مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

“التعليم الإسلامي أولوية لدى مسلمي تايوان”.. قراءة في حوار إمام مسجد تايبيه الكبير

تأتي هذه المادة ضمن سلسلة قراءات في حوارات مسلمي تايوان التي ترصد أصوات القادة النشطاء والفاعلين في الساحة الإسلامية في تايوان في مختلف المجالات الدعوية والإعلامية والمجتمعية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

تأتي هذه المادة ضمن سلسلة قراءات في حوارات مسلمي تايوان التي ترصد أصوات القادة النشطاء والفاعلين في الساحة الإسلامية في تايوان في مختلف المجالات الدعوية والإعلامية والمجتمعية.

و في هذه الحلقة يتوقف موقع مسلمون حول العالم عند حوار خاص أجراه مع الشيخ الدكتور إبراهيم جاو، الإمام المتطوع لجامع العاصمة تايبيه الكبير عن واقع التعليم الإسلامي في تايوان، والذي أكد أن هم المسلمين الأول اليوم هو تأصيل التعليم الإسلامي بمستوياته المختلفة باعتباره السبيل الأهم لنهضة المجتمع المسلم في تايوان.

التعليم الإسلامي.. “طريق النهضة”

يرى الإمام جاو أن العلم والعمل معًا يمثلان الركيزة الأساسية لارتقاء المجتمع المسلم، موضحًا أن الدعوة إلى الله والتعليم الشرعي يسيران جنبًا إلى جنب لبناء وعي سليم. ومن هنا جاءت دعوته الصريحة إلى علماء الأزهر الشريف وسائر علماء الأمة لمساندة مسلمي تايوان في ترسيخ برامج تعليمية ودعوية متخصصة.

جامع تايبيه الكبير.. معلم حضاري وديني

منذ تأسيسه عام 1959 وافتتاحه الرسمي في أبريل 1960 بحضور نائب الرئيس التايواني، أصبح جامع العاصمة الكبير أحد أبرز معالم تايبيه. فهو ليس فقط مركزًا للعبادة، بل أيضًا نقطة التقاء للمجتمع المسلم، بما يقدمه من خدمات دينية وتعليمية واجتماعية متكاملة.

الجمعية الإسلامية الصينية في تايوان

تحت مظلة الجمعية الإسلامية الصينية في تايوان، يعمل مجلس إدارة منتخب على تسيير شؤون المسجد، فيما يضطلع الإمام بالجانب الشرعي والاستشارات الدينية. ويقدم المسجد فصولًا تعليمية للشباب والناشئين، ومخيمات طلابية، ودروسًا تعريفية للمسلمين الجدد، ما يعكس دوره الشامل في خدمة مختلف شرائح المجتمع المسلم.

نافذة على المجتمع التايواني.. مقصدًا سياحيًا وثقافيًا

تتجاوز رسالة المسجد حدود الجالية المسلمة لتصل إلى المجتمع التايواني الأوسع. فقد غدا الجامع مقصدًا سياحيًا وثقافيًا، يستقبل وفودًا رسمية وطلابية، ويشارك في مبادرات مجتمعية لتعزيز التسامح والقيم الأخلاقية. كما يضطلع شباب مسلمون متطوعون من دول متعددة بدور بارز في تعريف الزوار بالإسلام، مما يعزز صورة إيجابية عن المسلمين في تايوان.

تحديات التنوع والاندماج

رغم هذه النجاحات، يقر الإمام جاو بأن تعدد لغات وثقافات المسلمين المقيمين والزوار يمثل تحديًا مستمرًا، ما يستدعي التحلي بأخلاق إسلامية راقية في التعامل مع الآخرين. ومع ذلك، فقد استطاعت الجالية المسلمة منذ قدومها من الصين في خمسينيات القرن الماضي أن ترسخ سمعة طيبة من خلال مساجدها ومؤسساتها، وتندمج في نسيج المجتمع التايواني المعروف بتسامحه.

مستقبل المسلمين في تايوان

يخلص الإمام جاو إلى أن مستقبل المسلمين في تايوان مرهون بقدرتهم على ترسيخ التعليم الإسلامي بمختلف مراحله، والتمسك بالوسطية والاعتدال في دعوتهم، مع الانفتاح على المجتمع بروح إيجابية وبناءة. وهنا تبرز الرسالة الأوضح من الحوار أن النهضة تبدأ من العلم والعمل، وأن التعليم الإسلامي هو الركيزة الأولى لبناء أجيال مسلمة واثقة ومنفتحة في آن واحد.

ـ نشر الحوار بتاريخ 2 ديسمبر 2022

ـ طالع الحوا: ( اضغط هنا ).

التخطي إلى شريط الأدوات