمل الحوار الديني والثقافي، بما يعزز قيم السلام والاحترام المتبادل بين الشعوب.
الفائزون الأوائل
جاء في المركز الأول: محمد أحمد فتح الله أحمد سليم – مصر، بينما في المركز الثاني: محمد رضا مولان نور الدين – إندونيسيا، وفي المركز الثالث: محمد إشراق بن شهر الدين – ماليزيا. وأجمع الحاضرون على أن هذه المبادرة فتحت آفاقًا جديدة لنشر رسالة القرآن الكريم وتعزيز الحضور الإسلامي في القارة اللاتينية.