“الترجمة أفضل وأسرع وأقرب (وسيلة) للمخاطب.. فهي بلغته التي يفهمها، وتختصر الجهود الكثيرة لتوصيل رسالة الإسلام”.
أدار الحوار: هاني صلاح
بهذه الكلمات، أكد الدكتور أبو العلاء الغيثي؛ رئيس الرابطة الإسلامية والثقافية، ومدير مؤسسة طيبة الخيرية في رومانيا، على أن “الترجمة” تعد من أفضل وسائل الدعوة لتعريف المخاطب بالإسلام.
جاء ذلك في الحوار الأول ضمن ملف: (الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحلية: الواقع.. التحديات.. الإنجازات)، وهو الحوار الخاص باللغة الرومانية.
ويأتي ملف “الترجمة الإسلامية إلى لغات العالم المحليَّة” ضمن سلسلة ملفات تُلقي الضوء على أبرز قضايا الأقليات المسلمة حول العالم.
وشارك في إثراء “حوارات هذا الملف” عدد من الزملاء الصحفيين والأكاديميين والباحثين؛ حيث قاموا بطرح عدد من الأسئلة على ضيوفنا الذين كانوا من عدة دول في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.
فإلى الحوار..
المشاركة الأولى.. من: هاني صلاح؛ رئيس تحرير موقع “مرصد الأقليات المسلمة” الإلكتروني، وتتضمن ثلاثة محاور/أسئلة (أرقام: 1- 3):
المحور الأول: اللغة المحلية في رومانيا
1 ـ نودُّ من سيادتكم التفضل بإعطاء إطلالة مختصرة حول اللغة المحلية في رومانيا.. كم عدد الناطقين بها دولًا وشعوبًا؟ وهل للمسلمين في رومانيا لغة محلية أخرى؟
اللغة المحلية هي اللغة الرومانية، وهي مشتقة من اللغة اللاتينية، واللغة الرومانية فيها شبه كبير من اللغات التالية: الإسبانية، الإيطالية، البرتغالية، ويتكلم الرومانية شعبُ رومانيا، وعددهم قرابة 19 مليون نسمة.
بينما المسلمون يتكلمون ثلاث لغات: اللغة الأم، وهي التترية، ثم اللغة التركية لمقاربتها للُّغة التترية، ثم يتكلمون اللغة الرومانية، وهي اللغة الرسمية، ويوجد في مناطق المسلمين بعض المسلمين ممن لا يعرفون اللغة الرومانية مطلقًا.
المحور الثاني: نبذة عن تاريخ الترجمة
2ـ هل يمكنكم ـ في إيجاز سريع ـ التطرق لتاريخ الترجمة الإسلامية في لغتكم الرومانية؟ ومتى بدأت عملية الترجمة؟ وهل تتم من اللغة العربية إلى اللغة الرومانية مباشرةً، أم أن هناك ترجمة تتم من لغات أخرى أيضًا؟ وهل هناك مؤسسات أو جهود منظمة لعملية الترجمة أم أنها تتم بشكل فردي وباجتهادات شخصية، أو عبر مؤسسات مختلفة حسب ظروف كل منها؟
بدأت الترجمة عندنا في رومانيا في بداية الثمانينيات من القرن الماضي/العشرين، حيث صدرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم (ترجمها مستشرق روماني «إيزوبيسكو»)، وظهرت أخطاء فادحة قادحة في هذه الترجمة؛ الأمر الذي دعانا نحن كمؤسسات إسلامية (الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا ـ مؤسسة طيبة الخيرية في رومانيا) أن نتحمل أمانة استصدار ترجمة قوية ومُوثقة ومعتمدة من دار الإفتاء الرومانية.
ثم أعاننا الله وأنهينا أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم بشكل جيد جدًّا، إلا أنها تحتاج إلى بعض التدقيق حاليًّا لإخراجِها بشكل أقوى).
الترجمة في البداية كانت من اللغة العربية إلى اللغة الرومانية، وقمنا بطباعة مئات الكتب، لكن الأمر الذي غيّرناه أننا بدأنا في اتباع استراتيجية جديدة، وهي أن نترجم من الإنجليزية إلى الرومانية لعدة أسباب.. وشكّلنا فريقًا متمكنًا ومتمرسًا في الترجمة والتدقيق.
كما ترجمنا أيضًا من اللغة التركية إلى الرومانية بالاتفاق مع مؤسسة هارون يحيى، وترجمتنا تتم عبر المؤسسة وعبر خطتها المرسومة فيما يتعلق بالترجمة، وأغلب كتبنا تجدونها على هذا الموقع:
http://www.islamulazi.ro/biblioteca/
استفسارات جديدة من وحي إجابة السؤال الثاني:
2ـ أ ـ أشرتم إلى أنكم قمتم بتغيير استراتيجيتكم في عملية الترجمة، حيث تحولتم من الترجمة عن اللغة العربية إلى الترجمة عن اللغة الإنجليزية.. وذكرتم أنه كانت هناك عدة أسباب دفعتكم لذلك.. هل يمكنكم توضيح هذه الأسباب كي يستفيد منها آخرون ربما تكون ظروفهم في مجال الترجمة مشابهة لنفس ظروفكم في رومانيا؟
أولًا: نعم.. حقيقة أنا أؤمن بأن الفتوى تتغير بتغيُّر الظرف والمكان والزمان، فكثير من الكتب العربية لم تعد تناسب الواقع الأوروبي، أو هناك قصور في معرفة نفسية المخاطب؛ ولذلك انتهجنا أن نكتب الكتب لمن نعيش معهم، ونعرف ظروفهم، وشجّعنا الإخوة والأخوات على ذلك..
ثانيًا: نحن أعرف بحاجيات المكان والأشخاص، أضف إلى ذلك أن الكتب التي نترجمها من اللغة الإنجليزية هي لمفكرين عاشوا في الغرب، وغاصوا في مشاكل الجالية المسلمة، وأيضًا في نفسية الآخر، وعند ترجمتنا للكتب العربية اصطدمنا بانتقادات (في مكانها) حول كثير من المحاور، أضرب لك مثلًا: مسألة التعامل مع المرأة كإنسان أو كسلعة أو جماد وهكذا، فتَصدر كتب تؤيد ضرب المرأة أو خروجها بدون محرم (وهي مسألة خلافية)، وكثير من هذه الأمثلة؛ ففضلنا الاعتماد على الله، ثم على الذين يعيشون في بلاد الغرب (طبعًا من الثقات).
2 ـ ب ـ أشرتم إلى أن عملية الترجمة تتم من خلال مؤسستكم.. هل معنى هذا أنكم لا تتعاملون مع مترجمين من خارج المؤسسة لو كانت لهم جهود أو اجتهادات فردية في نفس المجال، أم ماذا تقصدون بذلك؟
في الغالب نحن نترجم داخل مؤسستنا، وندقق ونراجع داخل مؤسستنا، ولنا أيضًا تعامُل مع آخرين من خارج مؤسستنا، لكن حتى نكون أسرع في الإنتاج والكيفية والنوعية، نُفضل أن نعتمد على الله، ثم على مَن معنا في المؤسسة.
2 ـ ج ـ أشرتم إلى أن الترجمة تتم عبر خطة المؤسسة المرسومة فيما يتعلق بالترجمة.. فهل بالإمكان إلقاء الضوء على كيفية وضعكم لخطة/خريطة طريق للكتب المستهدفة في الترجمة.. بمعنى: هل تتم دراسة الواقع والجمهور المستهدف وتحديد الاحتياجات للشرائح المختلفة، أم كيف يتم وضع الخطة؟ نرجو إلقاء الضوء على هذه المسألة بشيء من التفصيل والعمق؟
نحن لدينا اتجاهان متوازيان، وبنفس القدر والنوعية والاهتمام، وهما: “المسلم” و”غير المسلم”، وعندما نتكلم عن “المسلم” نقسمه إلى: رجل وامرأة وطفل، ونقوم بتغطية أهم الاحتياجات (التعريف بالإسلام – الأسرة – قصص تربوية للطفل – المرأة في الإسلام ووضعها الصحيح فيه – العبادات وهكذا … إلخ).
المحور الثالث: التعريف الشخصي
3 ـ هل يمكنكم تعريف نفسكم للجمهور المشارك تعريفًا إنسانيًّا وعلميًّا ووظيفيًّا.. مع الإشارة للمهامِّ الدعوية والمسئوليات التي تولَّيتها من قبل أو تتولاها حاليًّا؟
أنا الدكتور أبو العلاء الغيثي، أصلي من اليمن، ومقيم في رومانيا من عام 1987م، متزوج، ولدي خمسُ بناتٍ وولدان.
بكالوريوس طب عام، طبيب مختص في طب الجهاز الهضمي، دكتوراه في الطب الباطني – التهاب الكبد السيني وعلاقته بالأورام الليمفاوية، وتحت الإنهاء للدكتوراه الثانية أيضًا في طب الجهاز الهضمي.
رئيس الرابطة الإسلامية والثقافية في رومانيا، ومدير مؤسسة “طيبة الخيرية” في رومانيا، ورئيس مجلس إدارة قناة “قطر الندى” الناطقة باللغة الرومانية.
عضو مجلس شورى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وعضو الهيئة العمومية لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
مشاركات الجمهور
المشاركة الثانية.. من: أحمد التلاوي؛ باحث مصري في شئون التنمية السياسية، ومدير موقع الدكتور أحمد العسال، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام: 4 – 6):
4 ـ ما إمكانات التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالدعوة والنشر الإسلاميين: الأزهر/ مجمع الملك فهد/ الإيسيسكو وغيرها؟ وهل هناك تفكير في تأسيس إطار منظم للتنسيق فيما بينها؟
نحن نتمنى التنسيق مع أي جهة تقدم خدمة الطباعة والنشر؛ فهدفنا تقديم أفضل مُنتَج للجمهور من حيث: المحتوى والجودة ومستوى الإخراج والطباعة.
في الحقيقة، فقط تواصلَ معنا من قبلُ مجمع الملك فهد، وحقيقةً سعدنا كثيرًا بهذا التواصل.. ولكن – للأسف – لم يتم شيء حتى الآن، ونحن على استعداد دائم للتعاون مع الجهات المعنية والمتخصصة في هذا المجال من كافة دول العالم الإسلامي.
5ـ قضية التوزيع لا تقل أهمية عن جهود الترجمة.. فما تصوراتكم في هذا الصدد؟ وهل هناك مشروعات محددة للترجمة والنشر، أم ترجمة فقط؟
بالفعل لدينا مشكلة في التسويق للكتب المترجمة، وحاليًّا تتم عملية التسويق عبر مراكزنا ومؤسساتنا، وكذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وكذلك لدينا مشاركات جادة ومتميزة جدًّا في معارض الكتب الدولية في رومانيا.
لكن في الحقيقة لدينا رغبة كبيرة في التنسيق والتعاون مع شركات توزيع محلية هنا في رومانيا؛ لتوصيل الكتب إلى شرائح المجتمع الروماني المسلم وغيره في كافة أنحاء البلاد، ونسعى بجدية في هذا الاتجاه.
6ـ جزئية التمويل؛ هل هناك تصور واضح في شأنها؟ وهل هناك تواصل مع رجال أعمال عرب أو مسلمين في هذا الصدد، وكيف تفكرون في معالجة هذه الجزئية؟
عندما يأتي الحديث عن دعم نشاط الكتب ماليًّا؛ فهذا له اهتمام من البعض، وإهمال من البعض الآخر..اهتمام من كبار التجار الذين لديهم زوجات رومانيات وأبناء يتعلمون في مدارس الرومان الرسمية؛ فهؤلاء يشعرون بالحاجة الماسة إلى أهمية وجود الكتاب الهادف في بيوتهم ـ المترجم إلى اللغة الرومانية ـ فيدعمون الطباعة بأموالهم الخاصة.
مسار آخر سعينا إليه وهو: وضع صندوق تبرعات خاص فقط لطباعة الكتب المترجمة في مراكزنا، وقد حظي بدعم لا بأس به.
أيضًا هناك مسار لبيع الكتب وتسويقها عبر مواقعنا ومراكزنا الإسلامية ومعارض الكتب، وهو الأمر الذي يجعل لإعادة طباعة الكتاب ـ بعد الله عز وجل ـ أملًا في عدم الانقطاع والاستمرار في طباعته كلما نفد من السوق.
المشاركة الثالثة.. من: د. رمضان فوزي؛ دكتوراه في اللغة العربية، ومحرر مسئول عن موقع (مهارات الدعوة)، وتتضمن سؤالين:
7 ـ ما أبرز التحديات التي تواجهكم في ترجمة بعض المصطلحات المتعلقة بالعلوم الإسلامية التي لا يستغني عنها أي مسلم، مثل: أمور العقيدة والعبادات وغيرها؟ وكيف تتعاملون معها؟
الحمد لله لدينا إخوة رومان ـ من السكان المحليين في البلاد ـ تخرجوا في كليات إسلامية ومعاهد إسلامية في الدول العربية والإسلامية؛ فقد يكون عندنا هذا الإشكال بسيطًا.
لكن في حال وجود عائق حقيقي، سواءً عندنا أو حتى في دول أخرى؛ فيكون الحل بالتشاور والتحقيق عبر اللجنة المُخوَّلة من قِبل المؤسسة بمراجعة الإشكال والبحث في أكثر من ترجمة للتقريب؛ من أجل توصيل المصطلح للمعنى الحقيقي أو لأقرب معنًى له.
8ـ هل من الأجدى ـ من وجهة نظركم – الترجمة إلى اللغات الأخرى أم تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية بحيث يَطَّلعون مباشرة على ما يخصُّ دينهم؟
تعليم المسلمين الجدد اللغة العربية من أولويات عملنا، ولدينا برامج لتعليمهم، لكن هذا ليس بكافٍ حتى ينهلوا من العلم الشرعي، وإنما يساعدهم نوعًا ما؛ فنضطر إلى اللغة المحلية في أكثر منشوراتنا.
المشاركة الرابعة.. من: سنابل محمد حبيب؛ من الأردن، مسئولة الأبحاث والتقارير في موقع بوابة “بادر” العالمية، وتتضمن ثلاثة أسئلة (9 – 11):
9 ـ سؤال عن الترجمة في موزمبيق.. هل يتوفر فيها ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغات المحلية وباللغة البرتغالية؟
شكرًا، والإجابة عند الإخوة الضيوف الآخرين، إن شاء الله تعالى.
10ـ ماذا عن ترجمة الكتب الإسلامية، هل هناك نقص؟
دائمًا يوجد نقص، وما زلنا في بدايات الطريق، والمطلوب أكثر من الموجود، وفي حقيقة الأمر أن حركة الترجمة عملية مستمرة لا تتوقف أبدًا.
11ـ ما التحديات التي تواجه عملية الترجمة فيها؟
التحديات يمكن اختصارها في كلمة واحدة هي المادة (المال)، فلدينا الكوادر العلمية والرؤية والخبرة العملية حاليًّا، بعد سنوات طوال من العمل، والعائق الرئيس الأكبر حاليًّا يتمثل في دعم حركة الترجمة وطباعة الكتب باللغة الرومانية.
المشاركة الخامسة.. من: كريم خيري؛ من الجزائر، طالب في مرحلة الماستر علوم إسلامية – تخصص الأقليات المسلمة في الغرب، وتتضمن سؤالين (12، 13):
12ـ في رأيكم، هل الترجمة هي السبيل الأقرب لتبليغ رسالة الإسلام أم الأفضل بذل جهود في تعليم اللغة العربية.. خصوصًا للأقليات المسلمة من أصول عربية؟
شكرًا لكم.. بلا شك الترجمة أفضل وأسرع وأقرب للمخاطب؛ فهي بِلُغته التي يفهمها، وتختصر الجهود الكثيرة لتوصيل رسالة الإسلام.
أما فيما يتعلق بالأجيال الناشئة من أبناء العرب في رومانيا، فالأفضل لهم تعلُّم اللغة العربية في المدارس حفاظًا على هويتهم من الذوبان، وهذا لا يتعارض مع أهمية تعلُّمِهم اللغةَ الرومانية، والتواصل والتعايش مع المجتمع الروماني المحيط بهم.
13ـ أين وصلت الجهود في ترجمة معاني القرآن إلى لغات العالم؟ وهل يتولى هذه المهمة أناس مختصون، أم هي مجرد محاولات فردية وفضولية؟
لكل دولة ولكل لغة جهودها الخاصة بها، ويصعب حصر كافة الجهود أو تحديد نهاية مراحل زمنية واضحة لها.
المشاركة السادسة.. من: سعيد محمد؛ مدير موقع “مباشر أوروبا” الإلكتروني ـ ميلانو/إيطاليا، وتتضمن ثلاثة أسئلة (14 – 16):
14ـ حضرت مؤتمرًا عن ترجمة القرآن الكريم فوجدت أغلب الترجمات تعود لترجمة واحدة يأخذ منها الآخرون؛ مثال: الترجمة الإنجليزية تُترجَم إلى الفرنسية وغيرها، فإن كانت هناك أخطاء ستظهر في باقي الترجمات، فكيف نتغلب على هذا؟
أستطيع التحدث فقط عن رومانيا، فنحن هنا قد أخذنا مباشرة من اللغة العربية.
15ـ أغلب المترجمين لا يتحدثون العربية، فكيف نثق في ترجمتهم؟
عبر لجنة شرعية تكون من المركز، ترافق المترجم وتبين له المعوقات، وتدقق معه المشكلات اللغوية في الأسماء والصفات.
16ـ الجديد في أوروبا الآن وجود ترجمة لكتب أخرى غير القرآن، وبها أحاديث غير صحيحة، فلماذا لا تكون هناك مؤسسة راعية للترجمة؟
من الصعب أن تتوفر أو توجد مؤسسة تجمع كل مؤسسات أوروبا الإسلامية، ولكن هذا يعود إلى تقوى الله -عز وجل- ونُصح الجهات المعنية ومناقشتها.
المشاركة السابعة.. من: د. عبد المقصود سالم جعفر؛ من ماليزيا، أكاديمي متخصص في التعليم، وتتضمن المشاركة أربعة أسئلة (17 -20):
17. هل تدريس منهج التربية الإسلامية يستلزم أن يُجيد المتعلمون اللغة العربية، أم يكفي أن يكون المعلم عارفًا باللغة العربية وينقل المعرفة للمتعلمين باللغة المحلية؟
سؤال مهمٌّ.. وهذا عائق كبير، وعندنا ـ نظرًا لأقلية الرافد والكادر التعليمي التربوي ـ نقوم بقبول الرومانية لتعليم أبناء المسلمين الذين أمهاتهم عربيات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن نخصص لهم أختًا عربية تعلمهم اللغة العربية، أما البقية فالأخوات الرومانيات يقمن بالتدريس بنفس اللغة.
18. في حالة ترجمة مقررات التربية الإسلامية، هل تقتصر الترجمة على المحتوى دون النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة؟
لا، بل يتم ترجمة كل المحتوى بما في ذلك النصوص والأحاديث.
19. هل تقتصر الترجمة على كتب الفكر العام؟ وأما المقررات الدراسية للتربية الإسلامية فتكون باللغة العربية؟
أبناء المسلمين من أمهات عربيات منهجهم باللغة العربية، وأما الذين هم من أمهات رومانيات، ويدرسون في المدارس الرومانية الرسمية؛ فتتم الدراسة لهم باللغة المحلية الرومانية، ما عدا مادتي اللغة العربية والقرآن.
20. ما الضمانات التي تعصم مثل هذا المشروع الجبار من “تضخم الترجمة المعجمية”، فتنحرف المفاهيم بِناءً على استعمال الكلمات من القواميس دون وضعها في سياقها الصحيح؟
يجب أن تكون الضمانات موجودة ضمن خطة كل مؤسسة، وعليهم أن يوازنوا بين الأمرين، أما الكلمات من القواميس دون وضعها في سياقها الصحيح، فهذا يعتمد على:
– قوة العلم الشرعي لفريق الترجمة.
– قوة اللغتين لدى فريق الترجمة.
– قوة المدقق.
المشاركة الثامنة.. من: د. مصطفى حكيم؛ عضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، ومتخصص في الشئون الثقافية والسياسية القبرصية، وتتضمن المشاركة سؤالين (22، 23):
سؤالي يتعلق بإشكالية الترجمة للنصوص العربية بشكل عامٍّ، والدينية منها بشكل خاصٍّ، ما بين ترجمة النص ليُقرأ أم ترجمته ليُفهم معناه؟ وهنا أمران:
22 ـ الأول: هو أن المترجم يقع في إشكالية الالتزام بالنص دون تحريف أو تأويل، أو التحرر منه للتجاوب مع اللغة المترجَم إليها والمجتمع المستقبِل لهذا النص المترجَم. التخوف هنا يتمثل في أن الأمر برمته يعود للمترجِم، ومن ثَمَّ يعتمد على مدى حِرفيته وإدراكه للنص الأصلي، وأيضًا هنا نواجه خطر شَخصنة الترجمة وبُعدها عن النص المترجَم؟
لفتة هامة بالفعل، وأنا أؤيد ما ذكره الأخ د. مصطفى حكيم. أضف إلى ذلك “فريق العمل”، فهو السياج الآمن الضامن لكل ترجمة تتم.
23 ـ الثاني: يتعلق بعمل الترجمة ذاته.. هل يقف عمل الترجمة والمُترجِم عند نقل نصٍّ من لغة إلى لغة أخرى، أم بالضرورة يتبعها عمل آخر وفعاليات أخرى لنشر وشرح ومناقشة هذه الترجمة وهذا العمل، خاصة أنه نصٌّ دينيٌّ (يندرج ذلك بشكل ما في مجال الدعوة وليس الترجمة فقط)، خاصة أنه من المعلوم أن قليلًا من الناس مَن لديه اهتمام وشغف لقراءة نصوص دينية من المسلمين، ما بالك لو كان من غير المسلمين؟
نحن هنا – في رومانيا – نضع تذييلًا ونشرح الكلمة المقصودة عندما لا نجد لها ترجمة مناسبة، أو نصًّا قد يفهم منه غير المراد منه.
المشاركة التاسعة.. من: محمد رشاد محمد؛ صحفي مهتم بملف الأقليات، من موقع “إسلام أون لاين”، وتتضمن سؤالًا (رقم 24):
24 ـ كيف ساهمت الترجمات الإسلامية في التصدِّي لموجات الإسلاموفوبيا؟ وهل تحاول موجات الإسلاموفوبيا وأدَ هذه الترجمات أو عرقلة تداولها (صراع الترجمات والإسلاموفوبيا)؟ وهل هناك شواهد يمكن روايتها؟
شكرًا، ولكن لا يوجد عندنا في رومانيا هذا الأمر، وربما يجيب بعض الضيوف الآخرين عن هذا السؤال حسب الواقع عندهم.
المشاركة العاشرة.. من: محمد سرحان، صحفي وباحث في شئون الأقليات المسلمة، وتتضمن ثلاثة أسئلة (أرقام 25 – 27):
25ـ هل هناك تواصلٌ وتعاونٌ في مجال الترجمة بين المترجمين أنفسهم في الدول الأخرى التي تتحدث نفس اللغة المحلية التي تتحدثون بها في دولتكم؟
لا يوجد أي تواصل، وما زال الأمر يحتاج لجهود ووقت لتفعيل أمر التواصل في هذا المجال.
26ـ كيف تُقيِّمون نوعية الكتب التي تمت ترجمتها حتى اليوم؟ هل تغطي الحد الأدنى لمختلف فئات وشرائح المجتمع المسلم في دولتكم؟ أو تُعرِّف بالإسلام في حده الأدنى لغير المسلمين من أبناء المجتمع الذي تعيشون فيه؟
نقوم بتقييمها من حيث سرعة تداولها، وقبولها لدى القراء، وشدة الطلب على ترجمةٍ بعينها.
27ـ ما مقترحاتكم المستقبلية سواءً على مستوى دولتكم أو تودون اقتراحها لإخوانكم المسلمين في الدول الأخرى؛ من أجل الارتقاء بحركة الترجمة الإسلامية إلى اللغات المحلية؟
أقترح على مستوى دولتي أن يكون لدينا دارٌ متخصصة للترجمة تحوي مجموعة كبيرة (مؤسسة ترجمة قائمة بذاتها لها مركزها وآلاتها، وهنا الدعم المالي ضروري)، ونحن لدينا استعداد للتعاون في هذا المشروع مع كافة الجهات المعنية والمهتمة بالأمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ أُجري الحوار في ديسمبر 2015م، ونشر على موقع “مرصد الأقليات المسلمة”..