
تُعدّ هذه المبادرة بمثابة خطوة تأسيسية في مشروع وطني طموح يسعى لتطوير التعليم الديني الإسلامي داخل النظام التربوي البلغاري والمساهمة في حماية التراث الثقافي الإسلامي وتفعيله ضمن الحياة العامة في بلغاريا.
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
احتضنت مدينة سَرنيتسا، الواقعة في أحضان الجنوب الغربي البلغاري، ندوة وطنية متخصصة لثلاثة أيام في الفترة: 27 إلى 29 يونيو 2025، تحت عنوان: “تعليم مادة دين – إسلام والتراث الثقافي الإسلامي في بلغاريا”.
وجمعت هذه التظاهرة نخبة من الأساتذة والباحثين والتربويين وأئمة المساجد، في لقاء علمي يعكس روح التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والدينية لخدمة التعليم الديني الإسلامي في البلاد.
تنظيم مشترك ومضامين رصينة
الندوة جاءت بمبادرة من جامعة علوم المكتبات وتقنيات المعلومات (Unibit)، وبشراكة فاعلة مع دار الإفتاء العامة لمسلمي بلغاريا، ما منحها طابعًا مؤسسيًا متميزًا من حيث التنظيم والمحتوى. وقد هدفت إلى تمكين المعلمين وطلبة التخصصات الإسلامية والتربوية من أحدث المقاربات التعليمية، إلى جانب التفاعل البنّاء مع الأئمة والمفتين والمهتمين بالشأن الثقافي الإسلامي.
برامج مكثفة ومشاركات وازنة
امتدت الفعاليات على مدى ثلاثة أيام، وتوزعت بين محاضرات نظرية وتدريبات تطبيقية ركّزت على منهجيات تدريس مادة “دين – إسلام”، وتفعيل دور المسجد كمؤسسة دينية وتربوية، والبحث في آفاق الابتكار في التعليم الديني ضمن خصوصية السياق البلغاري.
وشارك في تأطير جلسات الندوة كل من: فضيلة المفتي العام للجمهورية الدكتور مصطفى حاجي، والدكتور بيرالي بيرالي، مدير مركز الإرشاد والاستشارات، والدكتور سيفير حسنوف، من المعهد الإسلامي العالي، والبروفيسور الدكتور ميوميون طاهيروف، والبروفيسورة جورجيتا نازارسكا، والدكتورة سفيتلا شابكالوفا من جامعة Unibit.
رسائل تربوية ومضامين استراتيجية
في كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور مصطفى حاجي على أهمية التعليم الديني في صون القيم الدينية لدى المسلمين البلغار، داعيًا إلى إعداد تربوي منهجي للمعلمين يراعي خصوصيات النظام التربوي البلغاري ويستجيب لتحديات العصر. فيما أكد الشيخ صالح خليل، مفتي بلفن، والأستاذ أمير فليتي، رئيس قسم التعليم في دار الإفتاء، على ضرورة استمرارية هذه المبادرات لتعزيز المهنية في تدريس مادة “دين – إسلام” وتأطير الكوادر الوطنية المؤهلة.
شراكة واعدة بين الجامعة والإفتاء
من جهتها، أثنت الدكتورة جورجيتا نازارسكا على مستوى التعاون بين الجامعات والمؤسسات الدينية، معتبرة أن التجربة البلغارية في تعليم “الإسلام والفضائل” تمثل نموذجًا ناجحًا لتقديم خطاب ديني متوازن، يتكامل فيه البعد القيمي مع الأداء التربوي المعاصر.
ختام مثمر وشهادات رسمية
شهدت الندوة تفاعلًا نوعيًا بين المشاركين، أسفر عن تبادل ثري للتجارب وفتح آفاق للتعاون المستقبلي. وفي الختام، تسلّم المشاركون شهادات معتمدة من جامعة Unibit، مع التأكيد على أن هذه المبادرة تُعدّ خطوة تأسيسية في مشروع وطني طموح، يسعى لتطوير التعليم الديني الإسلامي داخل النظام التربوي البلغاري، والمساهمة في حماية التراث الثقافي الإسلامي وتفعيله ضمن الحياة العامة في بلغاريا.