
مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح
في مبادرة بحثية غير مسبوقة، أطلق “منتدى البلقان للدراسات” بمدينة بلاغويفغراد البلغارية مشروعًا علميًّا توثيقيًّا يحمل عنوان “النساء المسلمات والنظام الشيوعي”، يسلّط الضوء على السياسات القمعية التي مورست بحق النساء المسلمات في بلغاريا إبان الحقبة الشيوعية الممتدة من منتصف الأربعينيات حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
توثيق الانتهاكات بحق المرأة المسلمة
ويهدف المعرض إلى توثيق الانتهاكات المنهجية التي طالت النساء المسلمات، والتي شملت تغيير الأسماء الإسلامية قسرًا، وفرض نزع الحجاب، ومنع العادات الإسلامية واللباس التقليدي، إلى جانب مراقبة الوثائق والهويات الشخصية، وملاحقة النساء الرافضات لهذه السياسات، وصولًا إلى سجن بعضهن بتهم تتعلق بالمعتقد أو مقاومة التذويب الثقافي القسري.
كما يسلّط المشروع الضوء على تشكيل النساء لشبكات سرّية للمقاومة المدنية، من خلال الحفظ الجماعي للهوية الدينية، والتعليم المنزلي السري، والتمسك بالعادات الأسرية، رغم ما كان يحيط بهن من تضييق وملاحقات.
أرشيف نادر يغطي أربعة عقود
ويضم المعرض أرشيفًا نادرًا مقسَّمًا بحسب العقود (1950–1980)، إلى جانب وثائق رسمية، وشهادات حية، ومذكرات شخصية لنساء واجهن تلك الحقبة السوداء، فضلًا عن مكتبة بحثية متخصصة في تاريخ المسلمين في أوروبا الشرقية.
وتقف خلف المشروع مؤسسة منتدى البلقان للدراسات، التي تأسست عام 1999 كمؤسسة أكاديمية مستقلة، تضم نخبة من الباحثين البلغار والدوليين، وتهدف إلى دراسة التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في منطقة البلقان.
وقد نُفّذ المشروع بدعم مالي من الصندوق البلغاري للنساء (Bulgarian Fund for Women)، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ضمن مسعى أكاديمي لاستعادة الأرشيف المنسي لتجربة المسلمات في أوروبا الشرقية.
دعوة لفتح نقاش عام
ويأمل القائمون على المعرض أن يسهم هذا التوثيق في فتح نقاش عام حول الحقبة الشيوعية، واستعادة الذاكرة الجماعية للمسلمين في بلغاريا، ولا سيما النساء اللواتي كُنّ في مقدمة صفوف المقاومة الصامتة.
ـ مصدر الصور: الموقع الرسمي للمعرض، وصفحة الباحث: جمال خطيب