سلسلة من أعلام مسلمي الصين
مسلمون حول العالم ـ متابعات ـ بتصرف
بقلم/ الدكتور أسامة منصور ـ الأستاذ بجامعة القوميات شمال الصين
بدأ نبوغه منذ وقت مبكر؛ وكان أول طالب صيني يحصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف سنة 1936م، وعلى مدار نصف قرن ترك إرثًا كبيرًا من الكتب والمؤلفات، فما هى قصته؟
نبوغ مبكر
ولد الشيخ الأستاذ عبد الرحمن ناتشونغ (1909-2008)، بمقاطعة “يوننان”، في جنوب غرب الصين، وبعد إنهاء دراسته الابتدائية، التحق بمدرسة “مينغده” التي أسسها المسلمون المحليون، وتزامل فيها مع الأستاذ محمد مكين.
ظهر نبوغ الأستاذ ناتشونغ، منذ وقت مبكر، فقد كان يكتب مقالات في صحيفة (التوعية الإسلامية)، وهو طالب بالمدرسة، كما كتب مقالات خاصة بالحضارة الإسلامية نشرت في مجلة (نضرة الهلال).
وفي عام 1931م، أوفد إلى مصر ضمن مجموعة من الطلبة، وهم: محمد مكين، وسعيد لين تشونغ مين، ومحمد إبراهيم شا قوة تشن، وتشانغ تسى رن.
وفي عام 1936 حصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف، وكان بذلك أول طالب صيني يحصل عليها، واثر ذلك التحق بكلية أصول الفقه التابعة لجامعة الأزهر، فتخرج فيها عام 1940م.
بعد عودته للصين عمل مديرًا لمدرسة “مينغده”، في يونان، ثم تم استقدامه للعمل بالجامعة المركزية (جامعة نانجينغ اليوم)، حيث عمل أستاذًا لتاريخ العرب واللغة العربية. ثم عمل أستاذًا للتاريخ بجامعة يوننان عام 1947م، ثم استقدم إلى بكين عام 1958م للعمل بالجامعة الدبلوماسية (جامعة الدراسات الأجنبية ببكين اليوم) حيث عمل أستاذًا ورئيسًا لقسم اللغة العربية.
وقد ظل الأستاذ ناتشونغ لمدة نصف قرن يواظب على التدريس والترجمة والتأليف، فترك إرثًا كبيرًا من الكتب والمؤلفات، منها: تاريخ مصر الحديث، تاريخ حضارة البلدان الإسلامية، مؤرخون عرب في العصور الوسطى، تاريخ العرب العام،… إلخ.
كان الأستاذ ناتشونغ رغم مكانته الكبيرة متواضعًا قانعًا راضيًا، ومن أقواله في هذا :”أنا أقتنع بما يشبعني من طعام وما يدفئني من لباس”.
رحم الله الأستاذ ناتشونغ وأسكنه فسيح الجنان.
https://www.facebook.com/osama.mansour.1690/posts/1792812944234136