مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

بنغلادش.. 1.3 مليون لاجئ روهينجي يعيشون أوضاعًا إنسانية قاسية بأكبر مخيم للاجئين في العالم

يعيشون منذ أعوام في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة وسط أوضاع أمنية هشة وتدهور في الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

منذ أعوام يعيش نحو 1.3 مليون لاجئ من مسلمي الروهينجا في مخيمات كوكس بازار جنوب شرقي بنغلادش، التي تصنّفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، مأساةً إنسانية متواصلة تتشابك فيها قسوة اللجوء مع انسداد الأفق السياسي. وفقًا لتقارير نشرت على موقع وكالة أنباء أراكان ANA

تحت وطأة الفقر والازدحام تتدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية، فيما تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية واستمرار معاناة مئات الآلاف دون أي أمل في حلٍّ يضمن عودتهم الآمنة إلى ديارهم في ميانمار.

خلفية الأزمة

بدأت أكبر موجات النزوح في عام 2017، عندما شنّ جيش ميانمار/بورما حملة عسكرية ارتكبت خلالها جرائم إبادة جماعية ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ولاية أراكان (راخين)، ما أدى إلى مقتل الآلاف وفرار مئات الآلاف إلى بنغلادش المجاورة.

ورغم مرور ثمانية أعوام على تلك الأحداث، ما زالت عودة اللاجئين إلى موطنهم الأصلي شبه مستحيلة في ظل استمرار انعدام الأمن وغياب الضمانات الدولية لحقوقهم.

تجدد النزوح وتساؤلات مشروعة

ومنذ نوفمبر 2023 اندلعت في ولاية أراكان جولة جديدة من القتال بين جيش ميانمار وميليشيات أراكان البوذية المعروفة بـ(جيش أراكان)، أدت إلى موجات نزوح جديدة لآلاف المدنيين، بينهم عائلات روهينجية كانت قد بدأت العودة تدريجيًا إلى قراها.

وأثار هذا التصعيد تساؤلات واسعة حول ما إذا كان الصراع يجري بتنسيق غير مباشر بين طرفيه، في ظل استمرار استهداف القرى الروهينجية بالحرق والتدمير، ليكون مسلمو الروهينجا مجددًا الضحية الأبرز لهذا العنف المتجدد.

وتشير تقارير ميدانية إلى أن الصراع المتصاعد يهدد بإعادة الأزمة إلى نقطة الصفر، في وقت تعجز فيه المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود الأمنية المفروضة من السلطات الميانمارية.

أوضاع إنسانية مأساوية في كوكس بازار

في الجانب البنغالي، تعاني مخيمات كوكس بازار من اكتظاظ شديد، حيث يعيش مئات الآلاف في أكواخ مؤقتة من الصفيح والخيزران، تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وتزداد معاناة اللاجئين مع تقليص المساعدات الدولية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وظهور ظواهر اجتماعية مقلقة مثل الاتجار بالبشر والعنف داخل المخيمات.

كما يحذر مسؤولون أمميون من أن استمرار الوضع الحالي دون حلول جذرية قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع الإنسانية بشكل كامل.

مأزق سياسي وحلول غائبة

ورغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الإقليمية، ما زال ملف عودة اللاجئين يواجه عراقيل سياسية وأمنية، في ظل رفض حكومة ميانمار الاعتراف بمواطنة الروهينجا واشتراطها إجراءات أمنية معقدة تعيق عودتهم.

وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن الحل الدائم يكمن في ضمان الحقوق المدنية والسياسية للروهينجا داخل ميانمار، مع محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحقهم.

ـ صفحة تقارير عن مسلمي الروهينجا في ولاية أراكان غرب ميانمار (بورما): ( اضغط هنا ).

التخطي إلى شريط الأدوات