
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
أعلن الداعية الياباني أحمد ناؤوكي مائنو عن صدور ترجمته لكتاب «بداية الهداية» للإمام أبي حامد الغزالي إلى اللغة اليابانية، وهو العمل الذي استغرق منه نحو 17 عامًا منذ أن شرع فيه عام 2006م بدمشق، بعد نصيحة تلقاها من الداعية الحبيب علي الجفري بأن يكون هذا الكتاب هو الأنسب لتعريف اليابانيين بالإسلام.
ثمرة جهد طويل
أوضح المترجم أن رحلته مع الكتاب بدأت عقب ولادة ابنه الأول «حكيم» في دمشق، حيث تلقى النصيحة بترجمته خدمةً للجالية اليابانية المسلمة والباحثين عن الحقيقة. وأشار إلى أن هذه الترجمة تعد من أبرز إصدارات جمعية الصداقة اليابانية السعودية بدعم من صندوق الملك فهد، في إطار جهودها لتعزيز التبادل الثقافي بين اليابان والعالم الإسلامي.
تراث الغزالي في اليابان
ذكر مائنو أن خمسة من مؤلفات الإمام الغزالي قد تُرجمت إلى اليابانية، معظمها على يد مستشرقين، مثل الدكتور كوجيرو ناكامورا الذي ترجم «المنقذ من الضلال» و«مشكاة الأنوار» و«الاقتصاد في الاعتقاد» و«تهافت الفلاسفة»، بالإضافة إلى ترجمة «مقاصد الفلاسفة» على يد الأستاذ هشام كورودا. لكنه شدد على أن ترجمة كتاب «بداية الهداية» تأتي لأول مرة بيد مسلم ياباني، ليكون أقرب إلى روح المؤلف ومراده في تهذيب النفس وإصلاح القلوب.
سيرة المترجم ورحلته مع الإسلام
اعتنق أحمد مائنو الإسلام عام 1994م في أستراليا خلال دراسته الثانوية، متأثرًا بأسرة مصرية مسلمة، ثم تخصص في اللغة العربية بجامعة أوساكا. وواصل دراسته الشرعية في دمشق بين 2000 و2006، حيث تخرج من معهد الفتح الإسلامي. ويشغل اليوم منصب المدير التنفيذي لجمعيتي الصداقة اليابانية السعودية والكويتية، كما يعد أحد أئمة جمعية مسلمي اليابان.
الإسلام في اليابان.. تحديات وحضور متنامٍ
استعرض مائنو في مقدمته نبذة عن تاريخ الإسلام في اليابان، بدءًا من بناء مسجد كوبيه عام 1935م، مرورًا بتأسيس جمعية مسلمي اليابان عام 1952م، وصولًا إلى انتشار أكثر من 100 مسجد حتى عام 2018. وأكد أن عدد المسلمين في اليابان بلغ نحو 200 ألف، بينهم 43 ألف ياباني، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر لا يزال في التربية والتعليم بعد الدخول في الإسلام.
رسالة الغزالي.. دواء للقلوب
اعتبر المترجم أن مؤلفات الغزالي، ولا سيما «بداية الهداية» و«إحياء علوم الدين»، تحمل رسالة خالدة لمعالجة أمراض القلوب في زمن تتزايد فيه الضغوط النفسية والاكتئاب. وأكد أن الكتاب يوجّه المسلم نحو الوسطية والتزكية الداخلية، بعيدًا عن الاقتصار على الأعمال الظاهرة أو النزاعات الفكرية.
رؤية دعوية يابانية
شدّد مائنو على أن الدعوة في اليابان بحاجة إلى خطاب رصين يجمع بين الحكمة وحسن الخلق، محذرًا من أسلوب التعالي على غير المسلمين. ورأى أن رسالة الغزالي تصلح أن تكون دليلًا للمسلمين في اليابان لتقديم صورة إيجابية عن الإسلام تقوم على الرحمة والاعتدال.
ـ طالع المقال الأصلي على صفحة الداعية والمترجم: ( اضغط هنا ).