مسلمون حول العالم
نافذتك إلى أخبار الأقليات المسلمة

رائدة التعليم الديني في البلقان.. “واحة علم” لطلابها و”نبع إخاء” لخريجيها

مدرسة “علاء الدين” الإسلامية الثانوية في بريشتينا والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا

مسلمون حول العالم ـ خاص ـ هاني صلاح

بعد عشرات السنين من تخرجهم من “واحة العلم” في غرب البلقان؛ مازال “نبع الإخاء” يروي أفئدتهم بالمحبة، وتتدفق مشاعرهم الجياشة لرؤية زملائهم الذين عاشوا معهم أجمل الذكريات جنبًا إلى جنب خلال مراحلهم الدراسية السابقة في فصول مدرسة “علاء الدين” الإسلامية الثانوية في بريشتينا، والتابعة للمشيخة الإسلامية في دولة كوسوفا.

فقد دأبت إدارة مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في بريشتينا العاصمة، والتي توصف بأنه تعد “أزهر الألبان” في مناطق غرب البلقان، على تنظيم “لقاءات الأجيال” بين الدفعات السابقة التي تخرجت قبل سنوات عديدة تصل لعشر سنوات وحتى وصل بعضها إلى 45 سنة سابقة.

لقاء بعد 45 عامًا

ففي 29 يونيو الماضي، التقى خريجو مدرسة “علاء الدين” بعد تخرجهم منها قبل 45 عامًا، وكان من بينهم الشيخ الدكتور نعيم ترنافا، رئيس المشيخة الإسلامية ومفتي كوسوفا، وبعضهم كذلك من العاملين في إدارات المشيخة في كوسوفا، بينما البعض الآخر كتن قد هاجر للخارج ويعمل في دول مختلفة حول العالم.

وتذكر هذا الجيل المبكر من خريجي المدرسة التي تعد رائدة التعليم الديني في البلقان، ذكرياتهم السابقة في أروقة الفصول التعليمية بالمدرسة والتي تم تجديدها عدة مرات خلال هذه العقود التي تزيد على الأربعة. كما كانت فرصة لهم كي يتبادلوا معارفهم الحياتية وخبراتهم العلمية في تخصصات حياتهم المختلفة.

بعد 30 عامًا.. لقاء الجيل 28

وفي أجواء سادتها أشواق وحنين لمقاعدهم الدراسية في فصولها التعليمية؛ إلتقي من جديد في 28 يونيو الماضي، وبعد 30 عامًا من تخرجهم الجيل الـ(28) من خريجي المدرسة من الدفعة الدراسية: ( 1990-1994)، وكان اللقاء مؤثرًا في نفوس الحاضرين حيث رحل بعض زملائهم السابقين عن الحياة؛ بينما البعض الآخر كان قد استشهد خلال مرحلة تحرير كوسوفا من الاحتلال الصربي في حربي (1998/1999).

يشار إلى أن مدرسة “علاء الدين” تعد الوحيدة التي تدرس المناهج الدينية بجانب المناهج العلمية في كوسوفا. وهي المؤسسة الوحيدة التي أَبْقَتِ الحياةَ الدينية الإسلامية على قَيْدِ الحياة في كوسوفا.

بعد 10 سنوات

كذلك، وبعد عشر سنوات؛ التقى في 29 يونيو، خريجو المدرسة في الفترة: (2010-2014)، وهو جيل شاب ويقوم الآن مؤسسات المشيخة وبعضهم أصبح مدرس فيها؛ بينما آخرون تخصصوا في مجالات حياتهم مختلفة يعملون داخل كوسوفا وبعضهم هاجر إلى دول أوروبية ويعمل في مجالات متنوعة.

يذكر بأن خريجو المدرسة يواصلون دراستهم الجامعية في كافَّة التخصصات داخل كوسوفا وخارجها.

خريجات المدرسة

نفس الأمر ينطبق على خريجات المدرسة قبل سنوات عديدة وبعضهن الآن يعملن في المدرسة أو في مؤسسات المشيخة المختلفة الدعوية والتعليمية وغيرها؛ وبعضهن يعملن في مجالات كثيرة ومتنوعة داخل كوسوفا وفي مختلف ميادين الحياة.

يذكر بأن المشيخة الإسلامية قد أسست قسم المرأة بها ويعمل بها نحو 150 معلمة كلهن من خريجات كليات الدراسات الإسلامية سواء في كوسوفا أو من الجامعات الإسلامية حول العالم، وأضحى هذا القسم قبلة المؤسسات النسائية المحلية والدولية العاملة في كوسوفا والتي تسعى لتوثيق التعاون مع معلمات القسم للارتقاء بواقع المرأة وإيجاد الحلول اللازمة للأسرة الكوسوفية.

الوحيدة بكوسوفا

يذكر بأنه ثد تأسَّست مدرسة “علاء الدين” الثانوية الإسلامية في 1 نوفمبر 1951م، بالعاصمة الكوسوفية “بريشتينا”، ولها فرعان آخران في مدينة “بريزرن” ومدينة “جيلان” في جنوب كوسوفا. ويقدَّر عدد طلاب المدرسة بنحو 800 طالب وطالبة مقسَّمين على 26 فصلًا دراسيًّا، 13 منها للبنين و13 للبنات بالتوازي.

وقد تأسست مدرسة “علاء الدين” في فترة صعبة بعد سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعد سيطرة الصرب من جديد على كوسوفا وقيامهم بإغلاق كافة المدارس الإسلامية فيها.

وبعد ضغوط من أئمة ومسئولي المشيخة الإسلامية في كوسوفا ونظرًا لتحسن علاقات مصر بجمهورية يوغوسلافيا الجديدة شهدت كوسوفا أجواء انفتاح محدود سمح بتأسيس مدرسة إسلامية واحدة فقط للمشيخة عام 1951م، وهى مدرسة علاء الدين الحالية، والتي هدفت لتخريج أئمة للإشراف على إقامة شعائر الإسلام بالمساجد في كوسوفا وخارجها في أوساط الجاليات الألبانية المسلمة حول العالم.

ـ طالع أيضًا:

مدير مدرسة “علاء الدين” في كوسوفا: مدرستنا نموذج رائد للتعليم الديني بمنطقة البلقان

“لقاءات الأجيال”.. عادة جميلة لمدرسة علاء الدين في بريشتينا

 

التخطي إلى شريط الأدوات